ابوظبي - ياسر ابراهيم - السبت 4 أكتوبر 2025 11:30 مساءً - شهدت الإمارات موسماً سياحياً متميزاً مع ارتفاع معدلات الإشغال الفندقي إلى مستويات جيدة طوال الصيف في مختلف إمارات الدولة، وتوجه آلاف السياح في أوروبا بكثرة إلى منطقة الشرق الأوسط، وخصوصاً دولة الإمارات.
وشهدت الإمارات، بفضل بنيتها التحتية السياحية المتطورة والمعروفة عالمياً، إقبالاً كبيراً، وباتت واحدة من الوجهات الرئيسية، التي يفضلها السياح في المنطقة. وسجلت الفنادق في مختلف إمارات الدولة معدلات إشغال قوية، حيث تجاوزت نسبة الإشغال في بعض الفنادق 85 %، مع توقعات بزيادة هذه النسبة خلال الأشهر المقبلة.
عروض ترويجية
وأكد الدكتور هيثم الحاج علي، رئيس مجلس إدارة مجموعة «دبي لينك» أن نسب الإشغال الفندقي في العديد من المنشآت تجاوزت 85 % خلال الفترة الحالية، مدفوعة بحزمة من الفعاليات الترفيهية والعروض الترويجية، التي أطلقتها الفنادق وشركات الضيافة لجذب النزلاء، إلى جانب حرص القطاع الفندقي على تقديم تجربة متكاملة، تجمع بين الترفيه والراحة وجودة الخدمات.
وأرجع ارتفاع معدلات الإشغال الفندقي في الإمارات إلى مجموعة من العوامل المتداخلة، أبرزها تفضيل عدد كبير من المواطنين والمقيمين قضاء عطلتهم الصيفية داخل الدولة، خصوصاً في دبي، بدلاً من السفر إلى الخارج، نتيجة الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة في أوروبا خلال هذا الصيف.
وقال: «بالمقارنة بين صيف 2025 وصيف 2024 نرى استقراراً بمتوسط إشغال يقارب 78 % في دبي، مع نمو طفيف في متوسط سعر الغرفة لا يتجاوز 1 % في معظم الفئات. وعلى الرغم من أن الفنادق الفاخرة شهدت ارتفاعاً أكبر،
إلا أن السوق يتحرك بوتيرة معتدلة، وهذا التوازن بين الطلب والجودة يعكس نضوجاً كبيراً لقطاع الضيافة في الإمارات وتميزه حتى في المواسم الحارة». وتابع: «لاحظنا وفق بيانات منصة «GTE» التابع لمجموعة «دبي لينك» أن الأسعار الفندقية بقيت في الصيف الماضي أقل من ذروة الموسم الشتوي لعام 2024، ما شكل عاملاً محفّزاً للإقامة المحلية والعائلية داخل الإمارات».
وأضاف أن الأسعار التنافسية التي طرحتها الفنادق خلال الصيف لعبت دوراً محورياً في رفع نسب الإشغال، حيث تمكنت العائلات من الاستفادة من باقات وعروض مغرية، تشمل الإقامة والأنشطة الترفيهية، ما عزز من جاذبية البقاء داخل الدولة، كما أن هذه الاستراتيجية أثبتت نجاحها في جذب مختلف الفئات، بما في ذلك العائلات، والمهنيون، والسياح من الدول المجاورة.
بنية تحتية
وأكد خطاب محمد، مدير إدارة المبيعات لمجموعة «إنتركونتينينتال» أن القطاع السياحي في الإمارات يشهد عاماً استثنائياً من النمو والانتعاش، مدفوعاً بمؤشرات إيجابية على صعيد الإشغال الفندقي، والإيرادات، وتنوع الأسواق المصدرة للزوار.
وأشار إلى البنية التحتية السياحية والاقتصادية المتطورة التي تمتلكها الإمارات، بدءاً من مطار أبوظبي الدولي الجديد، الذي يربط العاصمة بأكثر من 120 وجهة عالمية، مروراً بشبكة حديثة من الطرق والمواصلات، ووصولاً إلى الفنادق والمنتجعات الفاخرة، التي تقدم خدمات بمعايير عالمية. كما تضم العاصمة عدداً كبيراً من المرافق الثقافية والترفيهية مثل متحف اللوفر أبوظبي، قصر الوطن، وجزيرة ياس، التي أصبحت أيقونة للترفيه العائلي والفعاليات العالمية.
وأوضح أن معدلات الإشغال الفندقي في أبوظبي ارتفعت بنسبة 12 % على أساس سنوي، لتصل إلى متوسط 78 %، في حين ارتفعت الإيرادات الفندقية بنسبة 15 %، مدعومة بزيادة متوسط سعر الغرفة، وارتفاع الطلب من الأسواق الدولية والإقليمية على حد سواء. وأشار إلى تنوع الأسواق المصدرة للزوار، حيث جاءت دول مجلس التعاون الخليجي في مقدمة الأسواق المصدرة، وأسهم الزوار القادمون من السعودية والكويت والبحرين بما يقارب 30 % من إجمالي أعداد الزوار، أما الأسواق الأوروبية فقد سجلت نمواً نسبته 25 %، مع إقبال بارز من المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا، وفي الوقت ذاته حققت الأسواق الآسيوية نمواً بنسبة 20 %، مدفوعة بزيادة أعداد الزوار من الهند والصين، وهو ما يعكس تنوع قاعدة الزوار، ويعزز من استدامة النمو على المدى الطويل، كما أسهم السوق المحلي بدور مهم، مسجلاً نمواً قدره 10 % مقارنة بالعام الماضي، ما يؤكد ثقة المقيمين بالدور المتنامي لأبوظبي وجهة سياحية متكاملة.
أسواق جديدة
وأكد وليد إسماعيل، مدير فندق أبتاون من مجموعة «جيوان» لإدارة الفنادق والمنتجعات، أن القطاع السياحي والفندقي في الإمارات شهد موسماً صيفياً رائعاً، مستفيداً من الاستثمارات الحكومية الضخمة في تطوير البنية التحتية، والتوسع في استقطاب أسواق جديدة، إضافة إلى تعزيز مكانة الدولة وجهة للفعاليات الكبرى، وترسيخ مدن مثل دبي وأبوظبي على الخريطة العالمية واحدة من أبرز الوجهات السياحية، التي تمزج بين الأصالة والمعاصرة، وتوفر تجارب استثنائية للزوار من مختلف أنحاء العالم.
وأشار إلى أن صعوبة حصول العديد من الجنسيات، وخصوصاً في المنطقة العربية والجنوب الآسيوي، على تأشيرات «الشنغن» هذا العام، لعبت دوراً مهماً في توجه المواطنين والمقيمين لقضاء عطلاتهم داخل الدولة، خصوصاً في دبي وأبوظبي. وأوضح أن قطاع الضيافة استفاد من هذه المتغيرات بشكل مباشر، حيث أسهمت الفنادق في طرح عروض ترويجية مرنة وباقات إقامة جذابة شجعت على الإقبال الداخلي، كما أن استقرار الأسعار ووفرة الفعاليات الترفيهية والتجارية جعلت من الإمارات وجهة مفضلة، خلال الصيف، حتى في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
مراكز عالمية
وأكد راضي علي باز، مدير إدارة المبيعات والتسويق في فندق فيرمونت باب البحر، أن تنوع التجربة السياحية في الإمارات جعلها وجهة مثالية للعائلات، مع ما توفره من وجهات ترفيهية ومرافق عائلية متكاملة، ولرجال الأعمال، بفضل بنيتها الاقتصادية ومراكزها المالية العالمية. بالإضافة إلى التوسع في تنظيم المعارض والفعاليات التراثية والفنية والأنشطة الرياضية والبحرية والصحراوية الفريدة.
وأشار إلى أن الإمارات شهدت موسماً صيفياً مختلفاً، مؤكداً ارتفاع نسبة الإشغال والحجوزات، مشيراً إلى وجود عروض جديدة وخصومات جيدة لجذب شريحة أكبر من النزلاء، وخصوصاً الفنادق الشاطئية وفي المنتجعات. وأضاف أن معدلات الإشغال بشكل عام مرتفعة، مع زيادة ملحوظة في معدلات الحجوزات المستقبلية، موضحاً أن الفنادق قدمت عروضاً على الإقامة، وخصومات على المشروبات والأغذية طوال الموسم.
أخبار متعلقة :