سفير عُمان: 2.3 مليار دولار في 6 أشهر... حجم التبادل التجاري مع الكويت

كتب ناصر المحيسن - الكويت في الأربعاء 19 نوفمبر 2025 11:40 مساءً - أكد سفير سلطنة عُمان لدى البلاد، الدكتور صالح الخروصي، أن السلطنة تحتفل في 20 نوفمبر من كل عام باليوم الوطني المجيد، مشيراً إلى أن العلاقات التي تجمع بين سلطنة عُمان ودولة الكويت، هي علاقات أخوية راسخة وعريقة ومتجددة، تستند إلى روابط اجتماعية متينة ومصالح اقتصادية متنامية، وتحظى بتوجيهات سامية من قيادتي البلدين، حيث إن العام 2025 فيه العديد من المحطات المهمة في مسار العلاقات الثنائية.

Advertisements

وقال السفير الخروصي، في مؤتمر صحافي عقده بمقر السفارة، إن سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، قام على رأس وفد رفيع بزيارة خاصة إلى سلطنة عُمان يوم 14 أكتوبر 2025، حيث التقى جلالة السلطان هيثم بن طارق، وتم خلال الزيارة بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتبادل الأفكار والرؤى حول أبرز القضايا الإقليمية والدولية الراهنة.

تعاون إستراتيجي

وبيّن الخروصي أن التبادل التجاري شهد نمواً لافتاً، حيث بلغ خلال العام الماضي 2024 نحو 5 مليارات دولار، بزيادة 120 في المئة عن العام السابق، ما يعكس تضاعف حجم التبادل التجاري خلال السنوات الخمس الأخيرة، بينما بلغ حجم التبادل في النصف الأول من 2025 نحو 2.3 مليار دولار، على أن تصدر مؤشرات النصف الثاني في بداية 2026. وأكد أن الكويت تُعد من أهم الدول المستثمرة في السلطنة، حيث بلغ حجم استثماراتها المباشرة لعام 2025 نحو 1.362 مليار دولار، وهو ما يضعها في المرتبة الأولى خليجياً وعربياً والثالثة دولياً بعد المملكة المتحدة والولايات المتحدة.

وتناول السفير مشاريع التعاون الاستراتيجي، مستعرضاً نجاح مصفاة الدقم، التي تديرها شركة البترول الكويتية العالمية ومجموعة «أوكيو» العُمانية، في اجتياز اختبار الموثوقية للمقرضين بما يمكّنها من الاستفادة بضمانات تتجاوزت 4 مليارات دولار.

وأضاف أن المصفاة حققت أداءً استثنائياً تجاوز الطاقة التصميمية، حيث ارتفع الإنتاج من 23 ألفاً إلى 25.5 ألف برميل يومياً، مع تصدير أكثر من 410 آلاف طن من المنتجات للأسواق العالمية. كما أشار إلى توقيع عقود صيانة عدد من ناقلات النفط الكويتية مع شركة الحوض الجاف في منطقة الدقم الاقتصادية مطلع عام 2025.

«للجمال عنوان»

وأشار الخروصي إلى حملة تسويقية نفذتها وزارة التراث والسياحة في يناير 2025 بالكويت، تحت شعار «عُمان للجمال عنوان»، لافتاً إلى أن إحصائيات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات تشير إلى أن عدد الزوار الكويتيين بلغ 33,154 زائراً حتى نهاية سبتمبر، مع توقع وصول العدد إلى نحو 50 ألفاً بنهاية العام.

وردّاً على سؤال حول ما إذا كان هذا الرقم أقل من مستوى العلاقات بين البلدين، قال إن الأرقام مبدئية وليست نهائية، مشيراً إلى زيادة الرحلات المباشرة بين البلدين اعتباراً من أكتوبر الماضي، بما في ذلك ارتفاع رحلات الكويت – صلالة في موسم الخريف من 7 إلى 14 رحلة أسبوعياً عبر الخطوط الكويتية وطيران الجزيرة. وأوضح أن السلطنة توفر جميع التسهيلات للسياح، بما في ذلك التأشيرات الإلكترونية أو عند الوصول، وبرسوم لا تتجاوز 10 دنانير.

ضيف شرف

على الصعيد الثقافي، أكد السفير الخروصي اختيار سلطنة عُمان ضيف شرف الدورة الـ48 لمعرض الكويت للكتاب من 19 إلى 29 نوفمبر، حيث سيتم تسليط الضوء على المنجزات الثقافية والتراثية العُمانية، إضافة إلى الاحتفاء بالوزير والمستشار السابق محمد بن الزبير بن علي كشخصية ثقافية للمعرض.

كما سيشارك الأمين العام للمتحف الوطني العُماني الجمال بن حسن الموسوي في الموسم الثقافي الثلاثين لدار الآثار الإسلامية، حيث سيلقي محاضرة في 24 الجاري بعنوان «البعد الاجتماعي لخطة السردية المتحفية».

الأمن الغذائي

وتطرق السفير الخروصي إلى موضوع الأمن الغذائي، مبيناً وجود صادرات عُمانية مستمرة إلى الكويت، وتفاهمات مشتركة حول مشاريع الاستزراع السمكي، إضافة إلى توقع نقلة نوعية في التبادل بعد تشغيل الربط السككي بين أبوظبي وميناء صحار العُماني، والذي سيرتبط لاحقاً بالشبكة الخليجية وصولاً إلى الكويت، ما سيُخفض كلفة النقل مقارنة بالنقل البحري والجوي.

وأكد اهتمام السلطنة بملفات الطاقة النظيفة، مثل الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء والحديد الأخضر، مشيراً إلى وجود فرص تعاون صناعي بين البلدين، بما في ذلك مصنع «كروة» لإنتاج السيارات ومشاريع قطاع التعدين.

ورداً على سؤال حول التأشيرات للسياح، أوضح أن «أجواء عُمان مفتوحة للجميع»، مؤكداً أن أكثر من 100 جنسية يمكنها دخول السلطنة دون تأشيرة مسبقة أو عبر الحصول عليها إلكترونياً أو عند الوصول.

تطابق في الوساطة ودعم القضايا العادلة

حول تقييم التعاون السياسي في الملفات الإقليمية والدولية، قال السفير الخروسي إن سلطنة عمان ودولة الكويت يجمعهما «انسجام واضح» في المواقف من القضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

وأضاف أن التنسيق بين الجانبين يتم على مستوى القيادتين ومن خلال اللجنة العُمانية ـ الكويتية المشتركة واللقاءات الوزارية، كما أن وفود عُمان والكويت في المنظمات الدولية تتشاور باستمرار، بما يعكس تطابق الخطين السياسيين للبلدين المعنيين بالوساطة ودعم القضايا العادلة.

أخبار متعلقة :