أحمد بن سعيد: برؤية محمد بن راشد.. مطار دبي رسّخ مكانة الإمارة بوابة لربط قارات العالم

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الثلاثاء 30 سبتمبر 2025 11:30 مساءً - أكد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني، رئيس مطارات دبي، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران ، أن مطار دبي نجح في ترسيخ مكانة الإمارة بوابة عالمية لربط قارات العالم، وأن هذا النجاح هو ثمرة للرؤية الاستشرافية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. جاء ذلك في تدوينة لسموه عبر حسابه بمنصة «إكس»، بمناسبة مرور 65 عاماً على انطلاق رحلة مطار دبي الدولي.

Advertisements

وقال سموه في تدوينته، أمس: «اليوم نحتفي بمرور 65 عاماً على رحلة مطار دبي الدولي.. مسيرة رسّخت خلالها دبي مكانتها كبوابة عالمية رائدة ومركز محوري يربط القارات ويصنع الفرص».
وأضاف سموه: «هذا النجاح هو ثمرة للرؤية الاستشرافية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والتزام فرق عملنا، وتعاون شركائنا، الذين شكل التزامهم ركيزة أساسية في ترسيخ مكانتنا، وتعزيز دورنا في منظومة الطيران العالمية».

واختتم سموه تدوينته بالقول: «ما تحقق خلال العقود الماضية ليس سوى بداية، فطموحنا للمستقبل يدفعنا إلى توسيع رؤيتنا، وقيادة التحولات الكبرى في قطاع الطيران، ووضع معايير جديدة تعيد صياغة تجربة السفر، وترسم آفاقاً أرحب أمام العالم».

البداية.. مدرج صغير

انطلق مطار دبي في عام 1960 من مدرج صغير ومبنى متواضع، ليصبح مع مرور الوقت عماداً للتنمية الاقتصادية في دبي، والمنطقة من خلال دوره في دفع عجلة التجارة والاستثمار، وجذب الشركات العالمية، وتعزيز حركة السياحة الدولية، وتحفيز الابتكار والتنمية العمرانية، الأمر الذي أسس لدبي مكانة رائدة على الخريطة الاقتصادية الإقليمية والعالمية، حيث تحول المطار خلال ستة عقود ونصف العقد من مجرد نقطة عبور إلى منصة استراتيجية تحقق الطموح، وتحول الرؤية إلى واقع ملموس.

وواكب مطار دبي صعود الإمارة محولاً كل رحلة إلى نبض اقتصادي وفرصة استثمارية تعكس رؤية دبي العالمية، فمنذ بدايات السبعينيات أسهم المطار في جذب شركات الطيران العالمية، وجعل دبي محطة رئيسية للترانزيت والتجارة، فاتحاً الأبواب أمام استثمارات بمليارات الدولارات. ومع مرور الزمن أصبح شرياناً اقتصادياً، يضخ الوظائف والفرص والإيرادات في قلب الاقتصاد الإماراتي.

رؤية استشرافية

وبفضل الرؤية الاستشرافية والثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، أصبحت دبي قوة عالمية رائدة في مجال الطيران، كما شكل قطاع الطيران ركيزة أساسية لاستراتيجية النمو الاقتصادي للإمارة. ويلعب مطار دبي دوراً محورياً في تحقيق مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33، مع استمرار تعزيز البنية التحتية لتوسيع شبكات الاتصال الجوي، وتقديم خدمات نقل جوي عالية الجودة لمواكبة الطلب المتزايد. وتعكس خطط تطوير مطار آل مكتوم الدولي، الذي سيصبح الأكبر عالمياً عند اكتماله، الطموحات المستمرة لدعم مسار النمو الإيجابي للإمارة.

وتقدر مساهمة قطاع الطيران، والذي يتألف من مطارات دبي (مطار دبي الدولي ومطار دبي ورلد سنترال - آل مكتوم الدولي)، ومجموعة الإمارات وغيرها من الكيانات، في اقتصاد دبي خلال عام 2023، بما قيمته 137 مليار درهم (37.3 مليار دولار) من إجمالي القيمة المضافة، أي ما يعادل 27% من الناتج المحلي الإجمالي لدبي.

وتضمن ذلك الأثر الاقتصادي الأساسي البالغ 94 مليار درهم، والأثر التحفيزي للسياحة، الذي يسهم فيه قطاع الطيران البالغ 43 مليار درهم، ومن المتوقع أن تشهد هذه الأرقام نمواً مطرداً، وأن تسهم أنشطة الطيران التي تسهلها «طيران الإمارات» ومؤسسة مطارات دبي بمبلغ 196 مليار درهم، أو ما نسبته 32% من الناتج المحلي الإجمالي لدبي بحلول 2030.

السياحة والضيافة

وأسهم المطار في ترسيخ دبي عاصمة للسياحة الدولية، حيث بلغ عدد السياح الذين زاروا الإمارة خلال النصف الأول من العام الجاري 9.88 ملايين زائر دولي، معظمهم عبر المطار، الأمر الذي ينعكس بشكل مباشر على قطاع الضيافة، إذ وصل معدل إشغال الفنادق إلى مستويات تفوقت على عواصم سياحية عريقة مثل باريس ولندن.

وأعاد المطار تشكيل خريطة السياحة الإقليمية والدولية عبر دوره مركز ترانزيت عالمياً، فكثير من السياح الذين قصدوا دولاً أخرى اختاروا التوقف في دبي لبضعة أيام، بفضل برامج الترانزيت والتأشيرات السريعة، ما خلق نمطاً جديداً من «السياحة العابرة»، حيث أسهمت هذه الاستراتيجية في تعزيز إنفاق الزوار في الأسواق المحلية، ورفعت الطلب على الفنادق والمطاعم ومراكز التسوق.

ودعم المطار أيضاً صناعة الفعاليات الدولية، حيث تستضيف دبي سنوياً معارض ومؤتمرات كبرى لم يكن ممكناً استضافتها في دبي دون وجود مثل هذا المطار، الذي يتيح تدفقاً مستمراً للوفود الدولية، ويوفر بنية تحتية للنقل تكفل انسيابية الوصول والمغادرة.

وتم ترجمة هذا التأثير السياحي إلى عوائد مالية ضخمة، إذ تشير التقديرات إلى أن إنفاق السياح الدوليين تجاوز 179 مليار دولار سنوياً، هذا الرقم لا يقتصر على الفنادق والمطاعم، بل يمتد إلى تجارة التجزئة، الترفيه، والنقل البري وغيرها.

الشحن الجوي

وأصبح مطار دبي الدولي اليوم مركزاً حيوياً للشحن والتجارة الإلكترونية، الأمر الذي يعكس استراتيجية دبي لتكون قلباً لوجستياً متقدماً، يربط بين الأسواق العالمية. وفي عام 2024 تم مناولة حوالي 2.2 مليون طن من البضائع عبر المطار، بزيادة نسبتها 20.5% مقارنة بعام 2023، ما يعكس قدرة المطار على استيعاب النمو المتسارع في حركة الشحن، خصوصاً مع توسع التجارة الإلكترونية في المنطقة.

وتمثل التجارة الإلكترونية أحد أبرز محركات هذا النمو، إذ تعتمد الشركات العالمية على مطار دبي لتوزيع منتجاتها بسرعة وكفاءة عبر الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، مستفيدة من شبكة المطار المتصلة بـ 269 وجهة في 107 دول حول العالم.

وتحول المطار، منذ افتتاحه، إلى مركز حيوي لتجميع وتوزيع البضائع من وإلى مختلف أنحاء العالم، معتمداً على موقعه الجغرافي المتميز حلقة وصل بين الشرق والغرب. وتتيح البنية التحتية المتطورة والتقنيات الحديثة، التي يعتمدها المطار، معالجة كميات ضخمة من البضائع بكفاءة عالية، ما يعزز من قدرة الشركات والمصنعين على الوصول إلى الأسواق بسرعة وموثوقية.

وتتوج هذه المزايا التقنية والخدماتية بمجموعة من الابتكارات اللوجستية، التي تعزز التبادل التجاري الدولي، مثل منطقة الشحن الحر «دبي لوجستيكس سيتي»، ومركز المعالجة اللوجستية المتقدمة، بالإضافة إلى نظام التخليص الجمركي الإلكتروني المتطور «دبي كاستومز»، كما يسهم اعتماد الذكاء الاصطناعي والتحليلات الضخمة في تحسين كفاءة العمليات ومراقبة تدفق البضائع، ما يقلل التأخير، ويزيد من سرعة الوصول إلى الأسواق.

خلق فرص العمل

ويمثل مطار دبي الدولي محوراً رئيسياً لسوق العمل في الإمارة، حيث تتجاوز الوظائف المرتبطة بالقطاع الجوي 631 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة، أي ما يقارب واحداً من كل خمس وظائف في دبي. يشمل ذلك جميع الفئات، من الطيارين وطاقم الطائرات إلى موظفي المطار والخدمات الأرضية، مروراً بالعاملين في الخدمات اللوجستية، وشحن البضائع، والضيافة والفندقة، وحتى موظفي التجزئة والمطاعم في صالات المطار.

ولا يقتصر التأثير على الوظائف التقليدية، بل يشمل أيضاً الوظائف المتخصصة في التقنية والابتكار، مثل مهندسي نظم الملاحة الجوية، ومطوري الحلول الرقمية لإدارة حركة الركاب والبضائع، وخبراء الأمن السيبراني المرتبط بالطيران.

ومع تزايد أعداد المسافرين والشحن الجوي من المتوقع أن يرتفع عدد الوظائف إلى نحو 816 ألف وظيفة بحلول عام 2030، بما يشكل قوة دافعة للنمو الاقتصادي المستدام، ويحد من معدلات البطالة، ويسهم في تعزيز مهارات القوى العاملة المحلية، من خلال برامج التدريب والتطوير المهني المستمرة.

ويفتح المطار آفاقاً لريادة الأعمال في قطاعات الدعم والخدمات، حيث تشجع الحاجة المتزايدة إلى الخدمات اللوجستية والفندقية والمطاعم والمقاهي الشركات الصغيرة والمتوسطة على إنشاء مشاريع جديدة، ما يوسع دائرة الوظائف، ويخلق فرصاً متجددة للشباب الإماراتي والمقيمين على حد سواء، لذلك يشكل مطار دبي الدولي محركاً ديناميكياً لسوق العمل والإبداع المهني، ويجسد نموذجاً متقدماً للتكامل بين البنية التحتية الاقتصادية وفرص التشغيل.

الاستدامة والمستقبل

ودخل مطار دبي مرحلة جديدة من تطوره، حيث لم يعد النمو وحده الهدف، بل أصبحت الاستدامة والكفاءة جزءاً من استراتيجيته، فمع تزايد الوعي البيئي عالمياً، وارتفاع توقعات المسافرين، استثمر المطار في مشروعات خضراء وتقنيات متقدمة، ليبقى في صدارة المنافسة الدولية.

واعتمد المطار أنظمة حديثة لإدارة الطاقة، تشمل محطات للطاقة الشمسية على أسطح المباني، ونظماً ذكية لترشيد استهلاك المياه والكهرباء، ما خفض بصمته الكربونية بشكل ملحوظ، كما أطلق مبادرات لإعادة التدوير وتقليل النفايات، في إطار التزامه بتحقيق أهداف «صافي انبعاثات صفرية» بحلول عام 2050.

أخبار متعلقة :