ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 15 سبتمبر 2025 11:30 مساءً - تناقش القمة العالمية للاقتصاد الأخضر 2025 في دورتها المقبلة 1 و2 أكتوبر 2025 دور التكنولوجيا المتقدمة في تعزيز الاستدامة والمرونة المناخية، مع التركيز على الذكاء الاصطناعي والابتكارات الذكية. وستسلط الجلسات الضوء على كيفية تحسين الحلول المدعومة بتقنيات إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي لتعزيز تكامل الطاقة المتجددة، وتحسين التحليلات التنبؤية للحد من المخاطر البيئية، ورصد الانبعاثات الكربونية. وسيبحث نخبة من صناع القرار والمسؤولين والخبراء والمبتكرين وممثلي المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع الأكاديمي من مختلف أنحاء العالم، دور ابتكارات تخزين الطاقة والتعاون بين القطاعين العام والخاص في تطوير التقنيات الخضراء، مع عرض مشاريع قائمة على الذكاء الاصطناعي تدعم أهداف الاستدامة طويلة الأجل.
وقال معالي سعيد محمد الطاير، نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة في دبي، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، رئيس المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر: «يمكن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في قطاعات الطاقة المتجددة والمياه والصحة والبيئة والمالية من أجل إدارة المرافق والاستهلاك الذكي، وتوفير التحاليل والدراسات الدقيقة للمحافظة على الموارد الطبيعية، وتقليل نسبة الأمراض المزمنة والخطيرة ورفع نسبة الإنتاج، وزيادة نسبة التشجير وزراعة النباتات المناسبة. علاوة على ذلك، يدعم الذكاء الاصطناعي التمويل الأخضر على ضوء ازدياد اعتماد المؤسسات المالية على هذه التقنية للتصدي للتهديدات السيبرانية واختراقات البيانات وكشف عمليات الاحتيال وتحقيق الكفاءة التشغيلية».
وأشار إلى دور استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي في تعزيز ريادة دولة الإمارات على مستوى العالم في هذا المجال. فقد حلت دولة الإمارات في المركز الثاني عالمياً والأول إقليمياً بين القوى الكبرى في مجال الذكاء الاصطناعي، بحسب تقرير حديث صادر عن شركة أمريكية متخصصة في مراكز البيانات تي آر جي TRG.
خدمات سحابية
وقال محمد بن سليمان، الرئيس التنفيذي لمركز البيانات للحلول المتكاملة (مورو)، وأحد المتحدثين في القمة: يقدم «مورو»، أضخم مركز بيانات يعمل بالطاقة الشمسية في العالم وفق تصنيف موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، حلولاً قائمة على الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء لدعم المدن الذكية، إلى جانب خدمات الاستضافة السحابية والأمن السيبراني، بما يسهم في تعزيز الكفاءة وتقليل الانبعاثات والارتقاء بالمرونة. يهدف كل ابتكار من «مورو» إلى تمكين الشركات من العمل بصورة أكثر ذكاءً واخضراراً وأماناً، ما يدعم رؤية دولة الإمارات لبناء مستقبل مستدام، ومتقدم رقمياً ومسؤول بيئياً.
وقال أناند فيرما، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «إكسبيكت إيه آي»، وأحد المتحدثين في القمة 2025: «يساهم الذكاء الاصطناعي في زيادة كفاءة الطاقة المتجددة من خلال التنبؤ بالمخاطر البيئية وتتبع الانبعاثات الكربونية، بما يعزز سرعة عملنا ودقته».
وقال سانديب تشاندنا، كبير مسؤولي الاستدامة – شركة تيك ماهيندرا، وأحد المتحدثين في القمة 2025: «يبرز الذكاء الاصطناعي كأحد أهم الأدوات في مسيرتنا لمواجهة التغير المناخي، وعبر تحسين استخدام الطاقة وخفض الانبعاثات وتحسين تقييمات مخاطر المناخ، يقوم الذكاء الاصطناعي بتمكين المجتمعات من العمل بسرعة ودقة، كما يمثل دمج الذكاء الاصطناعي في الاستدامة عاملاً محورياً في تقديم حلول مناخية قابلة للتطبيق على نطاق واسع وفي الوقت المناسب لإحداث تغيير جذري».
تخزين آمن للكربون
وقال غاريت بودينو، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «فاي كارب» (Vycarb)، وأحد المتحدثين في القمة: «يمثل تخزين الكربون بشكل دائم وقابل للتحقق عاملاً أساسياً لإزالة الكربون من الصناعات الثقيلة، إلا أن معظم الحلول لا تزال مكلفة وتستهلك طاقة كبيرة ويصعب تحديد كميتها. يعمل نظام شركة «فاي كارب» (Vycarb) القائم على المياه على التقاط ثاني أكسيد الكربون وتحويله إلى بيكربونات مستقرة باستخدام معادن متوفرة بكثرة في الطبيعة، ما يتيح تخزيناً آمناً ودائماً للكربون في المياه الطبيعية».
وقالت الدكتورة أماليا بانتازديس، رئيسة شركة «لموس كونسلتنتس إنترناشيونال»، وإحدى المتحدثات في القمة «من خلال الذكاء الاصطناعي، يمكننا تحسين أداء القطاعات الرئيسية ضمن سلسلة القيمة في قطاع الطاقة، بما في ذلك الطاقة المتجددة، وتكرير النفط، وإنتاج البتروكيماويات، لجعل العمليات الصناعية المعقدة وعالية الانبعاثات أكثر استدامة. إن الصيانة التنبؤية، والتحسين اللحظي، والتنبؤ الذكي، وغيرها من الأدوات الرقمية، تجعل الطاقة النظيفة أكثر موثوقية وسهولة في الوصول، وتعزز جدواها الاقتصادية».
وقالت جيسيكا سكوباكاسا، الشريكة المؤسسة لشركة Olive Gaea، وإحدى المتحدثات في القمة: «يوفر الذكاء الاصطناعي مساراً فعالاً لتسريع إزالة الكربون وجعل الاستدامة مصدراً حقيقياً للقيمة، وليس مجرد عملية لإعداد تقارير. ويتوجب علينا بناء تقنيات الذكاء الاصطناعي واستخدامها بشكل أخلاقي وشفاف، مع مراعاة الأثر طويل المدى».