الارشيف / حال المال والاقتصاد

"حاولوا إيقافه".. شاب عمره 22 عاماً يحوّل النفايات إلى وقود للسيارات

"حاولوا إيقافه".. شاب عمره 22 عاماً يحوّل النفايات إلى وقود للسيارات

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الجمعة 10 أكتوبر 2025 11:46 صباحاً - في خطوة ثورية قد تغيّر طريقة تعامل العالم مع النفايات البلاستيكية وأزمة الطاقة، ابتكر المخترع الأمريكي جوليان براون، البالغ من العمر 22 عاما، وقودا جديدا يُسمى "بلاستولين"، يُنتج من تحويل النفايات البلاستيكية إلى طاقة باستخدام تقنية التحليل الحراري بالميكروويف المدعوم بالطاقة الشمسية.

بدأت رحلة براون مع التحويل البيئي للمواد البلاستيكية منذ أيام المدرسة الثانوية، عندما أنشأ أول مفاعل له لتحويل البلاستيك إلى وقود وهو في السابعة عشرة من عمره، مدفوعا برغبة قوية في مواجهة التلوث البلاستيكي المتفاقم. ومع مرور السنوات، تحوّل مشروع المدرسة إلى مشروع متطور يضم خمسة نماذج أولية، يعتمد على تقنية تفكيك البوليمرات البلاستيكية وتحويلها إلى بخار نفطي يُكثف لاحقا ليصبح نفطا خاما يمكن تكريره إلى وقود سيارات، ديزل، وحتى بدائل وقود الطائرات، وفقا لموقع energy-reporters.

وأشار براون إلى التحديات المالية الكبيرة التي واجهته قائلاً: "ما أقوم به مكلف جدا، فجزء واحد قد يكلف عشرات الآلاف من الدولارات"، لكن الدعم المالي والمنح البحثية ساعدته على مواصلة تطوير مشروعه بأمان وفعالية.

وحظي "بلاستولين" باهتمام واسع من العلماء والبيئيين، إذ أظهرت الاختبارات الأولية أن نسخة الديزل من الوقود الجديد تنتج انبعاثات أنظف مقارنة بالديزل التقليدي، وهو ما أثار إعجاب بعض الخبراء الذين وصفوا عملية التكرير بأنها دقيقة وفعّالة، معتبرين أن إعادة تحويل البلاستيك إلى ديزل خطوة مدهشة وغير متوقعة.

ويعد الأثر البيئي للابتكار الجديد مضاعفا، إذ يساهم في تقليل التلوث البلاستيكي وإيجاد مصدر طاقة بديل، ما يجعله حلاً واعداً للتحديات البيئية الحالية وتغير المناخ.

ومع ذلك، واجه براون تحديات غير تقليدية، من بينها محاولات اختراق إلكتروني وحتى تحليق مروحيات بالقرب من ممتلكاته، إلا أن هذه الصعوبات لم تمنعه من المضي قدما في تطوير مشروعه. وصرّح براون: "أرى الآن أن مهمتي هي طرح هذا الابتكار في العالم وتنفيذه على نطاق واسع".

وفي خطوة عملية لإثبات فعالية "بلاستولين"، يخطط براون لاختباره في صالة عرض نيسان بمدينة دولوث، حيث سيشغّل به سيارة دودج سكات باك، في عرض يُعد علامة بارزة على قدرة الوقود الجديد على العمل في السيارات.

ويأمل براون أن يُحدث ابتكاره ثورة في مجال الوقود والطاقة البديلة، مؤكدا أن الابتكار الشبابي والإصرار على التغلب على العقبات يمكن أن يسهم في إيجاد حلول عملية للتحديات البيئية الكبرى.

تظل رحلة جوليان براون مع "بلاستولين" مثالا حيا على قدرة الأفراد على تقديم حلول مبتكرة ومستدامة، وتطرح تساؤلات مهمة حول دور التكنولوجيا الحديثة في تشكيل مستقبل الطاقة وحماية البيئة.

Advertisements

قد تقرأ أيضا