كتب ناصر المحيسن - الكويت في الخميس 25 سبتمبر 2025 10:15 مساءً - أكد مساعد وزير الخارجية لشؤون آسيا سميح جوهر حيات، أن العلاقات الكويتية - الصينية تشهد نقله نوعية كبيرة مع دخول الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين مرحلة التنفيذ الفعلي، مبيناً أن الخطوة تعد الأولى من نوعها لجهة التوقيع والتنفيذ بين الحكومتين بشكل مباشر.
جاء ذلك في تصريح لحيات خلال مشاركته في احتفالية السفارة الصينية مساء أول من أمس الأربعاء، بمناسبة العيد الوطني الـ 76 للصين، بحضور وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة وزير المالية ووزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار بالوكالة صبيح المخيزيم، وعدد من ممثلي الوزارات، والسفراء والمواطنين وأبناء الجالية الصينية.


وقال إن علاقات البلدين في أزهى مراحلها التاريخية حالياً، حيث يتم البدء في تنفيذ مشاريع تنموية عملاقة غير مسبوقة في مجالات حيوية.
وجدد التأكيد على أن الكويت تتابع بشغف ملفاتها واهتماماتها وعلاقاتها الدولية، عبر «خلية نحل» دبلوماسية، سواء في الكويت أو في نيويورك، حيث يجري في الوقت الراهن ممثل سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، لقاءات يومية على مستوى القمة مع قادة ورؤساء حكومات.
وأشار إلى أن المشاريع تشمل استكمال مشروع ميناء مبارك الكبير، ومشاريع الطاقة المتجددة في العبدلية والشقايا (المرحلتين الثالثة والرابعة)، إضافة إلى تدوير النفايات، والصرف الصحي، ومكافحة التصحر والتشجير والمدن الإسكانية والعمالية.
وأضاف أن الكويت اتخذت خطوات عالية المستوى، بتوجيهات سامية من مقام سمو الأمير، بأن تنفذ وتتابع هذه المشاريع التنموية بدقة من الحكومة الكويتية، مبينا أن هناك شركات حكومية صينية عديدة مرشحة من الحكومة الصينية، وبموافقة الرئاسة الصينية نتعامل معها بصورة مباشرة.
وأكد حيات أن الصين هي الشريك التجاري الأول للكويت، ليس لسنة أو سنتين، بل لآخر ثماني سنوات متتالية، وأَضاف: «بخصوص المشاريع نحن الآن في تجربة فريدة من نوعها، مفادها أن يكون تنفيذ هذه المشاريع ما بين حكومة إلى حكومة وبضمانات، وننتظر نتائج التنفيذ وانتهاء بعض المشاريع، ومن ثم تبنى عليها مشاريع أخرى في المستقبل، وأستطيع أن أقول إن الأمور تسير على ما يرام وبسرعة متناهية ودقة».
وقال إن اللجنة الوزارية لمتابعة الموقف التنفيذي للاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين الحكومتين، برئاسة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله، تجتمع أسبوعياً لمتابعة تفاصيل كل مشروع.
وأكد أن التجربة الجديدة بين البلدين تقوم على التعامل المباشر بين الحكومتين، حيث يتم تجاوز البيروقراطية عبر قنوات اتصال مفتوحة وخطوط ساخنة مع اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح التابعة للرئاسة الصينية مباشرة، ما يضمن تجاوباً فورياً مع الملاحظات والمقترحات.
وذكر أن المشاريع الجاري بحثها مع الصين، تتطلب وقتاً وصبراً لتنفيذها، لأنها تدرس من كبريات الشركات الصينية ذات السمعة العالمية التي نفذت مشاريع ضخمة داخل الصين نفسها وخارجها.
وأوضح أن الدراسات الفنية والبحوث المتعلقة بمشروع ميناء مبارك، تسير بخطى ثابتة، متوقعاً أن تبدأ مرحلة التوقيع على العقود التنفيذية مع الجانب الصيني قريباً.
واعتبر أن «الكرة الآن في الجانب الفني الصيني» بانتظار استكمال الفحوصات والدراسات.
كما أشار إلى أنه تم تكليف شركة صينية حكومية في مكافحة التصحر، وهي تدرس الآن بعض المواقع الكويتية، ومنها ستنطلق إلى تنفيذ نموذج حتى نراه على الطبيعة، ومن ثم نتوسع مستقبلاً في مواقع أخرى في الكويت.
وأكد انفتاح الكويت على جميع الدول، وترفع علاقاتها مع عدد من الدول إلى مستوى العلاقات الإستراتيجية، كما حدث مع الصين والهند واليابان، مبيناً أن ذلك يفتح أبواباً مميزة للتعاون في مجالات متنوعة.
وشدد على أن الكويت تجري مشاورات سياسية منتظمة مع دول عدة مثل فيتنام، اليابان، باكستان، والهند، وتعقد اتفاقيات ومشاريع كبيرة معها.
وقال حيات إن الكويت تعتزم توقيع اتفاقيات مع قيرغيزستان، مجموعها نحو 32 اتفاقية ومذكرة تفاهم يجري بحثها الآن، ومن المتوقع توقيعها في الربع الأول من العام المقبل، وتشمل مختلف المجالات الحيوية.
بدوره، أكد القائم بالأعمال في سفارة الصين لدى البلاد، ليو شيانغ، أن بلاده ماضية في نهضتها التنموية وتعزيز حضورها العالمي، مشيراً إلى أن الصين نجحت خلال العقود الماضية في تحقيق إنجازات اقتصادية واجتماعية كبرى، جعلتها ثاني أكبر اقتصاد عالمي وأكبر دولة صناعية.
افتتاح المركز الثقافي الصيني الشهر المقبل
كشف القائم بالأعمال في السفارة الصينية، عن قرب افتتاح المركز الثقافي الصيني في الكويت الشهر المقبل.
وقال إن الصين تلتزم بالنهج السلمي في التنمية، وبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، لافتاً إلى أن مبادرات الرئيس شي جين بينغ في شأن التنمية والأمن والحضارة والحوكمة العالمية، حظيت بترحيب واسع وأسهمت في تعزيز الاستقرار الدولي.
العدالة والإنصاف للشعب الفلسطيني
شدد القائم بالأعمال في السفارة الصينية، على أن بلاده تتمسك بالإنصاف والعدالة وتدعم بقوة حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، داعياً إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، والتوصل إلى حل عادل ودائم على أساس قرارات الأمم المتحدة وحل الدولتين.
سيارات مذهلة

على هامش الحفل، جرى عرض بعض السيارات الصينية الحديثة والفاخرة، داخل صالة الحفل، ونالت إعجاب الحضور، لما تتميز به من تقنيات عالية وتصميم فريد ومواصفات مذهلة.