«الاقتصاد والسياحة» بدبي تطلق مبادرات متنوعة لتطوير رأس المال البشري

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 16 يوليو 2025 09:54 صباحاً - أكدت منى الشامسي، والتي تعمل ضمن فريق دعم الاستثمار في دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي أنها اكتسبت مهارات قيادية تستخدمها بثقة في تأدية مهامها المتنوعة. وقالت: «كنت أسعى دائماً للتطور والتميز داخل الدائرة. ومنذ البداية كنت مؤمنة بأن البرامج التدريبية التي توفرها لنا ستكون المفتاح للاستفادة من الفرص التي تمكننا من تحقيق طموحاتنا المهنية».

Advertisements

رحلة منى هي دليل على التزام الدائرة بدعم وتنمية مهارات موظفيها المواطنين ممن يتطلعون للمستقبل، كما تسلط الضوء على التحول الذي تشهده الجهات الحكومية في دبي، التي توفر بدورها برامج رائدة لتنمية المواهب. وتبرز دبي مركزاً عالمياً رائداً للأعمال والسياحة، تتمتع بطموحات كبيرة ورؤى استراتيجية والتزام بالاستثمار في رأس المال البشري على المدى البعيد. وتستلهم دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي من رؤية القيادة الرشيدة لدبي في إرساء معايير جديدة في دعم وتمكين المواهب في القطاع العام وسط التغيرات والتطورات المتسارعة التي يشهدها العالم.

تطوير الكوادر الوطنية

وتركز الدائرة على تطوير كوادر وطنية تتمتع بأعلى مستويات المهارة والقدرة على مواكبة احتياجات المستقبل، وذلك انسجاماً مع المستهدفات الطموحة لأجندة دبي الاقتصادية D33، التي تسعى إلى مضاعفة حجم اقتصاد الإمارة بحلول العام 2033، وكذلك ترسيخ مكانتها وجهة رائدة عالمياً للأعمال والترفيه.

وقالت ندى المري، مدير إدارة الموارد البشرية في دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي: «رأس المال البشري هو الأساس في استراتيجيتنا، وليس مجرد ركيزة مهمة فيها. ويعد تطوير المواهب أولوية وطنية لنا في دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي. ويأتي ذلك تجسيداً للرؤية الوطنية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتمكين الأفراد باعتبارهم القوة الداعمة لمستقبل دبي الواعد. وبرامجنا منسجمة بالكامل مع مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33 كونها مصممة لتسريع دمج المواهب الإماراتية في القطاع الخاص مع الارتقاء بمعايير التميز الحكومي».

برامج التدريب

وفي ضوء هذه الرؤية الطموحة، تم إطلاق سلسلة من البرامج الرائدة لتدريب الكفاءات الوطنية، والنهوض بإمكانات القوى العاملة لتلبية التوجهات المستقبلية في سوق العمل. ومن بين هذه البرامج: مسار للدراسات العليا، وبرنامج ماجستير إدارة الأعمال المصغر، وبرنامج التعليم المهني.

ويمهد برنامج مسار للدراسات العليا الطريق أمام العديد من الشباب الإماراتيين للعمل في القطاع العام، إذ يمنحهم نظرة أولية وفرصة لاكتساب المهارات اللازمة في هذا المجال. ويستهدف البرنامج الخريجين الجدد، حيث يعرفهم على الأقسام والعمليات الداخلية لدائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، بدءاً من الدورات التدريبية والتوجيه في مختلف أقسامها، وصولاً إلى تطوير المهارات المتخصصة.

وتم تطوير البرنامج بالتعاون مع برايس ووترهاوس كوبرز، وهي إحدى أكبر مزودي خدمات الضمان والضرائب والاستشارات التجارية في العالم. واستقطب البرنامج منذ إطلاقه العام الماضي 18 مشاركاً ممن شغلوا بعد اجتيازه وظائف في مختلف إدارات وأقسام دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، وكذلك المؤسسات التابعة لها، بما فيها مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

كما أطلقت دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي برنامج ماجستير إدارة الأعمال المصغر، في إطار مساعيها لتعزيز الإمكانات القيادية، وصقل المواهب، والارتقاء بخبرات فرق عملها الداخلية. ويستهدف هذا البرنامج المكثف الموظفين ذوي الإمكانات العالية.

واستقطب البرنامج حتى الآن 68 مشاركاً ممن جرى تدريبهم بالتعاون مع مؤسسات مرموقة مثل هيومن نتورك إنترناشيونال، وجامعة أليانس، وهو يهدف إلى تثقيف المشاركين حول الدوافع التجارية وراء عملية اتخاذ القرارات الحكومية، وتزويدهم بالمهارات اللازمة لتولي مسؤوليات أوسع داخل دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي وخارجها.

برنامج التعليم المهني

ويعد برنامج التعليم المهني الذي أطلقته الدائرة خطوة رائدة لتنمية المواهب الوطنية وتعزيز جاهزيتها لمتطلبات سوق العمل. وقد شهد انتداب 39 موظفاً خلال فترة البرنامج لصالح مجموعة من أبرز الشركات الرائدة في القطاع الخاص، بما في ذلك كي بي إم جي، والفطيم، ويونيليفر. وتهدف هذه المبادرة إلى إعداد موظفي القطاع العام لمواجهة تحديات العمل بكفاءة عالية على أرض الواقع، من خلال تصميم تجربة شاملة تغطي جميع جوانب بيئة العمل، ابتداءً من تحديد الأدوار والمهام المطلوبة، وصولاً إلى قياس الأثر والنتائج، لضمان تحقيق الفائدة المتبادلة للموظف والجهة المضيفة على حد سواء. ويكتسب المشاركون خبرات عملية قيمة في مجالات متعددة مثل: التحول الرقمي، والابتكار، وخدمة المتعاملين، والعمليات التشغيلية، وغيرها.

وقالت ندى المري: «نعمل على تطوير منظومة متكاملة تسهم في نمو دبي، وتفتح آفاقاً جديدة وفرصاً واعدة للشباب الإماراتي. ونسعى من خلال التعاون مع شركاء عالميين مثل: كي بي إم جي ويونيليفر إلى إعادة تعريف منظومة رأس المال البشري في القطاع العام، وتزويد موظفينا بمهارات عملية قابلة للتطبيق في مختلف القطاعات. ويعكس هذا النهج متعدد القطاعات رؤية دبي في تبني مفاهيم المرونة والابتكار، وإبرام شراكات استراتيجية تسرع عجلة التحول الاقتصادي، وتدعم الطموحات العالمية للإمارة. فالاستثمار في الأفراد هو استثمار في مستقبل المدينة».

ويتسارع تحقيق الطموحات المستقبلية بخطى واثقة، مع احتضان دبي اليوم لأكثر من 800 شركة متخصصة في الذكاء الاصطناعي، كما أنها تحقق نمواً ملموساً في قطاعات حيوية أخرى تشمل التكنولوجيا المالية، والسياحة، والخدمات اللوجستية، وهو ما يعزز الطلب على الكفاءات الماهرة والمرنة. كما حلت دبي في المرتبة الثالثة عالمياً في توفير فرص العمل خلال عام 2024، وذلك وفقاً لتقرير النتائج والتصنيفات السنوي الخاص بمشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر في دبي، الأمر الذي يعكس نهج الإمارة الاستباقي في تطوير بيئة الأعمال وتحفيز النمو الاقتصادي. وتسهم برامج دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي في تعزيز هذا الزخم، وتشكل ركيزة أساسية في رسم ملامح المرحلة المقبلة.

ويلتحق اليوم أكثر من 60 ألف طالب ببرامج التعليم المهني والتقني في دبي، فيما يشير تقرير «وظائف المستقبل»، الصادر أخيراً عن الدائرة بالتعاون مع هيئة المعرفة والتنمية البشرية، إلى إمكانية تحول 25% من مهام العمل الحالية حول العالم بفعل الأتمتة والذكاء الاصطناعي.

وتسعى دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي إلى توسيع نطاق هذه المبادرات التطويرية من خلال استقطاب مزيد من الشركاء الاستراتيجيين، وتوسيع برامجها، وتقديم التدريب الرقمي، وتوجيه جهودها بما يتماشى مع أولويات دبي في القطاعات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي، والاستدامة.

أخبار متعلقة :