ابوظبي - ياسر ابراهيم - الثلاثاء 9 ديسمبر 2025 12:06 صباحاً - يشهد قطاع الإعلام العالمي حالياً واحدة من أكثر حروب الاستحواذ تعقيداً في التاريخ الحديث، حيث تتنافس شركتا باراماونت سكايدانس ونتفليكس على الاستحواذ على أصول "وارنر براذرز ديسكفري" المثقلة بالديون.
تتجاوز هذه المعركة المنافسة المالية المباشرة، لتدخل صميم المخاوف التنظيمية والاستراتيجية؛ فبينما قدمت باراماونت عرضاً أعلى وأكثر نقداً للمساهمين، مستندة إلى دعم رئاسي صريح ضد الاحتكار، تضغط نتفليكس لإتمام استحواذ قد يهدد استقرار المنافسة في قطاع البث التدفقي العالمي، مما يضع مستقبل هوليوود وشبكات التلفزيون التقليدية على المحك.
قدمت شركة باراماونت سكايدانس عرضاً آخر لشراء شركة "وارنر براذرز ديسكفري" (WBD)، في محاولة للتغلب على عرض منافس من نتفليكس لشراء استوديوهات وشبكات البث التدفقي (الستريمينغ) التابعة للشركة.
تأتي هذه المحاولات لبيع الأصول في وقت تعاني فيه "وارنر براذرز ديسكفري"من أعباء ديون ضخمة نتجت عن الاندماج السابق بين و"ارنر ميديا "و"ديسكفري"، مما دفعها للبحث عن حلول مالية سريعة.
وقالت باراماونت، المدعومة من قبل عائلة الملياردير إليسون التي تسعى لبناء قوة إعلامية جديدة، إنها تقدم عرضاً مباشراً للمساهمين بقيمة 30 دولاراً للسهم الواحد للاستحواذ على الشركة بأكملها، بما في ذلك شبكات التلفزيون التقليدية التابعة لها.
وذكرت الشركة أن اقتراحها يمثل "بديلاً متفوقاً" للعرض المقدم من نتفليكس، حيث يوفر المزيد من النقد مقدماً للمساهمين ويحمل احتمالية أكبر للموافقة عليه من قبل الهيئات التنظيمية.
وكان الرئيس دونالد ترامب قد صرح سابقاً بأن "هناك احتمالاً بوجود مشكلة" في شراء نتفليكس، مشيراً إلى مخاوف تتعلق بالمنافسة نظراً لحجم الشركتين.
وفي حديثه لشبكة CNBC، قال الرئيس التنفيذي لشركة باراماونت، ديفيد إليسون، إن استحواذ نتفليكس على وارنر براذرز ديسكفري سيكون "مناهضاً للمنافسة"، مجادلاً بأن ذلك سيمنح الشركة سلطة مفرطة على الممثلين واللاعبين الآخرين في الصناعة.
ويُفسَّر هذا القلق بأن ضم شبكة قوية مثل HBO إلى هيمنة نتفليكس الحالية سيشكل خطراً كبيراً على سوق البث التدفقي. وقال: "إنها صفقة مروعة لهوليوود". وأضاف أنه أجرى "محادثات رائعة" مع ترامب حول الصفقة، وأعرب عن اعتقاده بأن الرئيس يهتم بالمنافسة.
يُقدّر عرض نتفليكس قيمة استوديوهات وشبكات البث التدفقي التابعة لوارنر براذرز، بما في ذلك إتش بي أو، بنحو 83 مليار دولار، بما في ذلك ديونها. ويقارن هذا بعرض باراماونت الذي يقدر قيمة الشركة بأكملها بـ 108.4 مليار دولار.
وكان مجلسا إدارة كل من نتفليكس ووارنر براذرز قد أعلنا يوم الجمعة دعمهما لشراء نتفليكس، والذي قالوا إنه سيمضي قدماً بعد عملية تجريد (فصل) مخطط لها لأجزاء أخرى من أعمال وارنر براذرز في شركة مستقلة.
لكن السيد إليسون، الذي كان يأمل في تعزيز شبكات التلفزيون التقليدية الخاصة بباراماونت بتلك المملوكة لوارنر براذرز (كجزء من استراتيجية البقاء على قيد الحياة في مجال البث التقليدي)، قال إنه يعتقد أن الفصل المستقل لتلك الشبكات سيجعلها محكومة بالفشل وسيُثبت في النهاية أنه خطأ للمساهمين. وقال: "أعتقد أن [أسهمها] ستكون قيمتها أقل بكثير مما يدعيه الناس".
