حال المال والاقتصاد

الإمارات الأولى عالمياً في معدل نمو القوى العاملة بـ 12.1 %

الإمارات الأولى عالمياً في معدل نمو القوى العاملة بـ 12.1 %

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 17 ديسمبر 2025 11:21 مساءً - حلت دولة في المرتبة الأولى عالمياً من حيث معدل نمو القوى العاملة بنسبة 12.1%، جاء ذلك في تقرير حديث أكد أن الدولة تستعد لإضافة أكثر من مليون وظيفة جديدة في مختلف القطاعات بحلول 2030، في مؤشر على تحول اقتصادي عميق، فالتحدي الحقيقي لا يكمن في خلق الوظائف، بل في رفد القوى العاملة بالمهارات. وبينما يواصل الذكاء الاصطناعي إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي، تبدو الإمارات في موقع من لا ينتظر المستقبل.. بل يصنعه.

تقرير عالمي

وتوقع تقرير «توقعات مهارات القوى العاملة 2025» الصادر عن شركة (ServiceNow) العالمية للتحول الرقمي، بالتعاون مع مؤسسة (Pearson) التعليمية، أن يشهد القطاع المالي في الإمارات نمواً في الوظائف بنسبة 26%، مدفوعاً بالتوسع الاقتصادي، وزيادة الطلب على التمكين التكنولوجي. وكشف التقرير أن الإمارات جاءت في المرتبة الأولى عالمياً من حيث معدل نمو القوى العاملة بنسبة 12.1%، متقدمة على (11.6%) والهند (10.6%)، وفي القطاع التقني، تحتل الإمارات المرتبة الثانية عالمياً بنمو 54%، بعد الهند التي تتصدر بنسبة 95%، في طفرة توظيف تضع الدولة كأسرع أسواق العمل نمواً في العالم، متقدمة على اقتصادات كبرى مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والهند. واللافت في أرقام التقرير ليس فقط حجم الوظائف الجديدة، بل طبيعتها، فالقطاع التقني في الإمارات مرشح لتحقيق نمو استثنائي بنسبة 54%، أي بمعدل يفوق 4 أضعاف النمو المتوقع لسوق العمل ككل. ويعني ذلك إضافة أكثر من 91 ألف وظيفة تقنية مختصة، إضافة إلى قاعدة حالية تقدر بنحو 169 ألف وظيفة تقنية من إجمالي 8.5 ملايين وظيفة في الدولة.

قطاع التصنيع

وبحسب التقرير يتصدر قطاع التصنيع المشهد بإضافة متوقعة تبلغ 133 ألف وظيفة، ما يعكس تسارع الجهود الرامية إلى تعزيز القاعدة الصناعية الوطنية. ويأتي قطاع التعليم في المرتبة الثانية بنحو 78 ألف وظيفة، مدفوعاً بالتوسع في المنظومة التعليمية وارتفاع الطلب على الكفاءات الأكاديمية والتدريبية، كما يتوقع أن يضيف قطاع التجزئة نحو 60 ألف وظيفة، بينما يسهم القطاع المالي بأكثر من 40 ألف فرصة عمل جديدة، في حين يوفر قطاع الرعاية الصحية قرابة 39 ألف وظيفة، تماشيا مع النمو السكاني وتطور مستوى الخدمات الصحية. ومن حيث معدلات النمو، سيتصدر قطاع الطاقة والمرافق القائمة بنسبة نمو متوقعة تبلغ 33%، يليه قطاع التعليم بنسبة 31%، ثم قطاع التصنيع بـ18%.

ورصد التقرير الوظائف التقنية الأكثر طلباً، وتصدر القائمة استراتيجيو التسويق عبر محركات البحث بنحو 5600 وظيفة جديدة، ثم مبرمجو الكمبيوتر بـ 4200 وظيفة، ثم محللو أنظمة الكمبيوتر بنحو 2700 وظيفة. ويعكس التوزيع التحول المتسارع نحو الاقتصاد الرقمي، حيث تتزايد أهمية التسويق الإلكتروني والتجارة الرقمية، إلى جانب الحاجة المستمرة لتطوير البرمجيات والأنظمة الداعمة للتحول الرقمي في مختلف القطاعات. وأكد التقرير أن التقدم في تقنيات الذكاء الاصطناعي لن يلغي الوظائف البشرية، بل سيعيد تشكيل طبيعة العمل. ففي قطاع الخدمات المالية، يمكن لما يعرف بوكلاء الذكاء الاصطناعي، القادر على اتخاذ قرارات والعمل بشكل شبه مستقل، أن يؤدي مهام تعادل عمل 17 ألف موظف بدوام كامل، أي نحو 6.6% من القوى العاملة الحالية في القطاع.

تأثير الذكاء الاصطناعي

وبحسب التقرير، فإن الذكاء الاصطناعي سيوفر على الإمارات الحاجة إلى نحو 650 ألف عامل إضافي، ما يؤكد دور الذكاء الاصطناعي كأداة تعزيز للإنتاجية.

وقال ويذر جون روجرز، نائب الرئيس للحسابات الاستراتيجية في Pearson، إن «الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل عالم العمل، لكننا سنشهد تمكيناً أكثر من الإحلال. غير أن المهارات التقنية ستظل محورية، وسيحتاج الأفراد إلى إعادة التدريب بشكل مستمر لمواكبة سرعة التغيير». وكشف التقرير عن تحدٍ موازٍ - إلى جانب فجوة المهارات - يتمثل في ضعف حوكمة الذكاء الاصطناعي. فبحسب البيانات، لا تمتلك سوى 44% من المؤسسات عالمياً سياسات رسمية لحوكمة البيانات والخصوصية والامتثال، مقارنة بـ 47% في العام السابق، ما يشير إلى أن تطور التكنولوجيا يسبق تطور الأطر التنظيمية.

Advertisements

قد تقرأ أيضا