هنغاريا تعرض خبراتها بالمياه والأمن الغذائي... لتعزيز التنمية في الكويت

كتب ناصر المحيسن - الكويت في الأحد 12 أكتوبر 2025 10:15 مساءً - أكد وزير الخارجية الهنغاري بيتر سيارتو أن الاجتماع بين وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي، الذي استضافته الكويت الأسبوع الماضي، حمل «أهمية غير مسبوقة»، مشدداً على أن العالم يعيش «عصر الأزمات والمخاطر»، ما يستدعي مضاعفة الجهود لتحقيق السلام والاستقرار.

Advertisements

وقال سيارتو، في حوار مع «الراي»، إن دول مجلس التعاون الخليجي «تلعب دوراً محورياً في تحقيق الاستقرار الإقليمي، وهي من الدول المحبة للسلام التي تشكل مع غيرها ما أسماه (الأغلبية العالمية المحبة للسلام)». وأعرب عن أمله بأن يكون الاجتماع خطوة في «تمهيد الطريق نحو حلول سلمية للنزاعات التي تؤثر على أمن أوروبا والشرق الأوسط».

وحول العلاقات مع الكويت ودول مجلس التعاون، قال سيارتو: «نولي أهمية كبيرة للتعاون مع هذه المنطقة، الذي تميّز دائماً بالاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. نحب العمل مع دول الخليج لأنها تتبع سياسات قائمة على العقلانية والمنطق السليم، بعيداً عن التسييس والمغالاة الأيديولوجية، وهو ما نفتقده في بعض النقاشات الأوروبية اليوم».

تطرق الوزير سيارتو للعلاقات الثنائية بين هنغاريا والكويت، فقال «لطالما كان لدينا تعاطف خاص مع الكويت، لأننا نعرف من التاريخ ماذا يعني أن تتعرض دولة صغيرة لغزو من قوة أكبر. فقد عشنا نحن الهنغاريين 40 عاماً تحت الحكم الشيوعي، حتى تحررنا عام 1990، ولذلك شعرنا بتعاطف كبير مع الكويت».

وأضاف «هذا التعاطف مازال قائماً، وبلادي تسعى إلى تعزيز التعاون الثنائي»، مشيراً إلى أنه التقى وزير الخارجية الكويتي في نيويورك، وتم خلال اللقاء توقيع اتفاقية لحماية وتشجيع الاستثمارات المتبادلة.

وقال إن «هذه الاتفاقية ستمكّن الشركات الكويتية من التوسع في السوق الهنغارية، والعكس». كما أشار إلى التعاون القائم بين مجموعة «مول» الهنغارية، إحدى أكبر شركات الطاقة في أوروبا الوسطى، وشركة نفط الكويت، في مشاريع عالية القيمة بمجال الطاقة والبتروكيماويات، بما في ذلك تقنيات الاستخلاص المعزز للنفط ومشروعات مرتبطة بمادة «الروبر بيتومين».

وأشار الوزير إلى تطلع بلاده لتعزيز التعاون في قطاع المياه، مضيفاً: «ندرك أن مسألة تأمين المياه تمثل تحدياً كبيراً في هذه المنطقة، ولدينا في هنغاريا تقنيات متقدمة في مجال إدارة المياه بفضل خبرتنا وجغرافيتنا، ونتمنى أن تكون هذه التكنولوجيا إضافة للتعاون الاقتصادي بيننا».

الأمن الغذائي

وتحدث سيارتو عن إمكانية التعاون في مجال الأمن الغذائي، قائلاً: «هنغاريا معروفة بتشريعاتها الصارمة في مجال سلامة الغذاء، ونحن الدولة الوحيدة في أوروبا التي نص دستورها على أن يكون إنتاج الغذاء والزراعة خاليين من الكائنات المعدلة وراثياً (GMO)، وهو ما يمنح منتجاتنا أعلى معايير الأمان الغذائي».

وأوضح أن «هنغاريا تمتلك تقنيات متقدمة لمعالجة المياه تناسب المناطق المتأثرة بتغير المناخ، إضافة إلى اعتماد سياسات زراعية خالية من الكائنات المعدلة وراثياً، بما يكفل معايير عالية في سلامة الغذاء. ونأمل أن تسهم تقنياتنا في دعم قطاع غذائي صحي ومستدام في الكويت. وبلادي تسعى إلى نقل خبراتها وتقنياتها الزراعية إلى الكويت لدعم قطاع غذاء صحي وآمن».

الشرق الأوسط

وحول موقف بلاده من التطورات في المنطقة، أكد الوزير أن «هنغاريا تدعم السلام في الشرق الأوسط»، مذكّراً بأنه كان «الوزير الأوروبي الوحيد الذي حضر مراسم توقيع اتفاقات أبراهام في البيت الأبيض عام 2020، مؤمناً بأنها تمثل فرصة حقيقية لتحقيق السلام بعد عقود طويلة من الصراع».

وعن الهجوم الإسرائيلي على قطر، قال سيارتو «نحن نقف إلى جانب أصدقائنا في قطر، فانتهاك سيادة أي دولة أمر مرفوض. كنت من أوائل من اتصلوا بوزير الخارجية القطري للتعبير عن تضامننا. نؤمن بأن الحفاظ على قنوات الاتصال مع جميع الأطراف هو الطريق الأمثل لتحقيق تسوية سلمية».

أدنى ضرائب في أوروبا

وجّه الوزير سيارتو رسالة إلى رجال الأعمال الكويتيين، قائلاً «نرحب بالمستثمرين الكويتيين في المجر. نحن نتمتع بأدنى معدلات الضرائب في أوروبا – 9 في المئة على الشركات و15 في المئة على الدخل الشخصي – ونوفر حوافز مالية كبيرة للمستثمرين. وهنغاريا اليوم هي نقطة التقاء بين المستثمرين من الشرق والغرب، حيث يمكنهم العمل معاً دون أي قيود أو عراقيل. ونرحب بكل الشركات الكويتية الراغبة في الاستثمار، وسنضمن لها بيئة آمنة ومشجعة».

3 خطوات

أوضح الوزير سيارتو أن هنغاريا تسعى لتعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي، عبر ثلاث خطوات رئيسية:

1 - توقيع اتفاقية شراكة إستراتيجية بين الجانبين.

2 - التوصل إلى اتفاق للإعفاء من تأشيرات الدخول.

3 - توقيع اتفاقية تجارة حرة بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون.

وأكد أن مثل هذه الخطوات «ستقوي الاتحاد الأوروبي اقتصادياً وتعيد إليه التنافسية التي فقدها بسبب بعض القرارات السياسية الخاطئة في بروكسل».

أخبار متعلقة :