ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 7 سبتمبر 2025 06:22 مساءً - توقعات بإبقاء المركزي الأوروبي أسعار الفائدة دون تغيير
تشهد أوروبا 3 أحداث رئيسية تلقي بظلالها على الأسواق الأوروبية هذا الأسبوع، حيث تشير التوقعات إلى استمرار التقلبات الحادة في أسواق السندات، في وقت تستعد فيه أوروبا لأحداث سياسية واقتصادية بارزة قد تزيد من الضبابية.
يبدأ الأسبوع بتصويت على الثقة في الحكومة الفرنسية، الاثنين، دعا إليه رئيس الوزراء فرانسوا بايرو، وسط توقعات شبه مؤكدة بخسارة الحكومة نتيجة اصطفاف أحزاب المعارضة، بما في ذلك التجمع الوطني والحزب الاشتراكي، ضدها.
ويرى محللون أن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو لجوء الرئيس إيمانويل ماكرون لتشكيل حكومة وسطية مؤقتة بدلاً من الدعوة إلى انتخابات مبكرة، رغم أن الاحتمال الأخير لا يزال مطروحاً.
كما تترقب الأسواق أيضاً مراجعة وكالة فيتش لتصنيف الديون السيادية الفرنسية في 12 سبتمبر، باعتبارها محطة مؤثرة في ثقة المستثمرين الدوليين، وفقاً لتقرير نشرته شبكة «CNBC».
ويعود مسؤولو البنك المركزي الأوروبي من إجازتهم الصيفية بتصريحات تميل إلى التشدد، ما يزيد التوقعات بأن البنك سيبقي على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه 10 و11 سبتمبر الجاري.
وينعقد اجتماع البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس في ظل هذه الأجواء المتوترة، وتشير التوقعات إلى تثبيت سعر الفائدة عند 2%، مع حفاظ رئيسة البنك كريستين لاغارد على لهجة تميل إلى التيسير النقدي، وفق تقديرات «HSBC».
ومع ذلك لا يزال هناك مجال للمناقشة، إذ توجد حجج قوية تدفع باتجاه خفض محتمل للفائدة في وقت لاحق من العام، وهو ما قد يفاجئ الأسواق.
لقد أشار محضر اجتماع يوليو والتصريحات الأخيرة لمسؤولي البنك إلى أن قرار خفض الفائدة مجدداً لن يكون سهلاً. ويبدو أن بعض التطورات الإيجابية خلال الصيف عززت هذا الموقف، ومنها الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، على الرغم من أنه ليس حلاً نهائياً، فإن الاتفاق خفَّف من التوترات التجارية، ما دعم فكرة «الانتظار والترقب».
وأظهر الربع الثاني نمواً جيداً في الناتج المحلي الإجمالي، كما تحسنت مؤشرات ثقة الأعمال، ما أعطى الحجج لعدم التسرع في اتخاذ أي إجراء.
كما سجل التضخم الرئيسي ارتفاعاً طفيفاً في أغسطس، وهو ما يعتبر دليلاً إضافياً لصالح إبقاء الفائدة عند مستواها الحالي، فقد ارتفع معدل التضخم في منطقة اليورو إلى مستوى أعلى من الهدف الذي حدده البنك المركزي الأوروبي، ما عزز توقعات استقرار أسعار الفائدة خلال اجتماع المسؤولين هذا الأسبوع.
وبلغ معدل التضخم في أغسطس 2.1%، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مرتفعاً قليلاً عن 2 في المئة في الشهر السابق، وهو ما يتوافق مع توقعات الاقتصاديين في استطلاع رأي «بلومبرغ»، بينما استقر مؤشر التضخم الأساسي، الذي يستثني عناصر متقلبة مثل أسعار الطاقة والسلع الغذائية، عند 2.3%. أما ارتفاع أسعار الخدمات، الذي يراقب عن كثب، فقد تراجع إلى 3.1%.
وكان البنك أبقى سعر الفائدة على الودائع عند 2% في يوليو، حيث أكدت رئيسة البنك كريستين لاغارد أن الوضع الاقتصادي «مستقر»، ولم يعد المستثمرون متأكدين من حدوث مزيد من خفض الفائدة هذا العام.
يأتي ذلك فيما يصف خبراء الاقتصاد ما يحدث في سوق السندات الأوروبية بأنه «عاصفة شبه مثالية»، بعد التحركات القياسية لعوائد السندات البريطانية والأوروبية خلال الأيام الماضية، وهو ما ينذر بمزيد من التقلبات في الفترة المقبلة.