ابوظبي - ياسر ابراهيم - السبت 18 أكتوبر 2025 01:10 صباحاً - أكد أسامة الصافي، المدير التنفيذي للتشغيل، شركة «باركن»، أنه سيكون للذكاء الاصطناعي مستقبل واسع جداً في قطاع المواقف والمواصلات، لافتاً إلى مواكبة أحدث ما توصل إليه العلم لتقديم حلول مرنة وسلسة تسهل حركة الناس وتختصر الوقت.
وقال الصافي في تصريحات لـ«حال الخليج»: حرصنا على المشاركة في «جيتكس» واستعراض أحدث التقنيات الذكية في إدارة المواقف والتنقل، وتقديم حلول رقمية مبتكرة تدعم التحول نحو المدن الذكية والاستدامة البيئية.
وأضاف: «في هذا الحدث العالمي نقدم أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا في مجال المواقف الذكية والتنقل، وقد بدأنا منذ اليوم الأول بعرض أنظمة وتقنيات متقدمة أثارت اهتمام الزوار، وقد تركزت مشاركتنا على عدة محاور رئيسية: الخدمات الذكية، والرقابة الذكية، والاستدامة..
في الخدمات الذكية استعرضنا هذا الموسم مجموعة من الخدمات الجديدة والمطورة التي تقدمها الشركة سواء عبر التطبيق الإلكتروني أو من خلال المواقع الميدانية، وتشمل التزويد بالوقود، وغسيل السيارات، وإصلاح البطاريات، إلى جانب خدمة الشواحن الكهربائية للمركبات في المواقف العامة، وهذه الخدمة تطلق لأول مرة في دبي».
وأما في الرقابة الذكية فقد استعرضت الشركة أحدث أنظمة الذكاء الاصطناعي في الرقابة الميدانية، ومنها: الجيل الجديد من أجهزة المسح الذكي للمركبات، والكاميرات الرقمية الدقيقة المرتبطة مباشرة بأنظمة الدفع والتحصيل، والنظارات الذكية التي تُعد من أحدث الابتكارات التي تم الإعلان عنها.
وتتيح للمفتش الميداني قراءة لوحة المركبة بمجرد النظر إليها لتحديد ما إذا كانت قد دفعت رسوم المواقف عبر أي وسيلة دفع رقمية، أو أنها معفاة أو تمتلك اشتراكاً، فإن لم يكن هناك أي من ذلك، تنتقل البيانات فوراً إلى النظام الذكي لإصدار المخالفة تلقائياً من دون تدخل يدوي.
وأكد أن إدخال هذه التقنيات الرقمية رفع نسبة الالتزام بين الجمهور بشكل كبير، موضحاً أن الثقافة السائدة عالمياً أن البعض قد يخالف حين لا يرى مفتشاً في المكان، لكن عندما يدرك أن الرقابة ذكية ومستمرة بالكاميرات، تنشأ رقابة ذاتية لدى المستخدم تجعله أكثر التزاماً. مشيراً إلى أن نسبة الالتزام ارتفعت بشكل ملحوظ، ما أدى أيضاً إلى زيادة في الإيرادات المستدامة نتيجة انتظام الدفع، قائلاً:
الإيرادات الناتجة عن الالتزام المنتظم أفضل بكثير من تلك التي تأتي من المخالفات، لأنها مستدامة وتشجع على النظام. كما أن رصد المخالفات لم يعد يشترط وجود المفتش في الموقع، حيث يمكن إصدارها تلقائياً من مركز الرقابة الذكية عبر الكاميرات وأجهزة المسح، في حين يحتفظ المفتش بدور تنظيمي ميداني ورقابي عام.
وعن دور تقنيات الشركة في تقليل الازدحام المروري والانبعاثات الكربونية، قال الصافي: لدينا محوران رئيسيان في هذا الجانب: المحور المروري والمحور البيئي.
في الجانب المروري تبين لنا أن إخضاع المواقف للرسوم بناءً على معايير مرورية مدروسة أسهم في تقليل نسبة الإشغال بشكل كبير، فعندما نرصد منطقة نسبة إشغالها 80 % أو 70 %، وبمجرد تطبيق الرسوم المنطقية المناسبة لطبيعة الموقع، تنخفض النسبة إلى نحو 30 %؛ ما يتيح فرصاً أكبر للناس للعثور على مواقف بسهولة.
وقد ساعدنا ذلك على رفع معدل دوران المركبات، فحتى لو كان الموقف مشغولاً، فإن السيارة لا تبقى فترة طويلة، ما يشجع العملاء على التحرك بسرعة، وبالتالي تتاح المواقف لعدد أكبر من المستخدمين.
أما من حيث المحور البيئي، فقد أكد الصافي أن الشركة تدعم التحول نحو المركبات الكهربائية من خلال استخدام مركبات رقابة كهربائية بالكامل ضمن أسطول الشركة، وتوفير الشواحن الكهربائية في المواقف العامة، إضافة إلى تخصيص مواقف صديقة للبيئة لتشجيع مالكي المركبات الكهربائية، وكل هذه الخطوات تسهم في خفض الانبعاثات الكربونية وتعزز من جودة الحياة في المدينة.
ووقعت «باركن» عدة اتفاقيات استراتيجية لدعم جهودها في الاستدامة والتحول الذكي، يوضح أسامة الصافي أبرزها وهي اتفاقية مع هيئة كهرباء ومياه دبي «ديوا» لتوليد الطاقة الكهربائية في المواقف العامة.
واتفاقية مع شركة «اتصالات» لتطوير تقنيات الاتصال والبيانات في البنية التحتية للمواقف، وثالثة مع شركة «مايكروسوفت» لتوفير خدمات الكلاود الذكي وإدارة البيانات السحابية. مشيراً إلى أن الشركة حصلت على 3 شهادات آيزو في البيئة والجودة، تقديراً لالتزامها بالمعايير البيئية العالمية.
وتحدث الصافي أيضاً عن التطبيق الذكي الجديد للشركة، والذي أطلق في الربع الأول من العام الجاري، مؤكداً أن التطبيق والموقع الإلكتروني يخضعان لتحديثات شهرية مستمرة، وقال: هدفنا أن يكون التطبيق أكثر سهولة ومرونة للمستخدم، حيث اختصرنا خطوات الدفع من ست خطوات إلى خطوة واحدة فقط.
وبات يوفر خيارات دقيقة في تحديد موقع المركبة والموقف، ويحفظ بيانات المستخدم والمركبة لتسريع عملية الدفع. كما كشف عن قرب إطلاق خدمة جديدة وهي «المحفظة العائلية والتجارية» التي تتيح للعائلات والشركات إدارة المواقف والدفع بسهولة.
حيث يمكن للعائلة إنشاء محفظة مشتركة لأفرادها لاستخدامها في المواقف، بحيث يكون المبلغ مخصصاً لهذا الغرض فقط. أما الشركات، فيمكنها تزويد موظفيها بمحافظ محددة الاستخدام لتغطية احتياجات المواقف، ما يقلل من النفقات ويمنع المخالفات.
وعن مستقبل الذكاء الاصطناعي في قطاع المواقف والمواصلات، فيقول الصافي: حرصنا على تطبيقه في جميع مراحل خدماتنا، من وسائل الدفع، إلى الرقابة الذكية، إلى التواصل مع الجمهور عبر أنظمة رقمية تفاعلية، فالهدف في النهاية هو تقديم تجربة متكاملة تجمع بين السرعة والدقة والراحة في دبي، التي ما زالت تتصدر مدن العالم في الابتكار التكنولوجي.
كما أن الذكاء الاصطناعي أسهم بشكل مباشر في زيادة الإيرادات وتحسين كفاءة التحصيل، ففي عام 2023 بلغت الإيرادات نحو 600 مليون درهم، وفي نهاية عام 2024 تجاوزت 700 مليون، ونتوقع أن نتخطى حاجز المليار درهم هذا العام.
مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي ساعد على مضاعفة الإيرادات بنسبة تتراوح بين 16 و30 % في المناطق التي طُبّقت فيها الأنظمة الذكية، لكن يظل تحقيق الدقة العالية في الأداء وتقديم خدمة أفضل للجمهور أهم من زيادة الإيرادات.
أخبار متعلقة :