ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 2 نوفمبر 2025 12:21 صباحاً - كشفت دراسة جديدة أصدرتها «الفطيم»، بالتعاون مع الجامعة الأمريكية في دبي، وشركة «كي بي إم جي الشرق الأوسط»، و«مجموعة G42»، حدوث تحول كبير في طموحات الشباب الإماراتي في مسيرتهم المهنية.
وتعد الدراسة، التي تحمل عنوان «مستقبل الشباب الإماراتي»، من منظور واضعي السياسات وأرباب العمل والشباب، بمثابة خارطة طريق للحكومات وقطاع الأعمال والمؤسسات الأكاديمية لتمكين القوى العاملة المستقبلية في الدولة من خلال التفكير بما يتجاوز الحصص المقررة والأهداف، وتبني نهج قائم على الجودة في تطوير المواهب.
واستناداً إلى النتائج والمعطيات التي أسفرت عنها مبادرة تتكون من ثلاثة أجزاء أطلقتها الفطيم، تسلّط الدراسة الضوء على تنامي تطلعات الشباب الإماراتي، والتي تم رصدها من خلال استطلاع لرأي أكثر من 500 شاب وشابة تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاماً. وأكد 53 % من الشباب الإماراتي أهمية التوازن بين الحياة المهنية والشخصية عند اختيار جهة العمل، بينما أكد 51 % منهم على أهمية وجود بيئة عمل إيجابية وداعمة.
علاوة على ذلك، تلعب الديناميكيات الثقافية دوراً محورياً في مسيرتهم المهنية، حيث تم إبراز دور الآباء والأسرة كتأثير رئيسي بنسبة (F) على قراراتهم المهنية. وبالنسبة للشباب الإماراتي، تعد بيئة العمل المتميزة هي تلك التي تعزز الإبداع والابتكار فضلاً عن الاحتفاء بالإنجازات الفردية، وذلك وفقاً لـ 82 % من المشاركين.
وأشارت الدراسة إلى أن الشباب يبحث عن بيئات تعطي الأولوية للنمو الشخصي (81 %)، وتعلي القيم الأخلاقية (81 %)، وتُشجع العمل الجماعي (79 %). فمن خلال القيادة القوية والتواصل المفتوح والتعاون، يُمكن للمؤسسات بناء ثقافة يشعر فيها الجيل القادم بالتمكين والتقدير والإلهام للنجاح والازدهار.
وقالت ميرة الفطيم، رئيسة مجلس التوطين في الفطيم والرئيسة التنفيذية لمستقبل التعليم في مؤسسة الفطيم التعليمية: يساهم هذا الجيل من الشباب الإماراتي بفاعلية في صياغة ملامح مستقبل العمل، مستنداً إلى رؤية واضحة لما يطمح إلى تحقيقه.
وتُظهر نتائج البحث الذي أجريناه بالتعاون مع عدد من الجهات أن الشباب يتمتّعون بقدرات رقمية متقدمة، ووعيٍ واسع بما يشهده العالم من تطورات، إلى جانب قدرتهم العالية على التكيف مع التوجهات العالمية الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي والأتمتة.
ورغم هذه المقومات الواعدة، يواجه الشباب تحديات ملموسة، من أبرزها المنافسة الشديدة على الوظائف المخصصة للمبتدئين، ونقص بعض المهارات التطبيقية اللازمة لسوق العمل. وتشكل هذه الدراسة خارطة طريق مهمة لجميع الجهات المعنية، بما يتيح مواءمة الجهود المشتركة وتمكين الشباب من إطلاق طاقاتهم الكامنة بما يعود بالنفع على الوطن وتنميته المستدامة.
