كتب ناصر المحيسن - الكويت في الخميس 30 أكتوبر 2025 10:25 مساءً - في إطار التحقيقات المُتواصلة التي تُجريها إدارة مباحث الجنسية في ملف «الخريطة» الذي يتضمّن الـ41 اسماً و14 ابناً حقيقيّين، أفادت مصادر مطلعة لـ«الراي» أن الأجهزة المختصة أثبتت واقعة تزوير جديدة تُعدّ الرابعة في هذا الملف المُعقّد والمُتشابك.
وأوضحت المصادر أن اللجنة العليا المختصة أقرّت أخيراً ثبوت التزوير على شخص رابع من بين الـ27 الذين شملهم الاشتباه في الانتماء غير الحقيقي إلى المواطن الكويتي (صاحب الملف الأصلي)، ليُضاف بذلك إلى ثلاثة مُزوّرين سبق أن ثبتت ضدهم الأدلة العلمية والوراثية.
وبناءً على هذه المُستجدّات، ارتفع إجمالي الملفات المُثبت تزويرها من ثلاثة إلى أربعة، ليبلغ مجموع التبعيات المسحوبة حتى الآن إلى 435 شخصاً، بعدما كانت اللجنة قد أقرّت في وقت سابق سحب الجنسية من ثلاثة ملفات بلغ مجموع تبعياتها 416 شخصاً.
وبيّنت المصادر أن الملف الجديد لا يضم عدداً كبيراً من التبعيات (19 شخصاً فقط)، إلا أنه يتميّز بتعقيداته وتشابكاته، نظراً لكونه حالة «انتحال مزدوج».
وأوضحت أن صاحب الاسم المُقيّد في السجلات هو كويتي من مواليد 1943 أُدرج اسمه في ملف الجنسية في ستينات القرن الماضي، لكنه انتقل لاحقاً إلى موطنه الخليجي الأصلي، بينما قام شخص خليجي آخر بعد الغزو بانتحال هويته بالكامل وتقديم نفسه على أنه الشخص ذاته، ليستمر استخدام الاسم ذاته في أوراق الجنسية.
وكشفت المقارنات الفنية أن البصمة العشرية (اليدوية القديمة) المحفوظة منذ الستينات تعود لشخص مُختلف عن المنتحل الحالي، كما أظهرت المقارنة بين الصور الأصلية للمواطن الأول وصور المنتحل الثاني اختلافاً واضحاً.
وأثبت تحليل البصمة الوراثية (DNA) بالدليل العلمي القاطع أن المُنتحل لا يمتّ بصلة قرابة إلى الأشقاء الـ14 الحقيقيّين من أصل الـ41 المُقيّدين على الملف.
وذكرت المصادر أن التحقيقات والتحريات كشفت أن المنتحل الثاني، المسجّل في الكويت من مواليد 1943، هو في الحقيقة من مواليد 1963 في دولته الخليجية، معتبرة أنه «من فرط زيادة الثقة، أصبحت عمليات التزوير غير منطقية، فقد زاد عمره 20 عاماً من دون خوف أو اهتمام، في واحدة من أكثر صور التزوير غرابة».
وأكّدت المصادر أن اللجنة العليا قرّرت إسقاط الجنسية عن المُنتحل الرابع وتبعياته البالغ عددهم 19 شخصاً، فيما تتواصل التحقيقات لمُراجعة الملفات الـ23 المُتبقّية ضمن القضية، مع استمرار فحوص البصمة الوراثية ومُطابقتها.
أخبار متعلقة :