ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 6 أكتوبر 2025 11:14 مساءً - اقتفت العملات المشفرة أثر الأسواق العالمية مسجلة مكاسب أسبوعية قوية، وسط حالة من التفاؤل الحذر تسود أوساط المستثمرين، بدعم من توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
يأتي ذلك في وقت تترقب فيه الأسواق العالمية التداعيات المحتملة للإغلاق الحكومي الأول منذ سبع سنوات في الولايات المتحدة، بعد فشل الحزبين الجمهوري والديمقراطي في التوصل إلى توافق حول قانون تمويل مؤقت للحكومة الفيدرالية، ما زاد من الضبابية المحيطة بأكبر اقتصاد في العالم خلال الربع الأخير من العام الجاري.
وبلغت القيمة السوقية العالمية للعملات المشفرة، الجمعة، نحو 4.30 تريليونات دولار، ارتفاعاً من 3.87 تريليونات دولار في الأسبوع السابق، لتسجل بذلك مكاسب أسبوعية تتجاوز 11 %، أو 430 مليار دولار تقريباً، وهي من أقوى الارتفاعات التي يشهدها القطاع منذ بداية النصف الثاني من عام 2025. وكانت سوق الكريبتو سجلت في الأسبوع السابق خسائر بالقيمة السوقية بلغت نحو 250 مليار دولار، مع تراجع العملات الرئيسية.
وقادت بتكوين موجة الصعود في سوق الأصول الرقمية، بعد تقلبات ملحوظة؛ إذ تمكنت من كسر حاجز 12 ألف دولار يوم الجمعة، مقارنة بمستويات دون 11 ألف دولار بنهاية الأسبوع الماضي، محققة مكاسب بنحو 10.5 %.
واستفادت العملة المشفرة الأكبر في العالم من تزايد شهية المخاطرة في الأسواق، خاصة بعد أن عززت تصريحات عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي التوقعات بخصوص وتيرة خفض أسعار الفائدة، وهو ما يُعد محفزاً رئيسياً للأصول عالية المخاطر، وعلى رأسها العملات المشفرة.
كما أسهمت التقديرات الإيجابية الصادرة عن مؤسسات مالية كبرى في دعم المعنويات. فقد أشارت توقعات حديثة من بنك «ستاندرد تشارترد» إلى إمكانية ارتفاع سعر بتكوين نحو 132 ألف دولار خلال الفترة المقبلة، مستندة إلى استمرار تدفقات رؤوس الأموال نحو صناديق الاستثمار المتداولة في بتكوين.
وتشير التوقعات إلى أن الاتجاه العام في سوق العملات المشفرة لا يزال صاعداً على المدى المتوسط، مع بقاء مستويات السيولة مرتفعة، واستمرار المؤسسات المالية الكبرى في تبني الأصول الرقمية كجزء من محافظها الاستثمارية. كما أن تراجع الدولار من المتوقع، أسهم في تحسين شهية المستثمرين نحو الأصول البديلة.
كذلك سجلت إيثريوم أداءً لافتاً خلال الأسبوع، مع ارتفاعها بأكثر من 11 % لتتداول فوق 4500 دولار، مقارنة بمستويات قاربت 4000 دولار في الأسبوع السابق. أما «سولانا»، فقد واصلت مسارها الصعودي القوي، مرتفعة من مستوى 200 دولار إلى أكثر من 230 دولاراً بنهاية تعاملات الجمعة.
ولم تكن العملات البديلة الأخرى بعيدة عن موجة الصعود، إذ حققت كل من «دوجكوين» و«ريبل» مكاسب أسبوعية متفاوتة، مدعومة بتحركات مضاربية ونشاط في التداولات قصيرة الأجل، مع عودة اهتمام المستثمرين الأفراد بالسوق بعد فترة من الركود النسبي.
ومع ذلك، يحذر محللون من أن موجة المكاسب الأخيرة قد تواجه اختباراً خلال الأسابيع المقبلة، خاصة في حال استمرار التوترات السياسية داخل الكونغرس الأمريكي بشأن ملف الموازنة، أو إذا صدرت بيانات مفاجئة قد تُعيد الحديث عن تشديد السياسة النقدية.
