كتب ناصر المحيسن - الكويت في الثلاثاء 4 نوفمبر 2025 10:10 مساءً - في تضامن أممي مشترك، أشادت وكالات الأمم المتحدة بمبادرة «كرة القدم للإنسانية» التي تنطلق فعالياتها، الخميس، بوصفها نموذجاً رائداً في توظيف الرياضة لخدمة الدبلوماسية الإنسانية وتمكين الشباب، مؤكدة أن هذه المبادرة التي تقام برعاية وزير الخارجية عبدالله اليحيا، تجسّد مبادئ الأمم المتحدة في تعزيز القيم الإنسانية وترسيخ التضامن مع الأطفال الفلسطينيين والمجتمعات المتأثرة بالأزمات، وتبرز دور الرياضة كجسر يوحّد الشعوب ويعزز ثقافة السلام.
فقد أشارت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة والمنسق المقيم في الكويت وعضو مجلس أمناء المبادرة، غادة الطاهر، إلى أنه من خلال هذه المبادرة، يقف الأطفال في الكويت وفلسطين جنباً إلى جنب، مُترجمين التضامن إلى أفعالٍ ملموسة، ومُوجّهين رسالة واضحة مفادها أن السلام والإنسانية يترسخان عبر الجهود المشتركة. وأكملت:


«تثمّن الأمم المتحدة القيمة الإنسانية لمبادرة «كرة القدم للإنسانية»، التي تُجسّد قدرة الرياضة في حشد الهمم للوحدة والتعاطف والسلام، فكرة القدم ليست مجرد لعبة، بل هي لغة عالمية تُعبّر عن العدالة والعمل الجماعي والاحترام والتراحم، وهي قيم جوهرية يجب غرسها في نفوس الشباب بوصفهم صُنّاع التغيير وبُناة عالمٍ أكثر سلاماً واستدامة وعدلاً».
صمود وتفاؤل
من ناحيتها، أشادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» بالمبادرة قائلة «في اليونيسف، نؤمن بأن لكل طفل الحق في اللعب، والحلم، والنمو في بيئة آمنة وكريمة، وهو ما تعكسه مبادرة (كرة القدم للإنسانية) من خلال توظيف قوة الرياضة لتوحيد الأطفال، وتعزيز الشمولية، وغرس الأمل، وتركيز هذا العام على الأطفال في فلسطين، وهو تذكير مهم بأنهم، رغم الظروف الصعبة، ما زالوا يظهرون الصمود وروح التفاؤل. ومن خلال كرة القدم، لا نخلق لحظات من البهجة فحسب، بل ندعم أيضاً حقوق الأطفال في الحماية والمشاركة والتنمية، مؤكدين مسؤوليتنا المشتركة في منح كل طفل فرصة لمستقبل أكثر إشراقاً وسلاماً.»
بدورها، أعربت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونسكو» عن ترحيبها البالغ بالمبادرة بوصفها نموذجاً ملهماً، حيث قالت: «ترحب اليونسكو بمبادرة «كرة القدم للإنسانية» وتدعمها، كونها نموذجاً مؤثراً لقدرة الرياضة على الإلهام، والتوحيد، وتحسين جودة الحياة، فرياضة كرة القدم تجسّد قيماً أساسية لبناء السلام وتعزيز الصمود مثل العمل الجماعي، والاحترام، والتضامن. وفي السياقات المتأثرة بالأزمات أو عدم المساواة أو النزوح، توفر الرياضة للشباب منصة لإعادة بناء الثقة بالنفس واستعادة التوازن النفسي والاجتماعي».
منصة تجمع
ومن ناحيتها، قالت الشيخة انتصار سالم العلي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة «النوّير» غير الربحية، رئيس اللجنة المنظِّمة للمبادرة، وعضو مجلس الأمناء: «نعتز جداً بتعاوننا الوثيق مع الأمم المتحدة، التي تُظهر كيف يمكن للرياضة أن تتجاوز الحدود، وتعزز الوحدة، وتغرس القيم الإنسانية في نفوس الشباب، وبوصف دولة الكويت مركزاً للعمل الإنساني، نوفر اليوم منصة يجتمع فيها أطفالنا لدعم أطفال فلسطين، لنحوّل التضامن وشغف الرياضة إلى أفعال ملموسة، وتصبح كرة القدم بذلك محفزاً للدعم والسلام، وبالتعاون مع الأمم المتحدة، نأمل أن تتحوّل المبادرة إلى منارة أمل وتضامن من الكويت والعالم إلى أطفال فلسطين». ستقام البطولة الشبابية يومي غد الخميس وبعد غد الجمعة، في مركز شباب جابر الأحمد، بمشاركة 43 فريقاً تضم 400 لاعب ولاعبة تتراوح أعمارهم بين 8 و11 عاماً. ويرافق المباريات أنشطة عائلية ممتعة ومنطقة تسوّق ترفيهية وحيوية، والدعوة مفتوحة ومجانية لجميع الحضور. وبالتوازي مع البطولة، تم إطلاق مزاد خيري إلكتروني يستمر حتى يوم الجمعة، ويضم مجموعات كروية حصرية ممهورة بتوقيع أندريس إنييستا، وأندريا بيرلو، ومنتخبات إيطاليا وبلجيكا والبرازيل.
