بطارية خارقة تزيد مدى السيارات الكهربائية 50% وتخفض التكلفة

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 5 أكتوبر 2025 11:02 مساءً - في خطوة تُعيد تعريف عالم السيارات الكهربائية، كشفت شركة أمريكية عن تقنية بطاريات خارقة قادرة على زيادة مدى القيادة بنسبة تصل إلى 50% بشحنة واحدة، دون الحاجة لتكبير حجم البطارية.

Advertisements

هذه التقنية المبتكرة لا تقدم مجرد تحسين في الأداء، بل تقلل أيضا من تكاليف التصنيع، مما يجعل السيارات الكهربائية أكثر فعالية واقتصادية.

وكشفت شركة 24M Technologies الأمريكية، المتخصصة في تطوير البطاريات المتقدمة، عن تقنية مبتكرة قد تُحدث قفزة نوعية في عالم السيارات الكهربائية. التقنية الجديدة، التي أطلقت عليها الشركة اسم ETOP "بدون خلايا"، قد تسمح للسيارات الكهربائية بالسفر لمسافة تصل إلى 50% أبعد بشحنة واحدة مقارنة بالبطاريات التقليدية، دون الحاجة لزيادة حجم حزمة البطارية. هذه القفزة تعكس محاولة الشركة لتجاوز القيود الحالية على مدى السيارات الكهربائية، وتوفير حل عملي واقتصادي في نفس الوقت.

وتعتمد تقنية ETOP على إعادة تصميم بنية البطارية بالكامل، بهدف زيادة نسبة المواد الفعالة المخزنة للطاقة من المستوى التقليدي البالغ 30-60% إلى نحو 80% من حجم العبوة الإجمالي. هذه النسبة الأعلى تؤدي إلى زيادة الكفاءة وتوفير مدى أكبر لكل شحنة، ما يمثل تغييرًا جوهريًا مقارنة بالتصاميم التقليدية التي تعتمد على تغليف الأقطاب الكهربائية في خلايا منفصلة تجمع بعد ذلك في وحدات أكبر.

وفقًا لناؤكي أوتا، الرئيس التنفيذي لشركة 24M، فإن الابتكار لا يقتصر على تحسين الأداء فقط، بل يمنح المصانع الأمريكية القدرة على المنافسة عالميًا من حيث السعر والتصميم والأداء. وقال أوتا: "يتزايد الضغط على الصناعات الأمريكية التي تعتمد بشكل كبير على البطاريات المستوردة للتفوق عالميًا، ويجب أن تركز على الابتكار لا الاكتفاء بالإنتاج الواسع. تقنية ETOP توفر حلاً يوازن بين الكفاءة العالية والتكلفة المنخفضة".

الميزة الأبرز في ETOP هي إزالة المكونات غير النشطة من البطارية، إذ تُدمج الأقطاب الكهربائية مباشرة في حزمة البطارية النهائية، مما يلغي الحاجة للخلايا والوحدات الفردية التقليدية. هذا التغيير يقلل الوزن والحجم ويبسّط عملية التصنيع، ويتيح للشركات البدء في الإنتاج برأس مال أقل. عند دمج هذه التقنية مع حلول الملكية الأخرى للشركة، مثل فاصل Impervio الذي يعزز السلامة، ومحلول Eternalyte الذي يحسن الأداء في درجات الحرارة القصوى، يمكن إنتاج بطاريات آمنة وفعالة تصل إلى 1000 ميل لكل شحنة، وهو رقم غير مسبوق في السوق الحالي.

على المستوى العالمي، تتسارع جهود البحث والتطوير لتطوير بطاريات أقوى وأكثر كفاءة. في هذا السياق، قدم معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) نموذجًا جديدًا يُسمى CIET، لإعادة تعريف التفاعلات الكيميائية الأساسية داخل بطاريات أيونات الليثيوم، ما قد يمهد الطريق لبطاريات أسرع شحنًا وأكثر متانة. أما دراسة دولية أجرتها جامعة كيل، فقد أبرزت إمكانية شحن بطاريات الليثيوم الكبريتية في أقل من 30 دقيقة، وبعضها يصل إلى 12 دقيقة فقط، مع تحسين السلامة وكثافة الطاقة، بحسب interestingengineering".

وفي الصين، سجلت شركة شاومي تقدما ملحوظا عبر براءة اختراع لتصميم أقطاب متعددة الطبقات، تدعم مدى يصل إلى أكثر من 745 ميلًا وفقًا لمعايير CLTC، مع قدرة على إضافة 500 ميل للشحن في 10 دقائق فقط.

مع هذه التطورات المتسارعة، يبدو أن سباق الابتكار في عالم البطاريات الكهربائية لم يعد مجرد منافسة على الإنتاج، بل ثورة تقنية قادرة على تغيير مستقبل التنقل والطاقة حول العالم، وجعل السيارات الكهربائية أكثر عملية، أسرع شحنا، وأكثر اقتصادا، مما يعزز التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة والمستدامة.

أخبار متعلقة :