وول ستريت تُنهي «عقدة سبتمبر» وتترقب «فوبيا أكتوبر»

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 1 أكتوبر 2025 02:30 مساءً - شهدت الأسواق العالمية خلال سبتمبر أداءً إيجابياً، بدعمٍ من توقعات المزيد من قرارات خفض أسعار الفائدة، وبما يعني تحفيز شهية المخاطرة بالأسواق.

Advertisements

بينما يظل الأداء القوي لأسواق الأسهم التكنولوجية عاملاً رئيسياً في الحفاظ على معنويات المستثمرين، بعد أن أثبتت شركات مثل أبل وتسلا وإنفيديا وغيرها من الشركات الكبرى قدرتها على تجاوز الضغوط الاقتصادية وتحقيق نمو ملموس في «وول ستريت».

وعلى صعيد الأسواق الأوروبية والآسيوية، فتستمر التباينات في المؤشرات مع انحسار المخاوف التضخمية نسبياً، وسط ثبات أسعار الفائدة وقراءات اقتصادية متباينة. بينما واصلت الأسهم اليابانية مكاسبها بدعمٍ من التعافي الاقتصادي على نحو معتدل.

وفي أسواق السلع، واصل الذهب التحليق، مسجلاً أرقاماً قياسية مع لجوء المستثمرين لأصول الملاذات الآمنة. فيما تكبد النفط خسائر شهرية وفصلية مع توقعات فائض المعروض.

كسر «لعنة سبتمبر»

أنهت وول ستريت تعاملات شهر سبتمبر على وقع مكاسب قوية، لتكسر بذلك واحدة من أكثر العقد التاريخية التي ارتبطت بالأسواق الأمريكية، حيث يُعرف الشهر التاسع من العام بأنه الأصعب عادة على المؤشرات، مع تسجيله تاريخياً أداءً ضعيفاً بالمقارنة مع بقية الأشهر. غير أن جلسات سبتمبر هذا العام جاءت على غير المعتاد، إذ نجحت المؤشرات الرئيسية في تحقيق صعود ملحوظ، بدعم من توقعات خفض الفائدة واستمرار الزخم في أسهم التكنولوجيا.

يأتي هذا الأداء الإيجابي ليضع الأسواق أمام محطة جديدة أكثر حساسية، وهي شهر أكتوبر، الذي يحمل في ذاكرة المستثمرين العالمية الكثير من اللحظات العاصفة، بدءاً من «الاثنين الأسود» عام 1987، مروراً بالأزمة المالية العالمية 2008، وصولاً إلى تقلبات عنيفة شهدتها الأعوام الأخيرة. وجميعها ذكريات صنعت ما يُعرف في الأوساط الاستثمارية بـ«فوبيا أو رهاب أكتوبر»، أي الخوف التاريخي من تقلبات حادة قد تنفجر فجأة.

ورغم هذه السمعة التاريخية، فإن متعاملين في الأسواق يرون أن الصورة في أكتوبر قد تختلف، خصوصاً إذا ما دعمت البيانات الاقتصادية توجهات مجلس الاحتياطي الفيدرالي نحو التيسير، في وقت تترقب فيه الأسواق موسم إعلان نتائج الشركات الذي يبدأ منتصف الشهر. ومن ثم فإن أي مفاجآت إيجابية في أرباح التكنولوجيا والقطاع المالي قد تسهم في تحييد المخاوف وتخفيف حدة القلق التاريخي.

مكاسب شهرية وفصلية

سجلت المؤشرات الأمريكية أعلى إغلاق فصلي (للربع الثالث). وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي خلال الشهر بنسبة 1.87% - وفق حسابات «حال الخليج»- منهياً تعاملات الأسبوع بمستوى قياسي عند 46,397.89 نقطة مقارنة مع 45,544.88 نقطة في نهاية أغسطس. وسجل المؤشر مكاسب فصلية بنحو 5%.

كذلك ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 3.53% إلى النقطة 6,688.46 مقارنة مع إغلاقه بنهاية الشهر الماضي عند مستوى 6,460.26 نقطة. كما حقق مكاسب بما يقارب الـ 8% خلال الربع الثالث. وكان المؤشر قد سجل في المتوسط تراجعاً بنحو 4.2% في سبتمبر بالسنوات الخمس الماضية.

وقفز ناسداك الذي تغلب عليه شركات التكنولوجيا بنسبة 5.61% إلى 22,660.009 نقاط، مقابل 21,455.552 نقطة بنهاية أغسطس. وسجل المؤشر مكاسب فصلية بأكثر من 11%.

وسجلت أسهم التكنولوجيا الكبرى محصلة خضراء خلال الشهر، لتقفز أبل بنسبة أكثر من 9% بعد الإعلان عن هواتف آيفون الجديد ومؤشرات ارتفاع الطلب، كما قفزت أسهم تسلا بأكثر من 30% وسجلت إنفيديا مكاسب شهرية بأكثر من 7%. بينما تراجعت أمازون بنحو 4% تقريباً.

محصلة خضراء في أوروبا

وسجل مؤشر ستوكس 600 الأوروبي مكاسب شهرية وربع سنوية ثالثة على التوالي، مُنهياً تعاملات سبتمبر عند مستوى 558.18 نقطة، بارتفاع نحو 1.5% عن مستواه في نهاية أغسطس عند 550 نقطة تقريباً. ليسجل بذلك «أفضل مكاسب في سبتمبر» منذ ست سنوات تقريباً.

دعم هذه الارتفاعات انخفاض أسعار الفائدة، والذي رفع بدوره شهية المخاطرة، علاوة على تفاؤل المستثمرين بالنسبة للنمو الاقتصادي في الولايات المتحدة.

وفي وقت سابق من الشهر، أبقى البنك المركزي الأوروبي على سعر الفائدة على الودائع عند مستوى 2% للاجتماع الثاني على التوالي، في خطوة جاءت متوافقة مع التوقعات، وبعد ارتفاع أسعار المستهلكين بنسبة 2.1% على أساس سنوي في أغسطس، بزيادة طفيفة عن نسبة 2% المُسجّلة في يوليو. واستقر المقياس الأساسي الذي يستبعد المكونات المتقلبة (مثل الطاقة والغذاء) عند 2.3%. بينما انخفضت زيادات أسعار الخدمات التي تُراقب عن كثب إلى 3.1%.

كذلك سجل مؤشر كاك الفرنسي مكاسب بنحو 2.5% خلال سبتمبر، منهياً التعاملات عند مستوى 7,895.94 نقطة، مقارنة مع 7703.90 نقطة في نهاية أغسطس. كما ارتفع فوتسي البريطاني بأكثر من 1.5% خلال الشهر الأخير مغلقاً عند مستوى 9,350.43 نقطة، مقارنة مع 9187.34 نقطة في أغسطس.

وكان بنك انجلترا المركزي قد ثبت أسعار الفائدة في 18 سبتمبر عند مستوى 4% متماشياً مع التوقعات، وبعدما أظهرت البيانات ثبات معدل تضخم مؤشر أسعار المستهلكين عند 3.8% خلال أغسطس، ليبقى عند أعلى مستوى له منذ بداية عام 2024.

وفي أكبر اقتصاد أوروبي، سجل مؤشر داكس الألماني أداءً مستقراً في سبتمبر منهياً التعاملات عند مستوى 23,880.72 نقطة، مقارنة مع 23902.21 نقطة بنهاية أغسطس، وبانخفاض محدود بنحو 0.09%.

مكاسب شهرية في اليابان

وفي اليابان، سجل مؤشر نيكاي مكاسب شهرية جديدة بأكثر من 5%، منهياً تعاملات الشهر عند النقطة 44,932.63 مقارنة مع إغلاق أغسطس عند مستوى 42,718.47 نقطة. ليسجل بذلك أفضل أداء له منذ عام.

وكان بنك اليابان قد أبقى على أسعار الفائدة دون تغيير في سبتمبر عند 0.5%، لكنه في الوقت نفسه قرر البدء في بيع حيازاته من صناديق الاستثمار المتداولة وصناديق الاستثمار العقاري.

واعتبرت الحكومة اليابانية، قبل نهاية سبتمبر، أن الاقتصاد بالبلاد «يتعافى على نحو معتدل»، لكنها أشارت إلى تداعيات السياسات التجارية الأمريكية وتأثيرها بشكل خاص على صناعة السيارات. بينما حسنت توقعاتها للإنفاق الخاص والإنفاق الرأسمالي، محذرة في الوقت نفسه من المخاطر السلبية المحتملة على الآفاق الاقتصادية من سياسات واشنطن التجارية.

أخبار متعلقة :