السياسة الخارجية لسمو الأمير... دعم العلاقات مع الكبار

كتب ناصر المحيسن - الكويت في الأربعاء 20 ديسمبر 2023 08:46 صباحاً - خارجياً، كانت محطات سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد في والصين وبريطانيا خلال 2023، محطات فارقة في تعزيزعلاقات الكويت الإقليمية والدولية.

Advertisements

فقد حرص سموه خلال محطاته الخارجية على مناقشة كل الجوانب الاقتصادية والسياسية، مع الاهتمام بتدعيم التحالفات الاستراتيجية ووضع الكويت على خارطة صنع القرار الدولية.

وحظي سموه بتقدير خارجي من قادة الدول الإقليمية والخارجية، تمت ترجمته في عدد من الملفات والاتفاقيات الثنائية في مجالات عدة.

ففي زيارة سموه للصين في سبتمبر الماضي، جرت محادثات تناولت القضايا المشتركة وتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات لتحقيق المنفعة المتبادلة. وتم توقيع 7 مذكرات تفاهم تناولت الخطة الخمسية للتعاون الثنائي والمنظومة الخضراء لإعادة تدوير النفايات والتعاون في مجال البنية التحتية البيئية والطاقة الكهربائية ومشروع ميناء مبارك والمناطق الحرة والإسكان.

وفي بريطانيا حظي سموه بحفاوة كبيرة، فيما كانت رعايته وحضوره احتفالية مكتب الاستثمار الكويتي في المملكة المتحدة بمناسبة الذكرى الـ 70 على تأسيسه إشارة كبيرة على جهود سموه في هذا الملف.

وكانت المملكة العربية السعودية محطة مهمة في محطات سموه الخارجية، حيث أكد في كلمته خلال ترؤس سموه وفد الكويت في اللقاء التشاوري الثامن عشر لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والقمة الخليجية مع دول آسيا الوسطى 5C المقامين في جدة، على أهمية التعاون والتنسيق الخليجي.

وفي ملف العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية، أكد سموه على متانة العلاقات الراسخة بين الكويت وأميركا، وذلك خلال تلقي سموه اتصالاً هاتفياً من نائبة رئيس الولايات المتحدة الأميركية كامالا هاريس، جرى خلاله تناول العلاقات الثنائية الوطيدة والمتميزة بين البلدين.

السعودية... علاقات تاريخية وثيقة وأواصر حميمة

أكد سمو الأمير عمق العلاقات التاريخية الوثيقة والأواصر الحميمة التي تربط الكويت والسعودية وشعبيهما الشقيقين. جاء ذلك بعد حضور سموه القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية التي أُقيمت في مدينة الرياض شهر نوفمبر الماضي.

كما شارك سموه في قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي استضافتها المملكة العربية السعودية، وألقى كلمة خلال افتتاح المؤتمر، أكد فيها أن «قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر تأتي في ظروف استثنائية حيث تبرز حاجة العالم أجمع إلى خطط الاستدامة والاهتمام بالمناخ والبيئة والاقتصاد، فلم يعد يخفى على أحد أن استمرار التغير المناخي يقودنا إلى التعرض لسلسلة من الكوارث بما في ذلك حرائق الغابات والفيضانات ودمار المحاصيل الزراعية والجفاف وشح المياه والجوع وانتشار الأمراض والأوبئة».

وفي سياق آخر، ترأس سموه وفد الكويت في اللقاء التشاوري الثامن عشر لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والقمة الخليجية مع دول آسيا الوسطى «5C» في جدة.

وأعرب سموه عن تطلع الكويت إلى مزيد من التعاون في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية والعلمية والتجارية، مؤكداً «أهمية التشاور المستمر مع شركائنا من أجل مواصلة المزيد من التعاون في جميع المجالات، وتعزيز الأمن والاستقرار وتحقيق الازدهار في بلداننا».

وأشاد بـ«مواقف دول آسيا الوسطى، التي تحظى ببالغ التقدير من قبل دول مجلس التعاون لالتزامها الدائم الثابت تجاه القضايا الدولية العادلة، وتعاونها وتنسيقها المستمرين مع دول المجلس لإرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، كما نسجل إشادتنا بمواقفها إزاء مختلف القضايا الإسلامية والعربية والإقليمية والدولية، معربين عن ثقتنا بحرص دول آسيا الوسطى على مواصلة الجهود الهادفة إلى تعزيز أمن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية واستقرارها».

وشدد سموه على أن «دول مجلس التعاون لديها إيمان ثابت وقناعة راسخة بأن الظروف الراهنة أصبحت تتطلب المزيد من العمل وتنسيق الجهود على المستوى الإقليمي، ما يحتم العمل معاً لمواجهة التحديات المحيطة بالمنطقة، من خلال التعاون بين دول مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى».

الصين... نجاحات ملموسة لزيارة تاريخية

ترأس سمو الأمير الجانب الكويتي في زيارة الصين، فيما ترأس الرئيس شي جينبينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية الجانب الصيني، ودارت المحادثات حول التشاور والتنسيق في أهم القضايا ذات الاهتمام المشترك وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وتبادل وجهات النظر بشأنها، وسط أجواء ودية عكست عمق العلاقات الطيبة بين قيادتي البلدين وروح التفاهم والصداقة التي تجمع الكويت وجمهورية الصين الشعبية، تمثيلاً لرغبة الجانبين في دعم التعاون الثنائي على جميع الأصعدة وتطويره في مختلف الميادين.

وأسفرت زيارة سموه للصين عن سبع نجاحات ملموسة، تمثلت بما يلي:

أولاً: بيان مشترك في شأن الخطة الخمسية للتعاون الثنائي بين الكويت وجمهورية الصين الشعبية للسنوات 2024 - 2028، وقّعها من الجانب الكويتي وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله، ومن الجانب الصيني عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني مدير مكتب لجنة الشؤون الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ووزير الخارجية وانغ يي.

ثانياً: مذكرة تفاهم بين بلدية الكويت واللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح بجمهورية الصين الشعبية للتعاون في شأن المنظومة الخضراء منخفضة الكربون لإعادة تدوير النفايات، وقّعها من الجانب الكويتي وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله، ومن الجانب الصيني رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح تشنغ شان جيه.

ثالثاً: مذكرة تفاهم بين وزارة الأشغال العامة بالكويت واللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح بجمهورية الصين الشعبية للتعاون في مجال البنية التحتية البيئية لمحطات معالجة مياه الصرف الصحي، ووقعها من الجانب الكويتي وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله، ومن الجانب الصيني رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح تشنغ شان جيه.

رابعاً: مذكرة تفاهم بين وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة بالكويت والإدارة الوطنية للطاقة بجمهورية الصين الشعبية للتعاون في مجال منظومة الطاقة الكهربائية وتطوير الطاقة المتجددة، وقعها من الجانب الكويتي وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة د.جاسم الاستاد، ومن الجانب الصيني رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح تشنغ شان جيه.

خامساً: مذكرة تفاهم بين حكومة الكويت وحكومة جمهورية الصين الشعبية في شأن التعاون في مشروع ميناء مبارك الكبير، وقّعها من الجانب الكويتي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير النفط ووزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار د.سعد البراك، ومن الجانب الصيني وزير النقل لي شياو بنغ.

سادساً: مذكرة تفاهم بين هيئة تشجيع الاستثمار المباشر في الكويت ووزارة التجارة في جمهورية الصين الشعبية في شأن التعاون في مجال المناطق الحرة والمناطق الاقتصادية، وقّعها من الجانب الكويتي وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله ومن الجانب الصيني وزير التجارة وانغ ون تاو.

سابعاً: مذكرة تفاهم بين المؤسسة العامة للرعاية السكنية ووزارة التجارة بجمهورية الصين الشعبية للتعاون في مجال التطوير الاسكاني، وقّعها من الجانب الكويتي وزير العدل ووزير الدولة لشؤون الإسكان فالح الرقبة ومن الجانب الصيني وزير التجارة وانغ ون تاو.

بريطانيا... تعاون اقتصادي وأمني وثقافي

في محطة نجاح أخرى، زار سمو الأمير، عندما كان ولياً للعهد، بريطانيا نهاية أغسطس الماضي، تلبية للدعوة الموجهة لسموه من رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك.

وتفضل سموه ليشمل برعايته وحضوره احتفالية مكتب الاستثمار الكويتي في المملكة المتحدة بمناسبة الذكرى الـ 70 على تأسيسه، فيما وصف سفيرنا لدى المملكة المتحدة لبريطانيا وأيرلندا الشمالية بدر العوضي زيارة سموه بأنها ستعزز علاقات التعاون الإستراتيجية القائمة بين البلدين الصديقين، ومن شأنها فتح آفاق جديدة للتعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والأمنية والثقافية بما يعكس واقع العلاقات الإستراتيجية التي تربط بلدنا الحبيب الكويت وقيادته السياسية العليا بالمملكة المتحدة وايرلندا الشمالية، وبريطانيا حكومة وشعباً تثمن عالياً الدور المميز والمهم الذي يؤديه سمو ولي العهد في توثيق أواصر الصداقة والتعاون بين البلدين.

أميركا... علاقات راسخة

أكد سمو الأمير على متانة العلاقات الراسخة بين الكويت والولايات المتحدة الأميركية. جاء ذلك لدى تلقي سموه اتصالاً هاتفياً من نائبة رئيس الولايات المتحدة الأميركية كامالا هاريس، جرى خلاله تناول العلاقات الثنائية الوطيدة والمتميزة بين البلدين.

وأشادت هاريس خلال الاتصال بهذه العلاقات التاريخية، والتطلع المشترك على تعزيزها والارتقاء بها، والتأكيد على موقف الولايات المتحدة الأميركية الثابت والداعم لأمن واستقرار الكويت والوقوف دائماً إلى جانبها.

كما عبرت عن شكرها للكويت لدورها الإنساني في تسهيل العبور الآمن لإنجاح خطة الإجلاء الأميركية من أفغانستان، متمنية لسموه وافر الصحة والعافية وللكويت المزيد من التقدم والازدهار.

وأعرب سموه عن خالص شكره وتقديره لها على ما أبدته من طيب المشاعر تجاه الكويت. كما هنأها بنجاح أكبر عملية إجلاء بالرغم من الصعوبات التي أحاطت بها.

وثمّن سموه هذا التواصل المجسد لأواصر العلاقات المتينة بين البلدين والشعبين الصديقين، متمنياً لها موفور الصحة والعافية وللولايات المتحدة وشعبها الصديق، كل التقدم والازدهار.

فلسطين... دعم راسخ ومبدئي لحق الأشقاء في دولتهم

أكد سمو الأمير، في أكثر من مناسبة، أن القضية الفلسطينية ستبقى متصدرة قائمة أولويات سياسة الكويت الخارجية، وأنها ستبقى على موقفها الثابت الراسخ المبدئي الداعم لحق الشعب الفلسطيني الشقيق لنيل كافة حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. وقد شارك سموه في اجتماعات عدة، على مستوى القمة، للدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، لبحث تداعيات العدون الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، حيث ألقى سموه، كلمة الكويت في قمة القاهرة للسلام التي عبر فيها عن الألم لاستمرار وتصاعد العمليات العسكرية التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة والعقاب الجماعي الذي يتعرضون له من خلال استهداف المدنيين العزل بغارات جوية متواصلة، أدت إلى سقوط آلاف الضحايا الأبرياء أطفالاً ونساء ورجالاً والاستمرار في استهداف الخدمات الأساسية وقطع إمدادات الكهرباء والماء والغذاء والوقود ودعوات التهجير القسري لسكان القطاع.

وأضاف «ولا يخفى على أحد أن تلك الممارسات تتعارض مع القانون الإنساني الدولي والقرارات الدولية ذات الصلة. وإن هذه المأساة الإنسانية هي نتيجة عدم سعي المجتمع الدولي لإيجاد حل عادل وشامل ونهائي لهذه القضية والتعامل مع الانتهاكات الإسرائيلية بمعايير مزدوجة».

وجدد سموه «إدانة البلاد لما ترتكبه سلطات الاحتلال الإسرائيلي من جرائم واعتداءات فإنها تدين في الوقت نفسه قتل المدنيين وتعريضهم للأسر والاعتقال وتدعو المجتمع الدولي لممارسة دوره في الإيقاف الفوري لكافة العمليات العسكرية وتوفير الحماية الدولية للمدنيين وفتح ممرات آمنة لوصول المساعدات الإغاثية لأهالي غزة.

وقال: (كما ترفض دولة الكويت أي دعوات هدفها التهجير القسري لأبناء الشعب الفلسطيني الشقيق وتحميل دول الجوار تبعات هذه المأساة التي تعتبر انتهاكاً لمبادئ القانون الإنساني الدولي)». وختم سموه كلمته بالقول «فإننا في دولة الكويت قادة وحكومة وشعباً نؤكد موقفنا الثابت في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق لنيل حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو (1967) ونجدد تمسكنا بخيار السلام العادل الشامل كخيار استراتيجي وفقاً للمرجعيات والقرارات الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية وبما يحقق الأمن والاستقرار للمنطقة وشعوبها».

أخبار متعلقة :