اليحيا: شراكة وثيقة بين الكويت والأمم المتحدة

كتب ناصر المحيسن - الكويت في الأحد 26 أكتوبر 2025 12:43 مساءً - جدّد وزير الخارجية عبدالله اليحيا، التأكيد على «التزام الكويت الثابت بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، الذي يمثل الأساس المتين للنظام الدولي القائم على العدالة والسلام والتعاون بين الشعوب والدول، وصولاً لغاياتنا المنشودة وترسيخاً للشراكات الفاعلة بين مختلف الأطراف الدولية».

Advertisements

وقال اليحيا، في كلمة خلال الاحتفال بيوم الأمم المتحدة 2025، بحضور عدد من السفراء وممثلي السلك الدبلوماسي إن «دولة الكويت، ومنذ انضمامها إلى الأمم المتحدة في عام 1963، حرصت على تعزيز التعاون والشراكة ضمن المنظمة الأممية، من خلال المشاركة الفاعلة في دعم برامجها وصناديقها ووكالاتها المتخصصة، انطلاقاً من حرصها على دعم وترسيخ ركائز الأمم المتحدة الثلاث المتمثلة في إرساء السلم والأمن الدوليين، وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، بالإضافة إلى حماية حقوق الإنسان».

حقبة جديدة

وأضاف اليحيا، في كلمته، «نحتفل اليوم بالذكرى الثمانين لإنشاء الأمم المتحدة ودخول ميثاقها حيز النفاذ في عام 1945، وهو الميثاق الذي شكل انطلاقة حقبة جديدة في تاريخ العلاقات الدولية، أُسست فيها مبادئ التعاون المشترك، وتعزيز السلم والأمن الدوليين، ودعم التنمية والعدالة وحقوق الإنسان. فهذه المنظمة، وبعد ثمانية عقود من إنشائها، مازالت تواصل أداء رسالتها النبيلة، كمنصة جامعة للدول والشعوب، في إطار فاعل لمواجهة التحديات العالمية».

وتابع «يمثل شعار هذه الاحتفالية التي أتت بعنوان (لنَبنِ مستقبلنا معاً) روح التضامن والمسؤولية الجماعية، ويعكس الآمال نحو مستقبل أكثر أمناً وازدهاراً، فهذا العنوان لا يُعبر فقط عن الرغبة في البناء، بل يحمل في طياته دعوة لتعزيز التعاون الدولي متعدد الأطراف، بما يضمن للأجيال القادمة عالماً يسوده السلام، وتزدهر فيه التنمية، وتُصان فيه الكرامة الإنسانية».

وذكر أن «هذه المناسبة تمثل محطة مهمة في مسيرة الشراكة الوثيقة بين دولة الكويت ومنظمة الأمم المتحدة»، معتبراً أن «استضافة دولة الكويت لبيت الأمم المتحدة الذي يضم أكثر من 20 وكالة ومنظمة وبرنامجاً تابعاً للأمم المتحدة، تعد تجسيداً لعمق العلاقة والشراكة القائمة بين الجانبين، والتزام دولة الكويت الثابت بدعم العمل الأممي على مختلف الأصعدة الإنسانية والإنمائية والدبلوماسية».

لحظة تاريخية

من جانبها، أكدت المنسق المقيم للأمم المتحدة في الكويت غادة الطاهر، أن «الاحتفال بيوم الأمم المتحدة في الكويت يأتي في لحظة تاريخية حاسمة تدعو إلى إعادة تأكيد الالتزام الجماعي بالمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، مشيدة بالشراكة الراسخة التي تربط الكويت بالمنظمة منذ عام 1963».

وذكرت الطاهر، أن «هذا العام يحمل أهمية خاصة إذ يصادف الذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة. ورؤية مؤسسيها القائمة على التعددية والحوار والحل السلمي للنزاعات أصبحت أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى في ظل تصاعد الأزمات العالمية»، مشيرة إلى قول الأمين العام أنطونيو غوتيريش، الذي أكد أنه «في عالم تتضاءل فيه الموارد وتتزايد فيه الاحتياجات، أصبحت الأمم المتحدة أكثر أهمية من أي وقت مضى».

دعم كويتي

وبيّنت الطاهر، أن «فريق الأمم المتحدة في الكويت يعمل وفق نهج الأمم المتحدة الواحدة لتعزيز التنسيق والتنفيذ»، مشيدة بـ«دعم الكويت الدائم للمنظمة وقيادتها الحكيمة ممثلة بصاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح».

وأضافت «الكويت استقبلت خلال العام الماضي عدداً من كبار مسؤولي الأمم المتحدة، واستضافت مؤتمرات أممية مهمة، أبرزها المؤتمر الرفيع المستوى لمكافحة الإرهاب، والمؤتمر الإقليمي العربي السادس للحد من مخاطر الكوارث، وإطلاق اللمحة العامة للعمل الإنساني العالمي 2024».

وقالت إن «صوت الكويت يحمل وزناً فريداً نابعاً من تاريخها الإنساني وإيمانها بالتضامن الدولي»، مشيرة إلى أن «الكويت تواصل ترسيخ مكانتها كمركز إنساني عالمي ومنارة للتعاون المتعدد الأطراف».

صندوق التنمية: 132 مليون دولار لمشاريع المنظمة

شارك الصندوق الكويتي في فعالية «يوم الأمم المتحدة» الذي أحيته بعثة الأمم المتحدة لدى الكويت بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيسها، برعاية وحضور وزير الخارجية ورئيس مجلس إدارة الصندوق الكويتي للتنمية عبدالله اليحيا. وبهذه المناسبة، أعلن مدير الصندوق بالوكالة وليد البحر أن إجمالي مساهمات الصندوق في دعم المشاريع الإنمائية والإنسانية التي تشرف عليها منظمات وهيئات الأمم المتحدة حول العالم بلغ 49 منحة، بقيمة تصل إلى 132 مليون دولار حتى تاريخه، تغطي مختلف القطاعات الحيوية، مثل التعليم، والصحة، والمياه، والبنية التحتية، والطاقة، والبيئة ودعم برامج الاستجابة الإنسانية العاجلة وتخفيف آثار الكوارث، بالإضافة إلى مبادرات تُعنى بتمكين اللاجئين وتحسين أوضاعهم المعيشية. ومن خلال هذه الشراكات يؤكد الصندوق التزامه بنهج التنمية المستدامة، والدبلوماسية الإنسانية، وتفعيل دوره كجسر بين التمويل التنموي والاحتياجات الإنسانية في مختلف أنحاء العالم.

تجدر الإشارة أن الصندوق الكويتي للتنمية يحرص على التعاون مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، انطلاقاً من رؤيته الرامية إلى تعظيم أثر المساعدات والإنسانية التي يقدمها، ويأتي هذا التعاون بهدف الاستفادة من الخبرات الفنية والتشغيلية التي تملكها الوكالات، وتمكن الصندوق من الوصول الفعّال إلى المناطق المتأثرة بالنزاعات أو الكوارث التي يصعب التدخل فيها بشكل مباشر. كما يُسهم هذا التنسيق في تنفيذ مشاريع تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة، وتعزز من مكانة الكويت كدولة رائدة في العمل الإنساني والتنموي.

أخبار متعلقة :