الارشيف / حال المال والاقتصاد

«شروق» تؤكد أهمية سياسة الاقتصاد الدائري في الإمارات

«شروق» تؤكد أهمية سياسة الاقتصاد الدائري في الإمارات

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الخميس 5 يونيو 2025 08:20 صباحاً - أكد يوسف أحمد المطوع، المدير التنفيذي للعقارات في هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، أهمية سياسة الاقتصاد الدائري في ، وقال: إلى جانب غيرها من المبادرات، فإنها تجسّد تحوّلاً حاسماً نحو المساءلة البيئية، وبصفتنا مجتمع مصمم لتحقيق طاقة بصافي انبعاثات صفري، نفخر بدعم هذه السياسات وتطبيقها عملياً كنموذج يُحتذى به.

وقال: في 5 يونيو من كل عام، يحتفل العالم بمناسبة اليوم العالمي للبيئة، الذي يأتي ليذكرنا بأن مصير صحة البيئة متعلّق باختياراتنا اليومية. وتحمل المناسبة هذا العام شعار «الحدّ من التلوث بالمواد البلاستيكية»، الذي ينطوي على رسالة عاجلة، ولا سيما لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي تعاني من التكلفة البيئية المتزايدة للبلاستيك الذي يستخدم مرة واحدة.

وأضاف: على الرغم من الدور الحاسم للالتزامات العالمية والسياسات الوطنية، إلا أن الحلول عالية الفاعلية والتأثير غالباً ما تبدأ على المستوى المحلي، وتحديداً في المجتمعات التي نعيش ضمنها. وفي مدينة الشارقة المستدامة، رأينا عن قرب كيف يمكن للمبادرات القائمة على مشاركة المجتمع أن تحدث تأثيراً حقيقياً ودائماً لتقليل النفايات البلاستيكية.

وقال: يُعد تمكين المجتمعات لإدراك تأثير خياراتها وتولّي مسؤولية الممارسات المستدامة أحد أكثر الاستراتيجيات فاعلية للحدّ من التلوث البلاستيكي. ومع أن التلوث البلاستيكي يشكل قضية عالمية، إلا أن جوهرها يرتبط بخيارات شخصية عميقة. وبدءاً من أكياس البقالة التي نحملها، ووصولاً إلى التغليف الذي نتخلّص منه، كل قرار نتّخذه في المنزل يُحدث فرقاً.

وتمتلك المجتمعات القدرة على تقديم القدوة والتأثير بالآخرين وإحداث أثر متسلسل من التغيير. فعندما يرى الجيران الآخرين يمارسون عادات مستدامة، مثل إعادة الاستخدام وإعادة التدوير وتقليل استهلاك البلاستيك، تتحول الاستدامة إلى مهمة مشتركة بدلاً من جهد فردي. فالتوعية والمشاركة هما المحركان الأساسيان لهذا التحول.

وأوضح: تأسست مدينة الشارقة المستدامة برؤية أوسع بكثير من مجرد مشروع سكني، إذ تشكل اليوم مثالاً نموذجياً عن دور مدن المستقبل في ترسيخ الاستدامة في نسيج الحياة اليومية. فمن خلال عدد من المبادرات، نشجع سكان مدينتنا بفاعلية على المشاركة في تقليل استخدام البلاستيك وتعزيز الممارسات الدائرية.

وتُرسي المدينة منحىً إيجابياً للحياة المستدامة في إمارة الشارقة ودولة الإمارات، بوصفها داعماً استراتيجياً لحكومة الشارقة. ويمتد المجتمع المستدام على مساحة 7.2 ملايين قدم مربعة في منطقة الرحمانية، حيث تحول إلى أكثر من مجرد مشروع سكني، ويهدف إلى إلهام المجتمعات المجاورة لاعتماد مبادرات مستدامة من خلال على التعليم والتفاعل المجتمعي.

وقال: فمثلاً، خلال تحدي أسبوع الأرض الذي يقام سنوياً، شجّعنا العائلات على المشاركة في أنشطة تحمل طابع الاستدامة، من بينها التحقق من النفايات، وأيام الامتناع عن استخدام البلاستيك، وحملات تنظيف المجتمع. وتشكل هذه الخبرات الصغيرة والعملية أدوات قوية لتغيير السلوك، وخصوصاً عند الأطفال الذين يكبرون حاملين شعوراً بالمسؤولية تجاه البيئة.

ومن إعادة تدوير البلاستيك واستخدام الأكياس متعددة الاستخدام إلى ترشيد المياه والتنقل بوسائل صديقة للبيئة، اجتمع السكان على هدف حماية البيئة.

وأضاف: من بين أكثر مبادراتنا إبداعاً وفاعلية تأتي ورشة إعادة التدوير، التي جمعت أفراد المجتمع، وخصوصاً الشباب، في جلسات طلاء مسلية حوّلوا خلالها الإطارات المستعملة إلى حوامل عملية للدراجات ثُبتت في أرجاء مدينة الشارقة المستدامة. وبالتعاون مع Gulftainer، نجحت هذه المبادرة في تقليل النفايات في المكبات، وبدء حوارات حول إعادة الاستخدام والتصميم بما يتماشى مع أسلوب الحياة المستدامة.

كما ننظّم حملات منتظمة لإعادة التدوير والتوعية، نعتمد فيها على جلسات تفاعلية وإضافة عناصر مستوحاة من الألعاب لجعل عملية التعلّم ممتعة وجاذبة لمختلف الفئات العمرية.

وقال: أعتقد أنه لا يمكن لمجتمع أن ينعزل عن غيره، وأن الشراكات خطوة أساسية لتوسيع نطاق التأثير. ومن خلال تعاوننا مع جهات محلية، مثل مجموعة بيئة وبلدية مدينة الشارقة، يمكننا تحسين بنيتنا التحتية لإعادة التدوير، وإطلاق حملات توعية مشتركة، والإسهام في الأهداف البيئية الأشمل للإمارة.

وبالاستفادة من هذه الشراكات، ركّبنا سلّات مخصصة لإعادة تدوير، ونظّمنا حملات توعوية متنقلة، وساهمنا بتسهيل فصل النفايات المنزلية. ويتمثل الهدف في دمج السلوك المستدام ليس فقط ضمن مجتمعنا السكني، بل على مستوى الشارقة وخارجها.

وتابع: تتماشى جهودنا المحلية مع الجهود الوطنية لدولة الإمارات في الحدّ من التلوث البلاستيكي. ومع تطبيق حظر الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد في عدة إمارات، بما فيها الشارقة، ترسل الإمارات رسالة قوية وواضحة بأن الاستدامة لم تعد خياراً بل ضرورة.

ويتطلب الحدّ من التلوث بالمواد البلاستيكية أكثر من مجرد حملة عابرة أو سلة إعادة تدوير جديدة؛ إذ يتطلب تغييراً ثقافياً يبدأ بالناس، لا بالسياسات وحدها. فالحلول التي تنطلق من المجتمع تمثل أقوى أدواتنا، لأنها تستند إلى عناصر جوهرية، تتمثل في القيم المشتركة، والترابط الإنساني، والهدف الجماعي.

وفي اليوم العالمي للبيئة لهذا العام، ندعو المجتمعات وصنّاع السياسات وقطاع الأعمال إلى التوقّف لحظة وتأمل الإمكانات غير المستغلة للعمل المحلي. تخيّلوا حجم التغيير العالمي الذي يمكننا تحقيقه في حال أصبحت جميع الأحياء السكنية نموذجاً للاستدامة.

ونعمل في مدينة الشارقة المستدامة على ترسيخ هذا الواقع تدريجياً بالاستفادة من المبادرات وتفاعل المجتمع والشراكات الهادفة.

ومن خلال استضافة مبادرات مجتمعية وورش عمل وفعاليات تركز على حفظ الموارد واستخدام الطاقة المتجددة، تُسهم المدينة في إحداث تأثير متنامٍ يعزز الوعي البيئي.

وتتماشى هذه المساعي مع الأهداف الأشمل للشارقة في التوسع الحضري، وترسّخ مكانة الإمارة بوصفها نموذجاً تحويلياً للعيش المستدام، يعزز مستقبلاً منخفض الانبعاثات الكربونية في جميع أرجاء الإمارة. واختتم قائلاً: معاً، نسهم في حلّ مشكلة التلوث بالمواد البلاستيكية من جذورها.

Advertisements

قد تقرأ أيضا