ابوظبي - ياسر ابراهيم - الثلاثاء 9 ديسمبر 2025 11:51 مساءً - تشهد فنادق دبي طفرة لافتة في نسب الإشغال خلال ديسمبر، بعدما لامست مستويات الامتلاء الكامل بين 90 و100 %، مدفوعة بتزامن الإجازة الشتوية للمدارس والجامعات مع زخم الفعاليات والمؤتمرات الدولية، وتنوع المهرجانات الترفيهية، فضلاً عن الطقس المعتدل الذي يرسخ مكانة الإمارة وجهة شتوية أولى للزوار من مختلف أنحاء العالم. وتتصدر السياحة الداخلية والخليجية والعائلات قائمة الطلب على الفنادق، مع تصاعد الإقبال على الاستفادة من العروض المميزة والتجارب الترفيهية المتنوعة التي توفرها الدولة.
وأكد مديرو ومسؤولو فنادق دبي أن الزخم الحالي في القطاع الفندقي يأتي استكمالاً للنشاط السياحي المتنامي في الإمارة منذ مطلع العام، مشيرين إلى أن ديسمبر وبداية العام المقبل يمثلان ذروة هذا النشاط، مع تصاعد حركة الزوار والطلب على الإقامة والخدمات الفندقية.
وأوضحوا أن نسب الإشغال تختلف بحسب موقع كل فندق ومستوى الخدمات التي يقدمها، ما يعكس تنوع التجارب الفندقية وجودة الخيارات المتاحة للزوار. وقالوا إن القطاع الفندقي والسياحي في دبي يواصل أداءه القوي خلال 2025، مقارنة بالعام الماضي عبر مختلف مؤشرات الأداء.
أداء قوي
وقال كريستوفر وين ويلز، مدير عام مجموعة فنادق «جيه إيه أوشن فيو»، و«جيه إيه حصن حتّا»، و«ذا مانور باي جيه إيه»، إن الإشغال الفندقي يسجل مستويات مرتفعة منذ بداية العام، وصلت إلى أكثر من 80 %، في حين أنها تتراوح بين 90 % و100 % في بعض المناسبات حسب الفعاليات والطلب الموسمي في المدينة، مشيراً إلى أن شهر ديسمبر يعتبر من أقوى أشهر السنة من حيث الأداء الفندقي، بفضل الاحتفالات الموسمية، والأنشطة الخارجية، وزيادة حركة السفر الوافدة إلى دبي.
وأضاف أنه رغم أن بعض العائلات المقيمة قد تسافر إلى الخارج خلال عطلة المدارس، إلا أن النمو المستمر في عدد سكان دبي وجاذبيتها المتنامية كوجهة شتوية مثالية للعائلات يسهمان في الحفاظ على التوازن في الطلب، كما أنه من المتوقع أن يستقبل القطاع الفندقي عدداً كبيراً من المقيمين الذين يستضيفون أفراد عائلاتهم الزائرين، الراغبين في الاستمتاع بالأجواء الشتوية المعتدلة، واستكشاف معالم المدينة، والمشاركة في الفعاليات البارزة، مثل مهرجان دبي للتسوق، الذي يقام من 5 ديسمبر حتى 11 يناير، إلى جانب الفعاليات الثقافية والترفيهية التي تضيف قيمة لتجربة الزوار.
وأوضح: «شهدنا ارتفاعاً مطرداً في الطلب منذ بداية العام، كما أن وتيرة الحجوزات الحالية تتجاوز معدلات الفترة نفسها من العام الماضي. ومع اعتدال درجات الحرارة نلاحظ أن المزيد من المسافرين يتجهون إلى دبي للاستمتاع بأسلوب حياتها الخارجي، وتجاربها الشاطئية، ومشهدها الغني في عالم المأكولات، ما يجعلها واحدة من أكثر الوجهات الشتوية طلباً في العالم».
وقال غاجيندرا شارما، مدير عام فنادق «هيلتون دبي السيف»، و«كانوبي هيلتون»: «إن الفنادق في دبي تشهد زيادة ملحوظة في معدلات الإشغال خلال الفترة الحالية بالتزامن مع عطلات المدارس»، مشيراً إلى أن هناك طلباً مرتفعاً من العائلات المحلية والإقليمية التي تفضّل قضاء عطلاتها في دبي، بفضل ما توفره من مرافق ترفيهية، وأنشطة عائلية متنوعة، وتجارب سياحية تتناسب مع جميع الأعمار، لافتاً إلى أن العروض المرنة التي قدمتها الفنادق أسهمت في جذب فئات متنوعة من الزوار الباحثين عن تجربة متكاملة تجمع بين الراحة والأنشطة الترفيهية في مكان واحد.
وأضاف أن موسم الشتاء في دبي يعد من أكثر الفترات التي تشهد انتعاشاً في الحركة السياحية عالمياً، نظراً لاعتدال الطقس وروعة الأجواء التي تتيح للزوار الاستمتاع بكل تفاصيل المدينة، مشيراً إلى أنه مع انخفاض درجات الحرارة، يزداد الإقبال من الزوار القادمين من أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية، الذين يبحثون عن وجهة دافئة وآمنة تجمع بين الفخامة والأنشطة الخارجية. كما أن هناك زيادة كبيرة في الطلب على الأنشطة المفتوحة، مثل المطاعم الخارجية، والشواطئ، ورحلات القوارب، والفعاليات الثقافية والفنية، إلى جانب المهرجانات الشتوية التي أصبحت جزءاً من هوية دبي.
وتوقع أن تسجل معدلات الإشغال مستويات مرتفعة خلال شهر ديسمبر، مع نمو مزدوج الرقم مقارنة بالعام الماضي، مشيراً إلى أن ديسمبر يعتبر ذروة الموسم السياحي، حيث تتزامن هذه الفترة مع عطلات نهاية العام، ورغبة الكثير من الزوار الدوليين في قضاء موسم الأعياد ورأس السنة في المدينة، التي باتت تُعرف عالمياً بأنها من أكثر الوجهات حيوية واحتفالاً في العالم.
وقال إنه مع تزايد عدد الرحلات الجوية المباشرة إلى دبي، واستمرار الجهود الترويجية للإمارة بوصفها وجهة عالمية، نتوقع أن تواصل معدلات الإشغال تحقيق أرقام قياسية مع مزيج متوازن من الزوار القادمين بغرض الترفيه والأعمال والعائلات.
حجوزات مستقبلية
من جهته، قال مراد زورلو، المدير العام لفنادق وأجنحة ريكسوس النخلة في دبي: «إن العطلة المدرسية دائماً ما تعزز الطلب من قبل العائلات القادمة من السوق المحلي أو من أسواقنا الدولية الرئيسية»، مشيراً إلى أن عيد الاتحاد شكل مناسبة وطنية وعطلة مميزة شهدت نشاطاً فندقياً استثنائياً أسهم في رفع نسب الإشغال، لا سيما ممن يجذبه مفهوم الإقامة الشاملة، وتنوع خيارات الطعام، والمرافق الواسعة المخصصة للأطفال.
وأضاف: «نتوقع معدلات إشغال تتجاوز 90 % خلال شهر ديسمبر، الذي عادة ما يكون ذروة الطلب على الغرف الفندقية، بسبب السفر خلال موسم الأعياد، والعطلات المدرسية، وجاذبية مناخ دبي الشتوي، إلى جانب العطلات الرسمية كعيد الاتحاد»، مشيراً إلى أن مؤشر الحجوزات المستقبلية بالوتيرة الحالية مبشر للغاية، ويشير إلى زخم قوي مع اقتراب العام الجديد. وقال: «مع كثرة المناسبات والأعياد، تصبح دبي واحدة من أهم الوجهات العالمية، ونشهد ارتفاعاً في أعداد الزوار الدوليين والمحليين».
