بوصلة المواهب العالمية تتجه للإمارات بعد إغلاق الباب الأمريكي

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 28 سبتمبر 2025 05:30 مساءً - يبدو أن العربية المتحدة باتت في موقع يؤهلها لتتفوق على مناطق أخرى، وتأمل في جذب الكفاءات الأجنبية المتأثرة بالقيود الأمريكية الجديدة، لتكون المستفيد الأكبر من خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لرفع رسوم تأشيرات العمل من نوع H-1B، في وقت تشتد فيه المنافسة العالمية على استقطاب المواهب التقنية.

Advertisements

وبحسب تقرير لشبكة «سي إن بي سي» الأمريكية، نقلاً عن خبراء ومختصين، فقد يصبح الشرق الأوسط، بقيادة الإمارات، المستفيد الأكبر من خطة الرئيس ترامب لرفع رسوم تأشيرات العمل من نوع H-1B، في ظل السعي المستمر للتحول إلى مركز عالمي للذكاء الاصطناعي، وتدفّق مليارات الدولارات من صناديق الثروة السيادية المحلية، والاستثمارات الأجنبية وشركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى، حيث يبدو أن المنطقة باتت في موقع يؤهلها لتتفوق على مناطق أخرى تأمل في جذب الكفاءات الأجنبية المتأثرة بالقيود الأمريكية الجديدة.

وقد سلّط المستثمرون الضوء على الدور الذي تلعبه الحكومات في دفع استراتيجيات وطنية تكنولوجية، مثل استراتيجية الإمارات الوطنية للذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى بيئة الأعمال الصديقة للشركات التقنية، عبر تقديم تأشيرات ذهبية طويلة الأمد للكفاءات، وتسهيل اللوائح التنظيمية، وتوفير حوافز لرواد الأعمال.

مرونة إماراتية

وقال زاكاري سيفاراتي، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة «دالما كابيتال»: «إن شركات التكنولوجيا في الإمارات تعتبر مرونة سوق العمل في استقدام الكفاءات الأجنبية أحد أبرز مزاياها التنافسية»، مضيفاً أن: «القيود المتزايدة على العمالة الأجنبية في بلدان أخرى تزيد من جاذبية الإمارات مركزاً للمواهب».

وفي 19 سبتمبر 2025، وقَّع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمراً تنفيذياً في البيت الأبيض يتضمن إطلاق برنامج «بطاقة ترامب الذهبية»، بالإضافة إلى فرض رسم قدره 100,000 دولار على طلبات تأشيرات H-1B.
وتتيح «بطاقة ترامب الذهبية» الإقامة الدائمة والحصول على الجنسية الأمريكية للأجانب الذين يستثمرون مليون دولار في الولايات المتحدة.

وفي المقابل قد تواجه دول مثل المملكة المتحدة وبعض دول أوروبا صعوبة في جذب الخبرات التقنية، بسبب محدودية الدعم والتمويل المخصص للقطاع، إلى جانب الخطاب العدائي السائد في النقاشات العامة حول الهجرة، ما قد يثني الكفاءات عن التوجه إلى هذه الدول.

طرد العناصر المؤهلة

وقال سايمون هوبكنز، الرئيس التنفيذي لشركة «ميلتراست إنترناشونال غروب»: «في الإمارات يتم استقبال أصحاب الكفاءات بأذرع مفتوحة»، مضيفاً أن «الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أطلقتا النار على قدميهما بسياسات هجرة غير مدروسة؛ فكان من الأجدى التركيز على الحد من الهجرة غير الشرعية بدلاً من طرد العناصر المؤهلة التي تسهم في النمو الاقتصادي».

وأكد هوبكنز أن سهولة تنقل الكفاءات ستكون عاملاً رئيسياً في تحديد معالم الاقتصاد العالمي وتشكيل الفائزين والخاسرين.

تحفز الابتكار

وقالت أمينة طاهر، المديرة التنفيذية للتسويق في منصة «ويو بنك»، إن ما يميز الإمارات هو «قدرتها على الجمع بين الطموح والبنية التحتية، ما يخلق بيئة تحفز الابتكار وتسهل تنفيذه على أرض الواقع». وأضافت أن الإمارات، التي كانت تكافح قبل 15 عاماً للاحتفاظ بالمواهب خارج قطاع النفط والغاز، تمكنت من بناء مركز تجاري ومالي تنافس من خلاله لندن ونيويورك.

وأوضحت أن «المزيد من الكفاءات في مجالات التكنولوجيا والتكنولوجيا المالية باتت ترى في المنطقة مكاناً مناسباً للبناء والنمو والمساهمة الفعلية، وليس مجرد محطة مؤقتة».

وفي صلب الاستراتيجية الإماراتية تأتي خيارات التأشيرات المتعددة، التي تشمل تأشيرات للمبدعين، والمستقلين، والعاملين لحسابهم الخاص، بالإضافة إلى التأشيرة الذهبية التي تتيح إقامة لمدة 10 سنوات ولا ترتبط بصاحب عمل معين.

بيئة جذابة

وقال فرانشيسكو فيليا، الرئيس التنفيذي لشركة «فاسانارا كابيتال»: «إن المحترفين في القطاع التقني ينجذبون إلى المنطقة بفضل الرواتب العالية، والبيئة الضريبية الجاذبة، وفرص العمل في مشاريع مبتكرة وضخمة»، مضيفاً أن «دول الخليج توفر أيضاً أسلوب حياة عصرياً وبنية تحتية عالية الجودة، بالإضافة إلى قربها الجغرافي من أسواق آسيا».

ورغم أن تفاصيل خطط البيت الأبيض لفرض رسم بقيمة 100,000 دولار على طلبات تأشيرة H-1B لا تزال غير واضحة، فإن هذا القرار من المتوقع أن يساهم في تصعيد الحرب العالمية على المواهب التقنية.

وقال فيليا إن مشاريع مثل مدينة «نيوم» المستقبلية في ، ومدن الإمارات الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، توفر فرصاً فريدة على نطاق واسع للمهنيين في المجال التقني.

وأشار إلى أن «العمل على مراكز البيانات الحديثة التي يتم إنشاؤها حالياً سيسهم في تدريب جيل جديد من الكفاءات القادرة على دعم تطورات المدن الذكية، والخدمات المالية، وسلاسل الإمداد».

أخبار متعلقة :