ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 5 أكتوبر 2025 11:42 مساءً - أكد طاهر حامد نغيلين، وزير المالية والميزانية والاقتصاد والتخطيط والتعاون الدولي في جمهورية تشاد، أن دولة الإمارات تعد الشريك التجاري، والوجهة الدولية الأولى لصادرات بلاده، سواء في قطاع التعدين أو الزراعة، مشيراً إلى أن قيمة الصادرات التشادية إلى الإمارات تضاعفت أربع مرات بين عامي 2022 و2024، لتقترب من 1.8 مليار دولار، مدفوعة بشكل رئيسي بصادرات الذهب والفضة والسمسم.
وقال الوزير في تصريحات خاصة لـ«حال الخليج»: «إن جميع المؤشرات تؤكد استمرار قوة النمو في العلاقات الاقتصادية بين الإمارات وتشاد خلال عامي 2025 و2026، مدفوعة بالفرص الاستثمارية الجديدة، والحوار المتواصل بين الجانبين».
وأضاف أن الإمارات تمثل منصة مالية وتجارية استثنائية، ما يجعلها الشريك الطبيعي لتشاد في رؤيتها الاقتصادية «Connexion 2030»، مشيراً إلى أن بلاده تسعى لتعزيز التعاون مع الإمارات في قطاعات استراتيجية، تشمل الطاقة، والتعدين، والصناعة، والزراعة، مع التركيز بشكل خاص على قصب السكر، إلى جانب الصحة والتعليم، وأوضح أن هذه القطاعات قادرة على توليد مشاريع مشتركة ذات منفعة متبادلة، سواء من خلال شراكات استثمارية مباشرة أو مبادرات ممولة بشكل ثنائي.
وكشف نغيلين عن أن بلاده تعمل على تطوير الروابط المؤسسية بين غرف التجارة في البلدين، وهو ما سيعزز الاستثمارات بين البلدين، موضحاً أن الإمارات ليست فقط وجهة لصادرات تشاد، بل أيضاً أرضية خصبة لتأسيس مشاريع تشادية في الخليج.
وأضاف أن تشاد تتطلع إلى الاستفادة من الخبرات الإماراتية في الزراعة والتقنيات الزراعية الحديثة والطاقة وصناعة المجوهرات، مؤكداً أن تعزيز هذه الروابط سيولد فرصاً جديدة للشركات في كلا البلدين.
وأشار الوزير إلى أن البرلمان التشادي صادق مؤخراً على اتفاقيات جديدة لتجنب الازدواج الضريبي، في حين تستعد الحكومة لاعتماد اتفاقية متبادلة لحماية الاستثمارات مع دولة الإمارات خلال الفترة المقبلة، واعتبر أن هذه الخطوات تعكس إرادة سياسية قوية، لتعزيز الشراكة مع الإمارات والخليج، مؤكداً أن بيئة الأعمال في بلاده تشهد إصلاحات جذرية، تهدف إلى خلق مناخ استثماري جاذب، وهو ما جعل تشاد في عام 2024 واحدة من أسرع الدول نمواً في أفريقيا الفرانكوفونية، من حيث تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر.
وفي سياق متصل، أعلن نغيلين عن تنظيم حدث اقتصادي كبير في أبوظبي، خلال الربع الثالث من العام الجاري، موجهاً دعوة مفتوحة إلى المستثمرين الإماراتيين والدوليين، للمشاركة فيه، وقال: «نحن نريد أن نعرض لشركائنا ما حققناه من إصلاحات اقتصادية وسياسية مهمة، وأن نقدم تشاد وجهة استثمارية واعدة في قلب القارة الأفريقية».
وأكد الوزير أن بلاده تسعى كذلك لتعزيز الروابط مع دول الخليج الأخرى مثل السعودية والكويت، حيث بدأت بالفعل مشاريع تعاون في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية والطاقة، مشيراً إلى أن هذه الشراكات ستضيف زخماً جديداً لمسيرة التنمية المشتركة.
وعلى صعيد البنية التحتية كشف الوزير عن تسارع الجهود لإنشاء مطار دولي جديد في العاصمة نجامينا، بالإضافة إلى توسعة شبكة من المطارات الثانوية في مختلف أنحاء البلاد، بما يتيح تعزيز الربط الجوي بين تشاد ودول الخليج، وفتح آفاق أوسع أمام حركة السياحة والأعمال.
أما بشأن التحديات المحتملة أمام تعميق التعاون الاقتصادي مع الإمارات والخليج فقد أكد نغيلين أنه لا يرى عقبات جوهرية في هذا المسار، مثمناً الدعم القوي والالتزام الواضح من جانب الإمارات، وقال: «هذا الدعم سيتيح لنا لقاء قريباً في أبوظبي لدفع شراكتنا إلى مستوى جديد أكثر شمولاً».
أخبار متعلقة :