ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 29 أكتوبر 2025 11:06 صباحاً - تلقت الأسهم الآسيوية دفعة من وول ستريت يوم الأربعاء بفضل موجة جديدة من التفاؤل بشأن الذكاء الاصطناعي، حيث يستعد المستثمرون ليوم حافل يتصدره قرار الاحتياطي الفيدرالي وأرباح شركات التكنولوجيا العملاقة.
دعمت احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية هذا الأسبوع السندات، على الرغم من أن الدولار قلص خسائره مع تقييم المستثمرين لمدى ميل الاحتياطي الفيدرالي إلى التيسير الكمي. أغلقت وول ستريت على ارتفاعات قياسية يوم أمس بعد أنباء متفائلة من شركتي إنفيديا ومايكروسوفت، حيث أعلنت الأولى عن حجوزات بقيمة 500 مليار دولار لرقائق الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، وأنها ستبني سبعة حواسيب عملاقة لوزارة الطاقة الأمريكية.
في غضون ذلك، توصلت مايكروسوفت إلى اتفاق يسمح لشركة OpenAI بإعادة هيكلتها وتحويلها إلى شركة ذات منفعة عامة، مع منحها حصة 27% في شركة ChatGPT المصنعة لها.
ساعد ذلك على دفع الأسهم في آسيا، حيث ارتفع مؤشر MSCI الأوسع نطاقاً لأسهم آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان بنسبة 0.53%، بينما قفز مؤشر نيكاي الياباني بأكثر من 2% مسجلاً رقماً قياسياً جديداً.
كما سجل مؤشر كوسبي الكوري الجنوبي أعلى مستوى له على الإطلاق، مدعوماً بأرباح قوية وتوقعات إيجابية من شركة SK Hynix، الموردة لشركة إنفيديا.
ارتفع مؤشر CSI300 الصيني للأسهم القيادية بنسبة 0.74%. من المقرر أن تعلن شركات التكنولوجيا العملاقة «السبعة الرائعة»، مايكروسوفت وألفابت وميتا، عن أرباحها في وقت لاحق من يوم الأربعاء، حيث تتوقع لها نتائج قوية تبرر تقييمات مبالغ فيها.
صرح تشارو تشانانا، كبير استراتيجيي الاستثمار في ساكسو: «التوقعات عالية جداً، ومستوى خيبة الأمل مرتفع أيضاً».
وأضاف: «لا يرغب المستثمرون في رؤية أرقام قوية فحسب، بل أيضاً أدلة على استدامة تسييل الذكاء الاصطناعي وتوسع الطلب بعد الطفرة الأولية. وهنا سيحدد السوق ما إذا كانت طفرة الذكاء الاصطناعي هذه قد تحولت إلى فقاعة أم لا».
ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك بنسبة 0.35%، بينما ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.2%. في غضون ذلك، انخفضت العقود الآجلة لمؤشر يوروستوكس 50 بنسبة 0.14%، بينما لم تشهد العقود الآجلة لمؤشر فوتسي تغيراً يذكر.
كما عززت توقعات تحسن العلاقات التجارية المتوترة بين الصين والولايات المتحدة معنويات السوق بشكل عام. بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المحطة الأخيرة من جولته الآسيوية في كوريا الجنوبية يوم الأربعاء، متفائلاً بإمكانية التوصل إلى هدنة في الحرب التجارية مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، والمضي قدماً في اتفاق الرسوم الجمركية العالق مع رئيس كوريا الجنوبية لي جاي ميونغ.
الفائدة المرتقبة
وبصرف النظر عن الأرباح، سيكون قرار أسعار الفائدة المرتقب بشدة من الاحتياطي الفيدرالي عاملاً رئيسياً للمستثمرين في وقت لاحق من اليوم، حيث تم احتساب خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس بالكامل تقريباً.
إلى جانب قرار رفع أسعار الفائدة، ستراقب الأسواق ما إذا كان البنك المركزي سيوقف جهوده طويلة الأمد لتقليص ميزانيته العمومية، والمعروفة باسم التشديد الكمي (QT).
وقال تشانانا من ساكسو: «إذا أعلن عن انتهاء سياسة التشديد الكمي، فسيتم تفسيرها على أنها تحول نحو التساهل، خصوصاً إذا صاحبتها تلميحات بالحفاظ على استقرار الميزانية العمومية».
استقر عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عامين عند 3.4980%، بينما استقر عائد سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل عشر سنوات عند 3.9813%، حيث تطلع المتداولون إلى مزيد من التأكيد من الاحتياطي الفيدرالي على تسعير السوق لتيسير السياسة النقدية في ديسمبر.
في غضون ذلك، سجل الدولار الأمريكي انتعاشاً طفيفاً، حيث انخفض اليورو بنسبة 0.2% إلى 1.1630 دولار أمريكي، بينما انخفض الجنيه الاسترليني بنسبة 0.23% إلى 1.3240 دولار أمريكي.
ارتفع الدولار الأسترالي بنسبة 0.21% إلى 0.6600 دولار أمريكي، بعد أن أظهرت البيانات ارتفاع التضخم المحلي بأعلى مستوى له في أكثر من عامين خلال الربع الأخير من سبتمبر. ويبدو أن الارتفاع الكبير غير المتوقع في معدل التضخم الأساسي قد استبعد أي تخفيضات وشيكة في أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الأسترالي.
بنك اليابان
في اليابان، انخفض الين بنسبة 0.24% إلى 152.47 يناً للدولار. كان الين قد ارتفع في وقت سابق من الجلسة بعد أن صعد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت تحذيره لطوكيو من إبقاء الين ضعيفاً للغاية بسبب انخفاض تكاليف الاقتراض لفترة طويلة.
ويعلن بنك اليابان (BOJ) قراره بشأن سياسته النقدية غداً الخميس، حيث من المتوقع أن تبقى أسعار الفائدة ثابتة.
صرح غريغور هيرت، كبير مسؤولي الاستثمار العالمي للأصول المتعددة في أليانز جلوبال إنفستورز: «نتوقع أن يتبنى بنك اليابان سياسة نقدية متشددة إلى حد ما، ما يشير إلى نيته تطبيع السياسة النقدية في الأشهر المقبلة، ويمهد الطريق لرفع محتمل لأسعار الفائدة، على الأرجح في ديسمبر أو يناير».
وأضاف: «قد يقدم المحافظ (كازو) أويدا بعض الدعم المعتدل للتخفيف من حدة ضعف العملة في غياب إجراءات سياسية فورية».
في سياق آخر، انخفضت أسعار النفط مع تزايد الضغوط على السوق بسبب الشكوك حول فعالية العقوبات الغربية الجديدة على روسيا، واحتمال زيادة إنتاج أوبك+. انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.08% لتصل إلى 64.35 دولاراً للبرميل، بينما انخفض الخام الأمريكي بنسبة 0.08% ليصل إلى 60.10 دولاراً للبرميل. وتداول الذهب، الملاذ الآمن، بالقرب من 4000 دولار للأونصة، حيث أدى ارتفاع الإقبال على المخاطرة إلى تراجع الطلب على هذا الأصل، وبعد انخفاضه الحاد الأخير، تقلصت أموال الاستدانة.
