ابوظبي - ياسر ابراهيم - الجمعة 19 سبتمبر 2025 03:06 صباحاً - هل تخيلت يوماً أن تكون مقيماً في دولة خليجية مثل البحرين، فتتسلم طرداً أو شحنة بريدية قادمة إليك مباشرة من الإمارات، بطائرة صغيرة ذاتية التوجيه، تنقله إلى منزلك؟ قد يكون ذلك ضرباً من الخيال، ولكن التكنولوجيا الإماراتية الرائدة، تعدك بإمكانية ذلك، وفي وقت قد يكون أقرب من توقعاتك، بما لا يتخطى عاماً من الآن.
وتخطط شركة «لود أوتونوموس» الإماراتية المتخصصة في تصنيع الطائرات المسيرة، واللوجستيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، أن تطلق خلال النصف الثاني من العام المقبل 2026، خدمتها المتطورة لشحن البضائع والطرود بالطائرات المسيرة «الدرون»، عبر المسافات الطويلة، بما يتضمن إمكانية إدراج عمليات الشحن البريدي عبر الحدود، في نطاق دول مجلس التعاون الخليجي.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة «لود أوتونوموس»، راشد المناعي لـ «حال الخليج»، بأن مرحلة الاختبارات التجريبية للطائرات المتطورة التي ستستخدم في عمليات الشحن ذات المسافات البعيدة.
ستبدأ في شهر نوفمبر من العام الجاري، على أن تستمر تلك العملية الاختبارية حتى منتصف العام المقبل تقريباً، قبل بدء التشغيل التجاري، والمخطط له أن يشمل السوق المحلي والأسواق الدولية المحيطة، ضمن نطاق قدرات الوصول للطائرات المستخدمة، ووفق خطط التشغيل التي سيتم اعتمادها ضمن الخدمة تجارياً.
ووفق المناعي، سيتم التشغيل من خلال طائرتين مبدئياً من نوعية «هيلي» المستحدثة، التي تطورها الشركة، والقادرة على حمل وزن يصل إلى 250 كيلوغراماً، وتطير بشكل مباشر لمسافات تمتد إلى 300 كيلومتر، أي بما يمكّنها من تنفيذ رحلات الشحن الطويلة، بما فيها رحلات شحن جوية عبر الحدود، إلى نطاق الدول المجاورة.
وأوضح المناعي أن العمل جارٍ حالياً على إنهاء الأعمال التصنيعية والتطويرية للطائرة في مجمع الأعمال الحاص بالشركة، في مدينة خليفة الصناعية «كيزاد»، مع خضوعها لعدد من الاختبارات الخاصة بتطوير التقنيات، وتحسين عوامل الجودة وتقليل المخاطر.
حيث تم تطوير الطائرة، التي تزن 1350 كيلوغراماً، لتستخدم 8 محركات، بما يكفل لها قطع المسافات الطويلة المحددة لها، مع اعتماد خاصية الإقلاع والهبوط العمودي، ما يوفر أيضاً عوامل الانسيابية في حركة الرحلات، والقدرة على إتمام عمليات الطيران، ونقل الشحنات بنجاح.
وأضاف المناعي، خلال استعراض مزايا الخدمة، أن الشركة تسعى عبر الطائرات الجديدة، إلى أن تقلص الفترة الزمنية لتسليم الطرود بشكل قياسي، من 4 أيام في المعتاد، لا سيما مع الوجهات البعيدة، إلى زمن مخطط 4 ساعات فقط، على أقصى تقدير، بما يُحدث قفزة في عالم شحن البضائع، تدعم مكانة السوق المحلي في ريادة التطور التكنولوجي اللوجيستي، وتسهم في قوته نافذة إقليمية في انتقال التجارة والسلع للأسواق الأخرى.
وتابع أن الشركة تتعامل في هذا الصدد مع شبكة من الشركاء الاستراتيجيين، عبر بنية متكاملة، تشمل شركات البريد والشحن المختلفة، بما يخدم تكامل الخدمة، وزيادة نفوذها إلى سوق اللوجيستيات والشحن، عبر السوق المحلي وأسواق المنطقة.
وأوضح الرئيس التنفيذي أن الشركة الإماراتية في رؤيتها المستقبلية لأنشطتها، تستند إلى مدى النجاح الذي حققته في المرحلة الأولى من مشروعها المتطور لنقل الطرود والشحن بالطائرات المسيرة ذاتياً «الدرون»، والتي بدأتها منذ حوالي عام، وعبر أسطول يتكون من 60 طائرة من الطائرات الصغيرة من الجيل الأول.
حيث لاقت الخدمة البريدية المتطورة نجاحاً واسعاً، من حيث سرعة التوصيل، والمساهمة في تطوير خدمة النقل اللوجستي للطرود والشحنات الصغيرة، إلى جانب نفوذها السريع في السوق المحلي، واستقطابها لشرائح متعددة من العملاء، بما عزز من رحلات النقل والتوصيل التي أتمتها على مدار تلك الفترة.
أخبار متعلقة :