ابوظبي - ياسر ابراهيم - الخميس 16 أكتوبر 2025 03:22 مساءً - أكد بينغ شياو الرئيس التنفيذي لمجموعة G42، خلال حلقة نقاشية في معرض «جيتكس جلوبال 2025» في دبي، أن منزل سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، ومستشار الأمن الوطني، رئيس مجلس إدارة شركة G42، هو مثال على تأثير الذكاء الاصطناعي على الحياة اليومية، كاشفاً عن أن منزل سمو الشيخ طحنون بن زايد الجديد في أبوظبي، جرى تصميمه بالتعاون مع نموذج الذكاء الاصطناعي «شات جي بي تي».
وأوضح شياو خلال الحلقة النقاشية مع سام التمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، أن المنزل الجديد، الذي وُصف بأنه «مجمع جميل مطل على البحر على الطراز الياباني»، تم إنجازه في أقل من عام، مشيراً إلى أن الشيخ طحنون بن زايد تفاعل شخصياً مع «شات جي بي تي» ChatGPT عبر 500 توجيه لتطوير التصميم والوصول إلى الشكل النهائي للمشروع.
وأضاف شياو أن مكتب رئيس مجلس إدارة G42 يعمل اليوم بنسبة 10 وكلاء ذكاء اصطناعي مقابل كل موظف بشري واحد، في إشارة إلى مدى اندماج تقنيات الذكاء الاصطناعي في منظومة العمل اليومية.
وختم قائلاً: «إذا كان منزلك مصمماً بواسطة شات جي بي تي، ولديك عدد من وكلاء الذكاء الاصطناعي يفوق عدد البشر، فهذا يعني أن الذكاء الاصطناعي أصبح فعلاً جزءاً من الحاضر، وأصبح بالفعل جزء لا يتجزأ من حياتنا».
سام التمان
وانضم سام التمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، افتراضياً إلى بينغ شياو، الرئيس التنفيذي لمجموعة G42، لمناقشة موضوع «من التبني المبكر إلى المجتمعات القائمة على الذكاء الاصطناعي: تصور الحقبة القادمة من الذكاء». واستكشفت محادثتهما، التي كانت جزءاً من برنامج جيتكس و G42 للمجتمعات القائمة على الذكاء الاصطناعي، كيف يمكن للبلدان تصميم مستقبل عادل ومستدام وقائم على البيانات ومبني على الذكاء الاصطناعي، وكيف تضع الإمارات العربية المتحدة معياراً عالمياً في مثل هذه المبادرات.
أشاد التمان برؤية الإمارات، معلقاً: «ستحتاج كل دولة إلى استراتيجية للذكاء الاصطناعي - يجب أن تكون هذه أولوية قصوى للقيادات الوطنية، ولقد كانت قيادة الإمارات في هذا الأمر مذهلة. آمل أن يكون هذا بمثابة مثال لبقية العالم - لما يبدو عليه بلد يمتلك تفكيراً تقدمياً في احتضان الذكاء الاصطناعي والقول إن هذا سيكون جزءاً مهماً من مستقبلنا. نحن فخورون بأن نكون شريكاً لذلك».
مبادرة توحيد العالم
جاءت تصريحات التمان في أعقاب الإعلان عن مبادرة OpenAI للدول (OpenAI for Countries)، وهي مبادرة جديدة لمساعدة الحكومات على بناء بنية تحتية سيادية للذكاء الاصطناعي. ومع كون الإمارات الشريك الأول في إطار المبادرة، قدم بينغ تفاصيل حول الجهود المشتركة لإطلاق الإمكانات الكاملة للمشروع.
وإسهاباً في الحديث عن الإلهام وراء مبادرة OpenAI للدول وتداعياتها على الإمارات، صرح بينغ: «أنت تأخذ هذه القوة الدماغية الهائلة لنموذج رائد، والتي هي بالفعل بمستوى ذكاء آينشتاين - في الواقع، مجموعة من آينشتاين - وتبدأ في تكييفها لخدمة الطبقات المختلفة لمجتمع بأكمله. نحن نرسم خريطة لكيفية قيام هذا النموذج الرائد بملء الوظائف المختلفة المطلوبة لخدمة مجتمع بأكمله - من الاحتياجات الأساسية للرعاية الصحية وصولاً إلى الأمن السيبراني. لم تعد هذه مبادرة تكنولوجية تشتري فيها جزءاً من البرمجيات وتنشره لحاجة محددة - إنها منفعة خارقة جديدة وقوية (super-utility) لا يمكن إطلاق العنان لإمكاناتها إلا عندما تفكر بشكل كبير - عندما تفكر على نطاق مجتمعي. يعمل مهندسونا في G42 و OpenAI حول العالم الآن لأخذ هذه المنفعة الخارقة التي نطلق عليها اسم الشبكة الذكية (Intelligence Grid) وتطبيقها على المستوى المجتمعي هنا في الإمارات».
وفي معرض تأكيده على الحاجة إلى نشر الذكاء الاصطناعي بشكل مفتوح وعادل، قال التمان: «أعتقد أنه لتجنب الفجوة في الذكاء الاصطناعي، يجب علينا أن نجعل الذكاء الاصطناعي مفتوحاً ونعلم الناس كيفية استخدامه - لجعله متاحاً في كل مكان، وأن تحتضنه كل دولة. لقد كانت الإمارات شريكاً رائعاً في إظهار ما هو ممكن هنا للعالم. هذا هو نوع الشراكة الذي يجمع الاقتصاد العالمي بأكمله، مع العديد من الشركات على مستويات متعددة من البنية، والعديد من البلدان معاً».
4 عوامل
ناقش بينغ العوامل الأربعة الحاسمة لنجاح المجتمعات القائمة على الذكاء الاصطناعي، كاشفاً: «هناك أربعة عوامل رئيسية لكي تكون الدول قائمة على الذكاء الاصطناعي. أولاً وقبل كل شيء، القيادة السياسية القوية ضرورية. بالنسبة لحكومة تريد أن تكون قائمة على الذكاء الاصطناعي، لا يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي ضمن الأولويات العشرة أو العشرين الأولى، بل يجب أن يكون ضمن أول ثلاثة - ربما حتى الأول - على أجندة الحكومة. ثانياً، تثقيف السكان والمجتمع بأكمله أمر ضروري، وثالثاً، بناء البنية التحتية المطلوبة أمر حتمي. وأخيراً، العامل الرابع للنجاح هو الشراكات العالمية. لا يمكن لأي بلد، ولا شركة، ولا فرد أن يفعل هذا بمفرده. ولهذا السبب نحن هنا نشارك المسرح مع سام - كأحد شركائنا العالميين».
