ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 24 نوفمبر 2025 06:36 مساءً - يُتوقع أن ينفق الأمريكيون مبالغ قياسية خلال موسم الأعياد الحالي، على الرغم من المخاوف المتزايدة حيال معدل التضخم المرتفع، والرسوم الجمركية، وتداعيات الإغلاق الحكومي في أكبر قوة اقتصادية في العالم.
ويُشير مارك ماثيوز، كبير خبراء الاقتصاد لدى "الاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة"، إلى أن المستهلكين ما زالوا يشعرون بالقلق حيال التضخم واتجاه الأسعار، حيث تعود آخر مرة بلغت فيها ثقة المستهلكين هذا المستوى المتدني، باستثناء فترة الوباء، إلى مطلع ثمانينات القرن الماضي.
ولكنه أضاف أن "المستهلكين ينفقون بغض النظر عن شعورهم حيال الوضع".
ويتوقع "الاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة" أن تتجاوز مبيعات فترة الأعياد، من نوفمبر حتى31 ديسمبر، تريليون دولار للمرة الأولى، مع نمو نسبته ما بين 3.7% و 4.2% مقارنة بالعام الماضي. وعلى الرغم من أن الإغلاق الحكومي القياسي الذي استمر 43 يوماً أدى إلى تراجع الطلب مؤقتاً، يُتوقع أن يتبدل هذا الوضع سريعاً.
كما يُشير الخبراء إلى أن المنافسة القوية في السوق ستخفف من تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على المستهلكين.
وأكد مات شاي، رئيس الاتحاد، أن المنافسة، خاصة في العروض عبر الإنترنت، ستساعد في تجنب زيادات كبيرة في الأسعار.
وفي سياق التجارة الإلكترونية، يُتوقع أن تزداد حصة المبيعات التي تتم عبر الإنترنت في موسم الأعياد الحالي إلى 253.4 مليار دولار، بزيادة نسبتها 5.3% عن العام الماضي، بحسب "أدوبي أنالتيكس" (Adobe Analytics).
ويُتوقع أن يتم إنفاق مبلغ قياسي قدره خمسة مليارات دولار يومياً على مدى الأيام العشرة التي تبدأ بيوم "الجمعة السوداء" (Black Friday) وتستمر خلال "أسبوع الإنترنت" (Cyber Week).
ويُعد يوم "اثنين الإنترنت" (Cyber Monday) مثالياً للحصول على أفضل العروض، خاصة للمعدات الكهربائية والتكنولوجيا.
بالنسبة لـ "كونفيرنس بورد" لأبحاث الأعمال التجارية، ما زال المستهلكون الأميركيون "حذرين"، وقد يتعاملون مع عمليات شراء الهدايا بنوع من "ضبط النفس" بعد سنوات من تقليص النفقات.
وكشف الاستطلاع السنوي للمنظمة أن الأمريكيين سينفقون بالمعدل990 دولاراً على عمليات الشراء المرتبطة بالأعياد هذا العام، في تراجع بنسبة 6.9% عن العام 2024.
كما يلجأ عدد متزايد من الأمريكيين إلى خيارات "اشترِ الآن وادفع لاحقاً" لتقسيط المبالغ على مدى عدة أشهر.
يُعدّ هذا العام عام دخول الذكاء الاصطناعي بقوة في مجال التسوق، حيث تكتسب روبوتات الدردشة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي مثل "تشات جي بي تي" و"جيميناي" زخماً كأدوات يلجأ إليها المستهلكون في بحثهم عن الهدية المثالية.
وفي أكتوبر، ازدادت نسب التردد إلى مواقع أمريكية لمبيعات التجزئة من مصادر تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي بـ 1200% من عام لآخر.
وتُعد "التجارة الاجتماعية"، التي تتم عبر منصات التواصل الاجتماعي ومنشورات المؤثرين، من بين اتجاهات التسوق الأخرى المهمة.
ويفيد خبراء بأن جهاز ألعاب "نينتندو سويتش 2" وهواتف "آيفون 17" التي تنتجها "آبل" ستكون من بين الهدايا الأكثر شعبية هذا العام، إلى جانب الأجهزة المنزلية ومعدات تجديد المنازل.
