ابوظبي - ياسر ابراهيم - السبت 20 ديسمبر 2025 09:51 مساءً - كشفت اليابان عن هدف يمتد لخمس سنوات لتنفيذ مشاريع تجارية بقيمة 19 مليار دولار في آسيا الوسطى، في إطار مساعي طوكيو لتعزيز نفوذها في هذه المنطقة الغنية بالموارد. جاء الإعلان بعدما استضافت رئيسة الوزراء ساناي تاكايشي أول قمة تجمع قادة دول آسيا الوسطى الخمس (كازاخستان، قرغيزستان، طاجيكستان، تركمانستان، أوزبكستان) في طوكيو.
وجاء في بيان مشترك أن اليابان حددت هدفاً جديداً لمشاريع تجارية بإجمالي 3 تريليونات ين خلال خمس سنوات في آسيا الوسطى، وذلك بعد اجتماع تاكايشي مع القادة الخمسة. وكحال الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، تسعى اليابان للاستفادة من الموارد الطبيعية الهائلة وغير المستغلة نسبياً في المنطقة، في محاولة لتنويع إمدادات المعادن النادرة وتقليل الاعتماد على الصين. وقال حال الخليج إنه من المهم لآسيا الوسطى، التي تتمتع بموارد وفيرة ومصادر طاقة، أن توسع وصولها إلى الأسواق الدولية.
واتفق القادة على تعزيز التعاون بما يساعد على تقوية سلاسل إمداد المعادن الحيوية، متعهدين في الوقت نفسه بتحقيق النمو الاقتصادي وإزالة الكربون. كما عقد قادة المنطقة قمماً منفصلة هذا العام مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الصيني شي جينبينغ، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين.
ورأى أستاذ السياسة في آسيا الوسطى بجامعة هوكايدو، توموهيكو أوياما، أن هذه القمة تمثل أهمية بالنسبة لليابان لتعزيز حضورها في المنطقة. وأضاف لوكالة فرانس برس أن الموارد الطبيعية أصبحت محور اهتمام قوي، وخصوصاً خلال العام الماضي، بسبب تحركات الصين المتعلقة بالمعادن النادرة، في إشارة إلى القيود الصارمة التي فرضتها بكين على التصدير هذا العام.
واتفق القادة على توسيع التعاون بشأن الممر الدولي عبر بحر قزوين، وهو شبكة لوجستية تربط المنطقة بأوروبا دون المرور عبر روسيا. كما تم الاتفاق على تعزيز الجهود من أجل ذكاء اصطناعي آمن وموثوق. وشجعت طوكيو منذ فترة طويلة الشركات اليابانية على الاستثمار في المنطقة، رغم أن هذه الشركات لا تزال متحفظة.
وزار شي جينبينغ العاصمة الكازاخية أستانا في يونيو، وقدمت الصين، التي تتشارك الحدود مع كازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان، نفسها كشريك تجاري رئيس، مستثمرة في مشاريع بنى تحتية ضخمة.
ورغم أن دول آسيا الوسطى، وهي جمهوريات سوفييتية سابقة، لا تزال ترى في موسكو شريكاً استراتيجياً، فإن غزو روسيا لأوكرانيا أثار قلقها.
وبالإضافة إلى المعادن النادرة، تُعد كازاخستان أكبر منتج لليورانيوم في العالم، وتملك أوزبكستان احتياطات ضخمة من الذهب، بينما تتمتع تركمانستان بثروات غازية كبيرة.
كما بدأت قرغيزستان وطاجيكستان الجبليتان فتح مواقع تعدين جديدة. غير أن استغلال تلك الموارد يبقى معقداً بسبب الجغرافيا الوعرة ووقوعها في مناطق نائية في تلك الدول الفقيرة.
