كارلوس سليم.. كيف بنى ابن مهاجر عربي إمبراطورية بـ103 مليارات دولار؟

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 28 سبتمبر 2025 01:26 مساءً - يُعد كارلوس سليم، رجل الأعمال المكسيكي من أصل لبناني، واحدا من أبرز الشخصيات الاقتصادية في العالم، بثروة تُقدّر بحوالي 103.5 مليارات دولار، متقدما على الكثير من المليارديرات حول العالم في قائمة أغنى الأشخاص لعام 2024، إلا أن قصة نجاحه لم تكن وليدة الصدفة، بل نتيجة لرؤية استراتيجية ومثابرة بدأت منذ طفولته.

Advertisements

بدأ سليم مسيرته الاقتصادية في سن العاشرة، عندما كان يبيع المشروبات والوجبات الخفيفة، ما أرسى بدايات فهمه للربح والأعمال. ومع تقدمه في العمر، كان يسجّل بدقة كل إيراداته ومصاريفه، مؤكدا اهتمامه العميق بالإدارة المالية والتخطيط.

يعزو الملياردير العصامي، نجاحه المبكر في عالم الأعمال إلى شخص واحد كان له التأثير الأكبر في حياته وهو والده.

سليم، الذي تصدّر قائمة أغنى شخص في العالم بين عامي 2010 و2013، بدأ في تعلم مبادئ التجارة والمال منذ سن العاشرة، بحسب سيرته الذاتية. واليوم يُعد أحد أغنى رجال العالم وأغنى شخص في المكسيك، بفضل امتلاكه حصصا ضخمة في العديد من الشركات المكسيكية، وفقا لمجلة فوربس.

وتُعد نقطة التحوّل الكبرى في مسيرته الاقتصادية عام 1990، عندما استحوذ مع شركائه على الشركة المكسيكية المملوكة للدولة "تيلمكس" مقابل 1.7 مليار دولار. هذا الاستثمار مهد الطريق أمامه لتأسيس "أمريكا موفيل"، التي أصبحت ضمن أكبر مزوّدي خدمات الهاتف المحمول في العالم، ليحوّل الشركة إلى إمبراطورية اتصالات عالمية.

فلسفة سليم في بناء الثروة قائمة على الاستثمار والتوسع المستمر. ففي مقابلة مع وكالة رويترز عام 2007، وصف الثروة بأنها تشبه الحديقة، تتطلب الاستثمار والتطوير أو التنويع في مجالات أخرى. وقد ساعده هذا النهج على شراء شركات متعثرة وتحويلها إلى مشاريع ناجحة.

إلى جانب استثماراته الضخمة في مجال الاتصالات، يمتلك سليم حصصا في شركات عالمية مثل صحيفة "نيويورك تايمز" ومتجر "ساكس فيفث أفينيو"، حيث كانت إحدى أبرز صفقاته شراء حصص في "نيويورك تايمز" عام 2008 عندما كانت أسهمها تتراجع، محققا أرباحا كبيرة.

ورث سليم خبراته الاقتصادية من والده، جوليان سليم حداد، الذي هاجر من لبنان إلى المكسيك في أوائل القرن العشرين. ومن خلال متجره "نجمة الشرق" واستثماراته العقارية أثناء الثورة المكسيكية، وضع والده الأساس الذي بنى عليه كارلوس إمبراطوريته.

رغم ثروته الهائلة، يتميز سليم بأسلوب حياة متواضع، حيث يعيش في نفس منزله منذ أكثر من 40 عاما ويقود سيارة مرسيدس-بنز قديمة، بعيدا عن الطائرات الخاصة واليخوت الفاخرة. ويركز في أعماله الخيرية على خلق فرص عمل وتنمية المجتمع، بدلاً من التبرعات المالية الضخمة، من خلال مؤسسته "كارلوس سليم هيلّو"، مسهما في مكافحة الفقر وتحسين التعليم والرعاية الصحية في أمريكا اللاتينية.

تُظهر رحلة كارلوس سليم كيف يمكن للاستراتيجية الطويلة المدى، والمثابرة، والتفكير الاستثماري تحويل الأزمات إلى فرص، لتصبح قصته نموذجا عالميا للنجاح الاقتصادي والعمل الخيري. ومع امتداد إمبراطوريته عبر الاتصالات والتجزئة والبناء والتمويل، يثبت سليم أن النجاح الحقيقي لا يُقاس فقط بالثروة، بل بالأثر الذي يتركه الإنسان في مجتمعه والعالم.

أخبار متعلقة :