ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 26 مايو 2025 11:20 مساءً - افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، أمس بدبي، أعمال قمة قادة مجلس سامينا 2025 برعاية الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات والحكومة الرقمية في الإمارات.
وقال في كلمته الافتتاحية: إن التحولات الرقمية في منطقتنا، ولا سيما في الإمارات، لم تعد مجرد طموح، بل أصبحت واقعاً حيّاً ملموساً. ونوه إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، جعل من الابتكار الرقمي أولوية وطنية لتعزيز التنويع الاقتصادي، ورفاه المجتمع، والقدرة التنافسية على الصعيد العالمي.
وأضاف إنه: «بفضل توجيهات سموه ودعمه، انتهجنا نهجاً استباقياً من خلال تأسيس مؤسسات تدعم التكيف مع التطورات التكنولوجية المتسارعة، مثل إنشاء أول وزارة للذكاء الاصطناعي في العالم، ووضع مبادئ توجيهية أخلاقية للذكاء الاصطناعي، وتعزيز التعليم التقني وبناء القدرات من الفصول الدراسية إلى غرف مجالس الإدارة». وأشار إلى أن الإمارات اليوم تُعد من الدول الرائدة عالمياً في تنمية الاقتصاد الرقمي، وهي ماضية في هذا المسار مستنيرة برؤية تقوم على التقدم المستدام، والابتكار في السياسات، والنمو الشامل.
وتابع: «التوسع السريع في شبكات الجيل الخامس، والبنية التحتية السحابية، والتطور المذهل في مجال الذكاء الاصطناعي، يعيد رسم حدود الممكن على مستوى الأفراد والصناعات والحكومات». مشيراً إلى أن هذا التطور يحدث في ظل بيئة عالمية معقدة وسريعة التغير، حيث شهدنا مؤخراً إجراءات تجارية جديدة، كأنظمة التعرفة الجمركية التي فرضتها بعض القوى الاقتصادية الكبرى، والتي تؤكد الترابط العميق بين التجارة والتكنولوجيا والجيوسياسة.
ولفت إلى أن مثل هذه السياسات تُلقي بظلالها على سلاسل الإمداد، وتزيد من التكاليف على الأسواق الناشئة، وقد تُبطئ وتيرة التحول الرقمي العالمي الذي نسعى جميعاً إلى تسريعه، مضيفاً: «لكن، في كل اضطراب تكمن فرصة. ويجب على منطقة سامينا أن تستجيب بمرونة وعزيمة من خلال تعزيز منظومات الابتكار المحلية، وبناء بنية تحتية مرنة، وتأسيس شراكات جديدة تؤمّن لنا مكانة راسخة في النظام الرقمي العالمي المستقبلي».
وأكد أن الذكاء الاصطناعي سيكون القوة الأهم في هذه المرحلة، إذ يعيد تشكيل قطاعات كالرعاية الصحية والتعليم والتمويل والزراعة، ويخلق نماذج أعمال جديدة، لكنه أشار إلى أن الذكاء الاصطناعي، رغم فوائده الجمة، يطرح تحديات كبرى على صعيد الحوكمة، أبرزها القضايا الأخلاقية المرتبطة باستخدامه، وحماية الخصوصية، والأمن السيبراني، وتحولات سوق العمل.
واعتبر أنه علينا كمنطقة أن نواصل أخذ زمام المبادرة في ترسيخ مبدأ المسؤولية والثقة بصميم استراتيجياتنا للذكاء الاصطناعي. ويجب أن نسعى جاهدين لتعظيم الفوائد من هذه التقنيات، مع ضمان الشمولية، والتصدي للتحديات الأخلاقية، لافتاً إلى أن شعار هذا العام - «التحول الذكي والمستدام للاقتصادات الرقمية» - يعكس أمرا بالغ الأهمية. وشدد على أن جوهر التحول الذكي يكمن في مبدأ أساسي وبسيط، هو أن تخدم التكنولوجيا الإنسان لا العكس.
وختم كلمته بتأكيد أن الثورة الرقمية لن تتوقف، ولا التحديات التي نواجهها ستتراجع، لكن من خلال الشراكة بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع، وبالحكمة والمسؤولية والالتزام المشترك بالاستدامة، يمكننا أن نحول الاضطراب إلى فرصة، ونبني مستقبلاً رقمياً ينهض بالجميع. وأكد التزام الإمارات الكامل بلعب دور محوري في هذا المسار.
فجوة
وأشاد بوكار با، الرئيس التنفيذي لمجلس سامينا للاتصالات، في تصريح لـ"وام" بدور الإمارات من خلال هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية في دعم التحول الرقمي المستدام، كما هنأ قطر على رئاستها المرتقبة لمؤتمر المندوبين المفوضين للاتحاد الدولي للاتصالات في الدوحة. وقال إن عدد غير المتصلين بالإنترنت عالمياً بلغ 2.6 مليار شخص، مشدداً على أن هذا الرقم يعكس «فجوة إنسانية»، تستدعي استجابة شاملة تقوم على الشمول الرقمي والعدالة في الوصول.
أخبار متعلقة :