ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 8 سبتمبر 2025 07:10 مساءً - تواصل الإمارات ترسيخ مكانتها بوصفها واحدة من أبرز الدول الرائدة في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، وذلك بإطلاق نموذج «كي 2 ثينك» الجديد، الذي اعتُبر علامة فارقة في مسيرة الدولة نحو ريادة التكنولوجيا. هذا الإنجاز يعكس كيف يمكن للتعاون بين القطاعات الأكاديمية والحكومية والخاصة أن ينتج ابتكارات نوعية؛ تضع الإمارات في صدارة خريطة الذكاء الاصطناعي عالمياً. وُصف المشروع بأنه يمثل «نقطة تحول حقيقية» في مسيرة الإمارات الرقمية، ويجسد التزاماً وطنياً باستثمار المستقبل عبر الابتكار المفتوح والتطوير المستدام.
وينتمي النموذج الجديد إلى فئة الذكاء الاصطناعي المعنيّ بالاستدلال، وهو مفتوح المصدر ومتطور من حيث الأداء والكفاءة. وطورته جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي بالتعاون مع شركة G42، ويتميز بقدرته على تحقيق نتائج تضاهي نماذج ضخمة، مع استهلاك موارد أقل بكثير.
ويمثل «كي 2 ثينك» جيلاً جديداً من النماذج التي تمزج بين الكفاءة العالية وسهولة الاستخدام، حيث يتيح للمطورين والباحثين في العالم الوصول إلى تقنيات متقدمة من دون الحاجة إلى بنى تحتية هائلة، ويفتح الباب أمام تطوير تطبيقات عملية في مجالات متنوعة مثل الصحة، والتعليم، والطاقة والخدمات الحكومية، من دون الحاجة إلى موارد حاسوبية ضخمة.
نماذج عالمية
ما يميز «كي 2 ثينك» عن بقية النماذج العالمية أنه أخف وزناً وأكثر ذكاءً، مع قدرات استدلالية تضاهي، أو حتى تتفوق على نماذج تفوقه حجماً بعشرة أضعاف. هذه الميزة تمنحه القدرة على الانتشار والتشغيل في بيئات أكثر مرونة وبتكلفة أقل. وفي سياق الذكاء الاصطناعي، يُقصد بالاستدلال عملية استخدام نموذج تم تدريبه مسبقاً لتوليد مخرجات جديدة بناءً على بيانات مدخلة؛ أي بعبارة أبسط: التفكير أو الاستنتاج الذي يقوم به النموذج.
دولة سباقة
إطلاق نموذج استدلال مفتوح المصدر بهذا المستوى يعني أن المطورين والباحثين في جميع أنحاء العالم يمكنهم استخدامه وتعديله وتطبيقه في مشاريعهم الخاصة؛ ما يعزز مناخ الابتكار بشكل غير مسبوق. كما يعزز إطلاق النموذج موقع الإمارات بوصفها دولة سبّاقة في المنطقة والعالم، ودخولاً نوعياً إلى ساحة المنافسة مع أضخم النماذج العالمية؛ إذ أصبحت من أولى الدول التي تقدم نموذجاً مفتوح المصدر بهذه القوة. وهو ما يضعها في صدارة الجهود الدولية نحو تطوير ذكاء اصطناعي أكثر شفافية وقابلية للتبني عالمياً.
ويُتوقع أن يشكل «كي 2 ثينك» منصة لابتكارات مقبلة، من مراكز البيانات المتطورة إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المدن الذكية، بما يتماشى مع رؤية الإمارات للتحول الرقمي. كما يُرتقب أن يسهم في إعداد جيل من الكفاءات الوطنية القادرة على قيادة المرحلة المقبلة من التحول التكنولوجي العالمي.
