كتب ناصر المحيسن - الكويت في الأربعاء 29 أكتوبر 2025 10:59 مساءً - بيروت - كونا - شهدت العاصمة اللبنانية، الأربعاء، انطلاق أعمال الدورة الـ21 للملتقى الإعلامي العربي، تحت عنوان «الإعلام والتنمية.....شركاء الحاضر تحالف المستقبل» برعاية وحضور الرئيس اللبناني جوزاف عون، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط.
وقال الرئيس عون في كلمة الافتتاح إنه «لا يمكن أن نحقق خير الإنسان إلا بالحقيقة، حيث إن كوارث البشر عبر التاريخ كانت نتاج الأوهام والأكاذيب والأضاليل والاستثمار في إثارة الغرائز والشعبويات»، مشدداً على أن «الحكم الصالح يحتاج إلى من يقول له الحقيقة».
وأشار عون إلى مسؤولية الإعلاميين في «البحث عن الحقيقة والدفاع عن معادلات القيم الأساسية ومواكبة الزمن مع المحافظة على استقلالهم المالي»، وأن يظل الخبر «سقفه الحقيقة».
من جهته، أكد أبوالغيط أن علاقة الإعلام بالتنمية «رسالة مهمة تتطلب التعامل بمهنية وموضوعية ومسؤولية»، لأنها رسالة تصل المسؤول بالمواطن وتقوم بتوعية المواطن للمساهمة في العملية التنموية.
وشدد على أن قضية التنمية هي «القضية الأولى» على أجندة الدول العربية، ولا بد أن تكون أيضاً هي القضية الأولى على أجندة المجتمعات «وهنا يأتي دور الإعلام الواعي والمسؤول».
فضاء عربي
من جهته، قال الأمين العام للملتقى ماضي الخميس إن الملتقى تحوّل إلى «فضاء عربي رحب ومنبر يعيد للاعلام العربي دوره في صناعة الوعي وحماية الحقيقة».
وأضاف الخميس أن شعار الملتقى (الإعلام والتنمية) يعكس «رؤية عميقة لمستقبل أمة تدرك أن التنمية لا تقوم بلا إعلام وأن الإعلام بلا رسالة تنموية يتحول إلى صدى عابر أو فراغ متكرر».
وأشار إلى دور الملتقى الإعلامي العربي في «صوغ رؤية جديدة تتجاوز حدود التنظير إلى ميادين التطبيق وتضع الإعلام العربي في مكانه الطبيعي شريكاً في صناعة التنمية لا مجرد ناقل للأخبار».
ولفت إلى أن الإعلام اليوم يشكل «قوة ناعمة وسلاحاً لا يُرى بالعين المجردة لكنه يخترق العقول ويصوغ الوجدان»، مشدداً على أن الإعلام اليوم لم يعد ناقلاً للخبر فحسب بل «صانع للرأي وبان للوعي ومهندس للوجدان الجمعي للأمة».
صناعة الوعي
من جانبه، أكد المدير العام للمعهد العربي للتخطيط عادل الوقيان أن الإعلام لم يعد مجرد ناقل للخبر أو صانع للرأي بل أصبح «شريكاً تنموياً فاعلاً يسهم في صياغة الوعي الجماعي وتوجيه السلوك المؤسسي والمجتمعي نحو تحقيق أهداف التنمية العربية المستدامة».
ولفت الوقيان إلى أنه «بإمكان الإعلام أن يصبح قوة دافعة لصناعة الأمل وبناء المستقبل، وأن يعمل باعتباره أداة تنموية فاعلة عبر بناء الوعي وحشد المشاركة المجتمعية مع تفعيل الرقابة وتعزيز الحوار الوطني لتهيئة مناخ جاذب للاستثمار».
واعتبر أن الإعلام يحرك طاقات المجتمعات نحو الإبداع والابتكار ويسهم في مكافحة الفقر ويساعد على تمكين الشباب والمرأة وتعزيز الاقتصاد الأخضر والمعرفة الرقمية إضافة إلى دوره في ترسيخ قيم العدالة والشفافية والمساءلة.
مرقص: في كل محطاته الصعبة... كان لبنان يجد الكويت داعمة لاستقراره ومسيرته
أكد وزير الإعلام اللبناني بول مرقص، أن العلاقات بين لبنان والكويت تجسد نموذجاً متميزاً للتعاون العربي - العربي، لافتاً إلى أنها تمتد لعقود من الشراكة الفاعلة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية.
وقال مرقص، في تصريح لـ«كونا» خلال فعاليات الملتقى، إن «الكويت كانت دائماً إلى جانب لبنان في كل محطاته الصعبة، داعمة لاستقراره ومسيرته التنموية، ومؤمنة بدوره الحضاري والثقافي في محيطه العربي، وذلك بالتنسيق بين وزارتي إعلام البلدين أو من خلال المشاركة الكويتية الفاعلة في المنتديات والمؤتمرات الإعلامية التي تقام في لبنان».
ولفت مرقص إلى أن الكويت «تقوم بدور ريادي في دعم المبادرات الهادفة إلى تطوير الخطاب الإعلامي العربي، وترسيخ قيم الحرية والمهنية والموضوعية التي طالما جمعتهما مع لبنان في رسالة اعلامية واحدة».
كما سلط الضوء على احتضان لبنان طوال العقود الماضية للصحافيين والأدباء والإعلاميين العرب مكرساً ما عرف عنه باعتباره منبراً للصحافة والفكر والإبداع وعاصمة لصناعة الكلمة بما ينسجم مع رسالة «ملتقى الإعلام العربي» في حماية المهنة وتعزيز دورها في التنمية وصناعة الوعي.
واعتبر وزير الإعلام اللبناني أن «الملتقى أحد أبرز التجمعات الإعلامية التي تناقش قضايا الإعلام من قبل متخصصين ومسؤولين حاليين وسابقين في مختلف الحقول الإعلامية بشكل مهني وعلمي، وتبادل الخبرات وصياغة رؤى مستقبلية، ولاسيما في مواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي».
أخبار متعلقة :