كتب ناصر المحيسن - الكويت في الثلاثاء 18 نوفمبر 2025 10:40 مساءً - بعد انتهاء فترة عملي كمدير للإدارة القانونية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، وجدت أن من الواجب أن أكتب هذه الشهادة، بعيداً عن أي سلطة أدبية أو مصلحة وظيفية، ومن دون تزلف أو مداهنة، ما أكتبه اليوم هو كلمة حق وشهادة إنصاف لرجل يستحقها: الدكتور حسن الفِجّام، مدير عام الهيئة.
تم اختياري من قبله مديراً للإدارة القانونية لمدة سنتين دون أن تربطني بالدكتور الفجّام معرفة مسبقة. وخلال هذه الفترة، لم ألمس منه إلا قيادة قائمة على النزاهة والثقة واحترام الاختصاص، لم يتدخل في أي تحقيق، ولم يسعَ يوماً للتأثير على رأي قانوني كتبته، كان يؤمن بأن لكل إدارة مسؤوليتها، ولكل صاحب اختصاص مساحته المهنية الكاملة.
الدكتور الفجّام نموذج للمسؤول الهادئ الذي يعمل بصمت ولا يبحث عن الأضواء، يصل إلى مكتبه بعد صلاة الفجر قبل الجميع، ويُبقي بابه مفتوحاً أمام كل من يحتاج إليه، يلتزم بالانضباط ويُجسد القدوة الحسنة في بيئة العمل. أما اختياراته للوظائف الإشرافية والمناصب، فكانت تتم وفق معايير واضحة تعتمد على الكفاءة، بلا محسوبية أو ضغوطات، ومن دون أن يرضخ لأي جهة في سبيل إحقاق الحق ورفع المظلمة.
وخلال فترة إدارته، خاض مواجهة جادة مع مظاهر الفساد الأكاديمي والمالي، وأحال المتجاوزين إلى الجهات المختصة، كما تصدّى لحاملي الشهادات غير المُعترف بها، وأنهى خدمات من ثبتت بحقهم مخالفات أخلاقية وأحالهم للجهات المختصة.
وقد شهدت الهيئة ثورة إصلاحية واسعة شملت إقرار لوائح جديدة للترقيات الأكاديمية، واعتماد قائمة بالمجلات العلمية المقبول نشر الأبحاث فيها، وإصدار لائحة المساءلة الإدارية لأعضاء هيئتي التدريس والتدريب، وهي خطوات تنظيمية أثرت جميع الكليات والمعاهد وأسهمت في ترسيخ الحوكمة والعدالة الأكاديمية.
إن ما شهدته الهيئة خلال تلك الفترة لم يكن إصلاحاً عابراً، بل كان مشروع تطوير شامل قاده رجل يؤمن بأن خدمة الوطن أداء واجب لا يحتاج إلى إعلان أو ضجيج.
أسأل الله التوفيق للدكتور حسن الفجّام، فالرجل كان -ولايزال- نموذجاً للمسؤول الأمين الذي يعمل بإخلاص لمصلحة وطنه ومؤسسته التعليمية.. شكراً بومحمد!
أخبار متعلقة :