ابوظبي - ياسر ابراهيم - الجمعة 19 ديسمبر 2025 07:25 مساءً - يؤدي مجلس سيدات أعمال الشارقة دوراً يتجاوز التعريف بالفرص، ويعمل كمنصة تمكين عملي تساعد رائدات الأعمال على امتلاك أدوات التجارة الدولية خطوة بخطوة؛ من فهم سلاسل الإمداد وبناء الشراكات، إلى تطوير مهارات التفاوض واتخاذ القرار التجاري. وفي الوقت نفسه، يرسّخ المجلس قناعة أساسية مفادها أن الاقتصاد الدائري لم يعد خياراً ثانوياً، بل أسلوب عمل يعزز قوة المشروع في السوق.
وفي عالم التجارة، لا يكفي الاطلاع النظري على الأسواق، إذ لا تفهم الكثير من التفاصيل إلا من خلال التجربة المباشرة. لذلك تعد البعثات التجارية الخارجية من أكثر الأدوات فاعلية في تطوير مهارات رائدات الأعمال، لما تتيحه من احتكاك مباشر بالموردين والمصانع وشروط الإنتاج، وبناء فهم واقعي للأسواق العالمية.
وتشير دراسات اقتصادية إلى أن المشاركة في بعثات خارجية أسهمت، في المتوسط، في زيادة قيمة صادرات الشركات المشاركة بأكثر من 170%، كما رفعت احتمال تحول الشركات غير المصدرة وقت البعثة إلى شركات مصدرة بنحو 26 نقطة مئوية بعد المشاركة، نتيجة ما توفره هذه التجارب من مهارات عملية وشبكات علاقات مباشرة تقلّل فجوة المعرفة والمخاطر.
وانطلاقاً من هذا النهج، جاءت بعثة الشارقة التجارية إلى الصين التي نظمها مجلس سيدات أعمال الشارقة في 2025، نموذجاً تطبيقياً لنقل رائدات الأعمال من مرحلة الاستعداد النظري للتوسع إلى مرحلة الاحتكاك المباشر بمراكز التصنيع العالمية، وبناء علاقات قائمة على المعرفة والثقة.
واليوم، لم تعد الأسواق العالمية تكتفي بالسؤال عن ماهية المنتج، بل باتت تطرح أسئلة تتعلق بطريقة تصنيعه، وحجم الهدر في إنتاجه، ومدى توافق تغليفه مع المعايير البيئية، لا سيما في قطاعات الأزياء والتجميل والتجزئة. ومن هنا، يبرز مفهوم الاقتصاد الدائري كأحد المفاتيح الجديدة للتنافس في التجارة الدولية، وهو ما يضعه مجلس سيدات أعمال الشارقة في صميم برامجه ومبادراته.
ولعل ما تشير إليه بيانات Global [HA3] Entrepreneurship Monitor (GEM) من أن النساء يمنحن الاستدامة أولوية أعلى من الرجال، يدعم سياسة المجلس في إثراء معارف ومهارات سيدات الأعمال بكل ما من شأنه تطوير قطاع الاقتصاد الدائري؛ لأن المرأة تملك استعداداً طبيعياً لتطوير المشاريع المستدامة، وتتبنى نماذج أعمال أكثر وعياً بالموارد والهدر، في انسجام مع البيئة الريادية لدولة الإمارات، التي تشجّع الابتكار المسؤول.
وانطلاقاً من هذا الفهم، جاء منتدى مجالس سيدات الأعمال 2025 ليحوّل الاستدامة من مفهوم نظري إلى محور عملي للنقاش والتطبيق، من خلال جمع رائدات الأعمال مع صناع القرار وخبراء القطاعات الاقتصادية، ووضع الاقتصاد الدائري في قلب الحوار حول نماذج الأعمال المستقبلية، بوصفه مساراً واقعياً لتعزيز تنافسية المشاريع، ورفع كفاءتها، وتمكينها من النمو في الأسواق المحلية والعالمية.
المعرفة العملية
وقالت مريم بن الشيخ، مديرة مجلس سيدات أعمال الشارقة: «نعمل في مجلس سيدات أعمال الشارقة على تزويد عضواتنا بالمعرفة العملية والعلاقات التي تقلل المخاطر، وترفع جودة القرار، وتساعدهن على تقديم منتج قادر على المنافسة، والأهم أن يكون منافساً بمعايير الاستدامة؛ فالتقارير الدولية تؤكد الحاجة إلى هذه المهارات؛ إذ تشير مركز التجارة الدولية (ITC) إلى أن الالتزام بالمعايير والمواصفات يُعد شرطاً أساسياً لتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة من المنافسة في الأسواق الدولية، كما يوضح البنك الدولي أن تحسّن أداء الخدمات اللوجستية يرتبط بانخفاض تكاليف التجارة، ما يفسّر لماذا تصبح معرفة الشحن وسلاسل الإمداد عنصراً حاسماً في التوسع».
