ابوظبي - ياسر ابراهيم - السبت 8 نوفمبر 2025 07:51 صباحاً - شهدت ثروة مؤسس شركة ميتا، مارك زوكربيرغ، تراجعا بنحو 4.6 مليارات دولار، مما أدى إلى انخفاض ترتيبه ضمن قائمة أغنى الأشخاص في العالم إلى المركز السادس، بعد تراجع أسهم الشركة بشكل حاد خلال الأسبوع الماضي.
جاء هذا الانخفاض في أعقاب تقرير نشرته وكالة رويترز، أشار إلى أن ميتا توقعت أن 10% من إيراداتها السنوية، والتي تقدر بحوالي 16 مليار دولار، ستأتي من عرض إعلانات مرتبطة بعمليات احتيال وبضائع محظورة.
وأوضح متحدث باسم الشركة، آندي ستون، أن هذه المستندات "تعطي رؤية انتقائية تشوه نهج ميتا في مكافحة الاحتيال"، مؤكدا أن التقديرات الداخلية للشركة كانت أقل، وأن نسبة الـ10% شملت العديد من الإعلانات المشروعة، وفقا لـ فوربس.
وذكر التقرير أن ميتا تخضع لتحقيقات من قبل هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية بسبب عرض إعلانات للاحتيالات المالية، فيما كشفت سلطات المملكة المتحدة في 2023 أن منتجات ميتا كانت متورطة في 54% من جميع خسائر الاحتيالات المتعلقة بالمدفوعات، وهو معدل يزيد عن مجموع كل المنصات الاجتماعية الأخرى مجتمعة.
وخلال تعاملات يوم الخميس، انخفض سهم ميتا بنسبة 2.3% ليصل إلى حوالي 620.75 دولارا، مضيفا إلى انخفاض إجمالي بلغ نحو 17.5% خلال الأسبوع الماضي، شمل انخفاضا يوميا تجاوز 11% عقب إعلان الشركة عن نتائج الربع الثالث من العام.
وأظهرت النتائج أن ربح السهم بلغ 1.05 دولار، أي أقل بنسبة 84% من توقعات الاقتصاديين، وهو ما عزته الشركة إلى ضريبة لمرة واحدة بقيمة 15.9 مليار دولار بموجب قانون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "One Big Beautiful Bill"، مشيرة إلى أن ربح السهم كان سيصل إلى 7.25 دولارات بدون هذه الضريبة.
كما أعلنت ميتا رفع توقعاتها للنفقات الرأسمالية السنوية من نطاق 66–72 مليار دولار إلى 70–72 مليار دولار، وأكد زوكربيرغ أن هذه الزيادة ضرورية استعدادا لوصول الذكاء الفائق، معتبرا أن الشركة تستعد بشكل مكثف لمواجهة التحديات المستقبلية في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
ويأتي هذا التراجع بعد أن كان زوكربيرغ مصنفا كثالث أغنى شخص في العالم، متفوقا سابقا على مؤسسي شركات كبرى مثل جوجل وأوراكل، والآن، يحتل المركز السادس خلف كل من جيف بيزوس (257 مليار دولار)، ولاري بايج (235 مليار دولار)، وسيرجي برين (217.9 مليار دولار) و لاري إليسون (365 مليار دولار) وإيلون ماسك (500 مليار دولار).
يأتي هذا التراجع في وقت يشهد فيه سوق التكنولوجيا تحركات حادة، ما يعكس المخاطر المتزايدة أمام شركات التكنولوجيا الكبرى، خصوصا فيما يتعلق بالإعلانات والرقابة على المحتوى والخسائر الناتجة عن الاحتيالات الرقمية، وهو ما يشكل تحديا مستمرا أمام ميتا ومنافسيها في الحفاظ على نمو مستدام في الإيرادات.
