حال المال والاقتصاد

الذهب يحصد الثمار.. المليارات تتدفق إلى «الملاذ الآمن» مع تراجع الدولار

الذهب يحصد الثمار.. المليارات تتدفق إلى «الملاذ الآمن» مع تراجع الدولار

ابوظبي - ياسر ابراهيم - السبت 15 نوفمبر 2025 02:21 مساءً - بينما يتخبط الدولار الأمريكي تحت وطأة التوقعات المتضاربة لقرار الاحتياطي الفيدرالي يعيش «الذهب القديم» عصره الذهبي. لقد نجح سعر الذهب الفوري في اختراق حاجز 4180 دولاراً للأوقية، مسجلاً بذلك أعلى مستوى له في خمس سنوات، ومتجهاً نحو تحقيق مكاسب أسبوعية ضخمة (حوالي 4.5% كما أشارت التقارير الأخيرة).

هذه القفزة الصارخة لم تأتِ من فراغ؛ بل هي نتاج ثلاثة محركات رئيسية متزامنة، تعيد تأكيد لقب الذهب «الملاذ الآمن الأوحد»، في عالم يتزايد فيه عدم اليقين الاقتصادي والتضخمي.

العلاقة بين الذهب والدولار هي علاقة عكسية تقليدية، وقد كان ضعف الدولار هو الوقود الأساسي لارتفاع المعدن الأصفر مؤخراً، حيث يتجه مؤشر الدولار نحو انخفاض للأسبوع الثاني على التوالي، مدفوعاً بتردد «الفيدرالي»، والمخاوف من التباطؤ الاقتصادي بعد استئناف النشاط الحكومي.

جاذبية الذهب لحائزي العملات الأخرى لأنه عندما يضعف الدولار يصبح الذهب المقوم بالدولار أرخص سعراً للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى (مثل اليورو أو الين)، ما يزيد الطلب عليه بشكل فوري، ويدفع سعره إلى الأعلى.

على الرغم من أن صناع السياسات في الاحتياطي الفيدرالي أشاروا إلى «الحذر» قبل خفض سعر الفائدة، خوفاً من التضخم، فإن هذه المخاوف ذاتها هي ما يغذي شهية المستثمرين للذهب

 التحوط ضد فقدان القيمة

ينظر المستثمرون إلى الذهب أصلاً «حقيقياً» يحتفظ بقيمته في فترات التضخم، حيث تفقد العملات الورقية قوتها الشرائية، ومع استمرار القلق بشأن عدم قدرة البنوك المركزية على السيطرة التامة على الأسعار يزداد الإقبال على الذهب كونه ضماناً، كما أن التردد المستمر من قبل «الفيدرالي» حول وتيرة خفض الفائدة يغذي حالة من الغموض. وفي بيئة أسعار الفائدة الحقيقية المنخفضة أو غير المؤكدة يميل الذهب الذي لا يدر عائداً إلى الازدهار.

أظهرت تقارير التداول الأخيرة أن صناديق التحوط تزيد بشكل ملحوظ من مراكزها الطويلة على الذهب. هذا يعني أن كبار اللاعبين في السوق يراهنون على استمرار صعود الأسعار ويعتبرون الذهب استثماراً استراتيجياً في الوقت الحالي، في حين أظهرت البيانات تباطؤاً ملحوظاً في تراكم الشركات للبيتكوين، يؤكد هذا التحول أن الذهب يستعيد مكانته في الميزانيات العمومية أصلاً موثوقاً به يوفر السيولة والأمان في أوقات الشك.

Advertisements

قد تقرأ أيضا