ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 25 مايو 2025 11:35 مساءً - تتجه أنظار المستثمرين الأسبوع الجاري، نحو تقرير أرباح شركة «إنفيديا» عملاق صناعة الرقائق الإلكترونية والمؤشر الرئيس على توجهات الذكاء الاصطناعي، وذلك في وقت تشهد فيه الأسواق الأمريكية تباطؤاً بعد موجة صعود قوية، وسط تصاعد القلق من تفاقم العجز الفيدرالي وارتفاع عوائد سندات الخزانة.
كما تتركز عيون المستثمرين في وول ستريت على محضر «الفيدرالي الأمريكي» بعد قراره الأخير بتثبيت أسعار الفائدة، رغم مطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتخفيضها.
وبحسب التقرير الأسبوعي للأسهم الأمريكية في رويترز؛ فإنَّ الأسهم الأمريكية تراجعت خلال الأسبوع الماضي، بعدما تحولت الأنظار إلى مشاريع قوانين الضرائب والإنفاق التي من المتوقع أن تؤدي إلى تضخم ديون الحكومة الأمريكية، البالغة حالياً 36 تريليون دولار.
هذا وارتفعت عوائد السندات الأمريكية طويلة الأجل، حيث تجاوز عائد السندات لأجل 30 عاماً مستوى 5%، وهو الأعلى منذ أواخر عام 2023.
وأكَّدت رويترز «تكبد الأسواق ضربة إضافية الجمعة الماضية بعد أن هاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاتحاد الأوروبي وشركة «أبل»، مهدداً بتصعيد الحرب التجارية.
ويركز المستثمرون حالياً على نتائج «إنفيديا» الفصلية، المنتظر صدورها الأربعاء، والتي تُعد من كبرى الشركات المدرجة من حيث القيمة السوقية، ولأسهمها تأثير مباشر على مؤشرات الأسهم الرئيسة.
وقال تشاك كارلسون، الرئيس التنفيذي لشركة «هورايزن إنفستمنت سيرفيسز»: «كل الأنظار ستكون موجهة نحو تقرير إنفيديا، فموضوع الذكاء الاصطناعي كان محركاً رئيساً للسوق، وإنفيديا في قلب هذا المحور».
وتُعد «إنفيديا» آخر شركات مجموعة «السبعة العظماء»، من عمالقة التكنولوجيا، التي تعلن عن نتائجها المالية خلال هذا الموسم.
أداء متفاوت
وشهدت أسهم هذه المجموعة أداءً متفاوتاً في 2025 بعد أن كانت محركاً أساسياً لصعود السوق خلال العامين الماضيين.
وتراجعت أسهم «إنفيديا» بنسبة 2% منذ بداية العام، بعد أن قفزت بأكثر من 1000% منذ أواخر عام 2022 وحتى نهاية 2024، بفضل الارتفاع الهائل في عائدات وأرباح قطاع رقائق الذكاء الاصطناعي.
ويتوقع محللون، وفقاً لاستطلاع أجرته LSEG، أن تقفز أرباح «إنفيديا» في الربع الأول بنسبة 45%، لتصل الإيرادات إلى نحو 43.2 مليار دولار.
وقال آرت هوغان، كبير استراتيجيي السوق في «بي رايلي ويلث»: «شركات التكنولوجيا الكبرى أظهرت في وقت سابق هذا الربع إشارات على إنفاق قوي في قطاع الذكاء الاصطناعي، ومن شأن إنفيديا أن تعزز هذا التوجه وتضخ زخماً جديداً في السوق».
«إنفيديا» ترسم «مزاج السوق»
وتُعد «إنفيديا»محط اهتمام المستثمرين الأفراد وصغار المتداولين، وهو ما يجعلها مؤشراً مهماً على مزاج السوق، بحسب واصف لطيف، المدير التنفيذي للاستثمار في شركة «سرماية بارتنرز».
وأضاف لطيف: «نظراً لحجمها الهائل والانتباه الذي تحظى به، سيراقب كثيرون كيف سيتحرك السهم بعد صدور النتائج».
كما يُتوقع أن تتجه الأنظار إلى العلاقات الأمريكية - الصينية في ظل تقارير«إنفيديا»، بعدما أعلنت الشركة الشهر الماضي أنها ستتحمل خسائر بقيمة 5.5 مليارات دولار، نتيجة القيود الأمريكية المفروضة على تصدير شريحة H20 الخاصة بالذكاء الاصطناعي إلى الصين.
تقلبات حادة
وقد شهدت الأسواق تقلبات حادة هذا العام بسبب مستجدات ملف التجارة، خصوصاً بعد إعلان ترامب في 2 أبريل عن فرض رسوم جمركية واسعة على الواردات، ما أدى إلى اضطرابات كبيرة في أسعار الأصول.
وبعد ذلك، ساهم تراجع ترامب عن بعض الرسوم وإعلان هدنة تجارية بين واشنطن وبكين في دعم تعافي الأسواق.
مع ذلك، أنهى مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» تعاملات الجمعة الماضية على تراجع بنسبة 1.3% منذ بداية العام، وبانخفاض 5.6% عن ذروته المسجلة في فبراير.
القلق بشأن «أبل»
وتراجعت الأسهم يوم الجمعة بعد تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي بدءاً من 1 يونيو، إضافة إلى تهديد بفرض ضريبة 25% على أجهزة «آيفون» المباعة داخل الولايات المتحدة إذا لم تُصنع محلياً.
وسيطرت خطط ترامب الاقتصادية على اهتمامات المستثمرين معظم الأسبوع، خصوصاً بعد أن خفضت وكالة «موديز» التصنيف الائتماني السيادي للولايات المتحدة، بسبب تنامي المخاوف من ارتفاع الدين العام.
وفي خطوة لافتة، أقر مجلس النواب الأمريكي، الذي يهيمن عليه الحزب الجمهوري بقيادة ترامب، مشروع قانون ضريبي وإنفاقي من شأنه تنفيذ أجندة ترامب، مضيفاً ما يُقدر بـ3.8 تريليونات دولار إلى الدين العام خلال العقد المقبل، ومن المنتظر أن يُعرض القانون على مجلس الشيوخ للمراجعة.
السندات الحكومية
وسجلت عوائد السندات الحكومية طويلة الأجل ارتفاعاً على مستوى العالم مع استمرار موجة البيع، قبل أن تتراجع قليلاً بنهاية الأسبوع، وفي الولايات المتحدة، بلغ عائد السندات لأجل 10 سنوات أعلى مستوى له منذ فبراير.
وقال كارلسون من «هورايزن»: «المصدر الأكبر للقلق حالياً هو أن ارتفاع أسعار الفائدة يمثل منافسة قوية للأسهم، لأنها تعني ارتفاع تكلفة الاقتراض من جهة، وتزيد من جاذبية الأصول ذات الدخل الثابت من جهة أخرى، وإذا استمر هذا الاتجاه، فقد يُحدث تحولاً في توجهات المستثمرين».
أبرز أحداث الأسبوع
اليوم الاثنين
عطلة يوم الذكرى
الثلاثاء
مؤشر طلبيات السلع المعمرة
مؤشر «ستاندرد آند بورز كيس شيلر» لأسعار المنازل في 20 مدينة
مؤشر ثقة المستهلك
الأربعاء
محضر اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية
نتائج: «إنفيديا» اتش بي وسيلزفورس
الخميس
مؤشر الشكاوى من البطالة
الناتج المحلي الإجمالي «المراجعة الأولى»
مبيعات المنازل قيد الانتظار
الجمعة
مؤشر الدخل الشخصي
مؤشر الإنفاق الاستهلاكي
الميزان التجاري للسلع
مؤشر تجارة التجزئة
مؤشر تجارة الجملة
مؤشر مديري المشتريات للأعمال في شيكاغو
مؤشر ثقة المستهلك في القراءة النهائية
أخبار متعلقة :