كتب ناصر المحيسن - الكويت في السبت 25 أكتوبر 2025 10:31 مساءً - أكد رئيس الإدارة الاتحادية للشؤون الخارجية في الاتحاد السويسري (وزير الخارجية) إغناسيو كاسيس، أن افتتاح مبنى السفارة السويسرية الجديد في الكويت يُجسّد عمق العلاقات الثنائية بين البلدين ويعكس روح الثقة والاحترام والصداقة التي تجمع بينهما منذ ستين عاماً، مشيراً إلى أن المناسبة تمثل «لحظة تاريخية نادرة وفريدة من نوعها».
وفي كلمته خلال حفل افتتاح مبنى السفارة الجديد، قال كاسيس، إن هذا الافتتاح جاء في التوقيت المثالي، «ففي العام المقبل سنحتفل بمرور ستين عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين سويسرا والكويت»، مشيراً إلى أن العلاقات بين البلدين لا تقوم على المصالح المشتركة فحسب، بل على الاحترام المتبادل والصداقة الصادقة التي توطدت عبر عقود من التعاون والتفاهم المشترك.


شاب كويتي لامع... بداية قصة نجاح
وأشار الوزير السويسري، إلى أن جذور الصداقة بين البلدين تعود إلى رؤية «شاب كويتي لامع» في ثلاثينات القرن الماضي، كان أول من أدرك قيمة ودقة الصناعة السويسرية، مضيفاً ان هذه الصداقة بدأت برؤية شاب كويتي أدرك مبكراً كم سيُقدّر مواطنوه الخبرة والدقة السويسريتين، وقد تحولت تلك الرؤية إلى قصة نجاح، «ومنذ ذلك الحين يمكن القول تقريباً إن الكويت تعمل على التوقيت السويسري».
وتابع مبتسماً «قلتُ لمعالي وزير الخارجية إن هذا واضح حتى من دقة مواعيد سمو الشيخ ناصر المحمد، إذ وصل إلى الحفل قبل الموعد بدقيقة واحدة فقط، وهذا طبعاً لأن الأمر كله يتعلق بالساعات السويسرية».
12 شركة و450 علامة تجارية
وبيّن كاسيس، أن التعاون الاقتصادي بين البلدين يُعد من أقدم وأقوى الروابط، لافتاً إلى إن الشراكة الأولى بين شركة «أوميغا» وعائلة بهبهاني مهّدت الطريق أمام العديد من الشراكات الأخرى، مشيراً إلى أن أكثر من 12 شركة سويسرية ممثلة اليوم في الكويت، إلى جانب نحو 450 علامة تجارية سويسرية متواجدة في السوق المحلي.
كما أكد أن العلاقات الاقتصادية لم تطغَ يوماً على عمق الصداقة بين الشعبين، موضحاً أن الكويتيين كانوا من أوائل شعوب الخليج الذين اكتشفوا سويسرا، بفضل الرحلات المباشرة التي أطلقتها شركة «سويس إير» العام 1959، ومنذ ذلك الحين أصبحت سويسرا بمثابة البيت الثاني لكثير من العائلات الكويتية.
وأوضح أنه خلال حفل العشاء الذي أقيم عشية الافتتاح، استمع إلى قصص جميلة رواها ضيوف كويتيون عن تجاربهم في سويسرا، وهي «ليست كمشاهدات من أفلام أو على نتفليكس، بل كذكريات عاشوها بأنفسهم عبر ثلاثة أجيال متعاقبة».
أعظم صديق
وأعرب الوزير كاسيس، عن تقديره العميق لسمو الشيخ ناصر المحمد، «الذي نعتبره بحق أعظم صديق لسويسرا في الكويت».
وفي رده على سؤال حول دلالات افتتاح السفارة الجديدة، قال الوزير كاسيس، إن «هذا الافتتاح يعكس التزام سويسرا بتعزيز حضورها الدبلوماسي في المنطقة، ورغبتها في توطيد علاقاتها مع الدول العربية، خصوصاً في الخليج، لأن دولاً مثل الكويت مهمة جداً لاستقرار المنطقة. وسويسرا لا تملك أي أجندة خفية، بل تسعى فقط إلى السلام والاستقرار والازدهار».
النظر إلى المستقبل
وحول جولته الإقليمية، أشار كاسيس، إلى أنه زار الأردن والعراق قبل قدومه إلى الكويت، لافتاً إلى أن جولته في المنطقة جاءت في إطار تعزيز التفاهم والحوار. وأضاف: «أعرف جيداً صعوبة العقود الماضية، وكان من المهم أن نتحدث عن ذلك وأن نرى إمكانية ترك الماضي وراءنا والنظر إلى المستقبل»، معرباً عن سعادته بمسار العلاقات الحالية بين الكويت والعراق.
وأضاف «لقد سعدت جداً بالحفاوة التي لمستها في الأردن والعراق والكويت، وأشعر بأن هناك نمواً حقيقياً في أواصر الصداقة بين العراق والكويت، وآمل أن تشهد السنوات المقبلة ترسيخ هذه العلاقات وترك التاريخ السيئ خلفنا».
الحياد والتواضع
وجدّد كاسيس التأكيد بأن العلاقات بين الكويت وسويسرا تقوم على الثقة والاحترام المتبادل، لافتاً إلى أن البلدين يتشاركان أمرين مهمين هما «الحياد والتواضع»، «ونقوم بعملنا دون ضجيج أو استعراض، ونحن سعداء بعلاقاتنا القائمة على الاحترام والثقة والرغبة الصادقة في العمل معاً من أجل السلام».
اليحيا: البناء على ما يجمع البلدين من علاقات وثيقة وروابط راسخة
استقبل وزير الخارجية عبدالله اليحيا وزير خارجية الاتحاد السويسري إغناسيو كاسيس، والوفد المرافق له بمناسبة زيارته إلى دولة الكويت. وقال اليحيا، في تصريح صحافي عقب الاستقبال، إن زيارة وزير خارجية الاتحاد السويسري شكّلت فرصة لتأكيد عمق علاقات الصداقة بين دولة الكويت والاتحاد السويسري، واستعراض سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الصديقين.
وأوضح أن الجانبين بحثا عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتبادلا وجهات النظر بشأن التطورات التي تشهدها المنطقة. وأكد حرص الجانبين على مواصلة التشاور والتنسيق في المحافل الدولية، وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة، بما يسهم في دعم الجهود الدولية الرامية إلى تعزيز السلم والأمن الدوليين ودفع مسارات التنمية والاستقرار.
وأعرب اليحيا، عن تطلع دولة الكويت إلى مواصلة البناء على ما يجمع البلدين من علاقات وثيقة وروابط راسخة، بما يعزز التعاون القائم ويفتح آفاقاً أرحب لمزيد من التقدم والازدهار في العلاقات الثنائية.
وفي كلمة له خلال المشاركة في حفل افتتاح السفارة السويسرية الجديدة في القادسية، أكد اليحيا، أن كلمة سمو الشيخ ناصر المحمد، عبّرت بدقة عن عمق العلاقات الكويتية – السويسرية وتاريخها المميز. وقال اليحيا: «إن كلمة سموه جسّدت العلاقة الكويتية – السويسرية وتاريخها، وأمانةً لا أقدر أن أضيف أي كلمة إضافية على ما جاء في كلمة الشيخ ناصر». وأشار إلى أنه ستكون هناك مباحثات رسمية بين البلدين في سويسرا قريباً.
السفير بالميلي للكويتيين: سويسرا هي بلدكم أيضاً
أكد السفير السويسري لدى البلاد تيزيانو بالميلي أن افتتاح مبنى السفارة السويسرية الجديد في الكويت يعكس عمق العلاقات المتميزة والصداقة الجميلة التي تجمع بين البلدين، مشيداً بالحضور رفيع المستوى من الجانبين خلال حفل الافتتاح.
وقال السفير بالميلي في تصريح للصحافيين: «لقد كان شرفاً عظيماً لنا أن نستضيف وزير الخارجية السويسري ورئيس البرلمان السويسري والوفد المرافق لهما، إلى جانب سمو الشيخ ناصر المحمد، ومعالي وزير الخارجية الكويتي عبدالله اليحيا». وأضاف: «لقد كان هناك عدد كبير من الأصدقاء الكويتيين لسويسرا هنا، وكان الأمر مفعماً بالمشاعر وجميلاً للغاية. إنه دليل جميل يؤكد عمق الصداقة بين بلدينا».
ورداً على سؤال حول عدد الكويتيين الذين يزورون سويسرا هذا العام، قال السفير: «الكثير، الكثير، وجميعهم مُرحّب بهم دائماً. ونحن نأمل دائماً في استقبال المزيد والمزيد من الكويتيين، لأن سويسرا بلد جميل وآمن، وليست بعيدة عن الكويت، لذا فإنني أدعو جميع الكويتيين لزيارة سويسرا». وقال «سويسرا هي بلدكم أيضاً، فالعديد من العائلات الكويتية تزور سويسرا منذ ثلاثة أجيال، وهذه العائلات تمثل العمود الفقري لعلاقاتنا وصداقة بلدينا».
