حال المال والاقتصاد

4000 دولار عتبة الذهب المرتعشة أمام قوة «باول»

4000 دولار عتبة الذهب المرتعشة أمام قوة «باول»


ابوظبي - ياسر ابراهيم - الثلاثاء 4 نوفمبر 2025 11:36 صباحاً - شهدت أسعار الذهب أخيراً ضغوطاً هبوطية، ما جعله يواجه صعوبة في الثبات فوق مستوى 4000 دولار للأونصة، رغم تسجيله أعلى مستوى تاريخي عند 4381.58 دولاراً في أكتوبر 2025. يعود هذا التراجع إلى ثلاثة محاور رئيسية تتشابك فيها العوامل الاقتصادية والفنية وسلوك المستثمرين. بحسب Trading Economics.

السبب الرئيسي للضغط الهبوطي على الذهب هو السياسة النقدية الأمريكية المتشددة أو «الحذرة» وتأثيرها المباشر على الدولار وعوائد السندات، وهما من أهم المنافسين للذهب كملاذ آمن.
الذهب مُسعّر بالدولار الأمريكي. عندما ترتفع قيمة الدولار (يصبح أقوى)، يصبح الذهب أغلى للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى، ما يقلل من الطلب عليه ويضغط على سعره.
وكان التراجع الأخير مدفوعاً بتصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول «الحذرة» بشأن تيسير السياسة النقدية أو خفض أسعار الفائدة. هذا الحذر يبقي أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، ما يعزز جاذبية الدولار وعوائد سندات الخزانة الأمريكية.

تراجع التوترات الجيوسياسية

يعد الذهب ملاذاً آمناً يرتفع الطلب عليه خلال فترات عدم اليقين العالمي أو الصراعات. تراجع حدة بعض التوترات التجارية (مثل التخفيف بين الولايات المتحدة والصين) يقلل من جاذبية الذهب كملاذ آمن، ويدفع المستثمرين نحو الأصول ذات المخاطر الأعلى (مثل الأسهم).
وفي هذا الإطار يشير تقرير بنك أوف أمريكا إلى أن انخفاض الذهب الأخير كان مدفوعاً جزئياً بعمليات بيع كبيرة من قبل صناديق تتبع الاتجاه (Advisors - CTAs). هذه الصناديق تستخدم خوارزميات لمتابعة اتجاهات السوق، وعندما يبدأ السعر في الانخفاض، تزيد هذه الصناديق من بيعها بشكل آلي، ما يفاقم الضغط الهبوطي.

المقاومة الفنية

يواجه الذهب صعوبة في الثبات فوق الحاجز النفسي عند 4000 دولار. وتشير التحليلات إلى تراجعه عند مستوى 3970 دولاراً للأونصة (وفق التحليل الفني). كسر هذا المستوى قد يؤدي إلى مزيد من التراجع. لكن على الرغم من الضغط قصير الأجل، لا تزال التوقعات طويلة الأجل تشير إلى مسار صعودي للذهب، حيث تتوقع نماذج «Trading Economics» أن يتداول الذهب عند 4046.08 دولاراً للأوقية بنهاية الربع الحالي، وأن يرتفع إلى 4260.31 دولاراً خلال الـ 12 شهراً المقبلة. هذا يشير إلى أن التراجع الحالي ينظر إليه على أنه تصحيح فني في سياق اتجاه صعودي طويل الأجل.

Advertisements

قد تقرأ أيضا