الإمارات منصة لانطلاق أنجح الاستثمارات التكنولوجية العالمية

ابوظبي - ياسر ابراهيم - السبت 18 أكتوبر 2025 01:26 صباحاً - «في ، يتجسد التوجه نحو الذكاء الاصطناعي بوضوح، من خلال الدعم الحكومي الكبير، والبيئة التشريعية المتقدمة، التي تشجع على الابتكار، وتجعل من الدولة نموذجاً عالمياً في توظيف التكنولوجيا لخدمة الإنسان..»، بهذه العبارة.

Advertisements

وفي لقاء «حال الخليج» به، على هامش معرض «جيتكس» للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والشركات الناشئة بدبي، في دورته الـ 45 هذا العام، يوجز عمرو كامل، مدير عام «مايكروسوفت - الإمارات»، الأسباب الرئيسة التي جعلت الإمارات مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي، و«منصة» تنطلق من خلالها أكبر وأنجح الاستثمارات في مجال التكنولوجيا.

حلول مبتكرة

وأعرب كامل عن سعادته بمشاركة «مايكروسوفت» في معرض جيتكس العالمي، ووصفها بأنها «مشاركة محورية تسلط الضوء على أحدث تطورات تقنيات الذكاء الاصطناعي، وخصوصاً وكلاء الذكاء الاصطناعي، الذين يمثلون مرحلة جديدة في مسيرة هذا المجال المتسارعة».

وقال: «خلال مشاركتنا في جيتكس هذا العام، نفتخر بالتعاون مع أكثر من 37 شريكاً تجارياً من مختلف القطاعات، يقدمون حلولاً مبتكرة في مجال الذكاء الاصطناعي، تُظهر الإمكانات الكبيرة لهذه التقنية في دعم الابتكار والنمو الاقتصادي.

هناك تعاون وثيق بين مايكروسوفت وشركائها في الدولة، بما في ذلك جهات حكومية وشركات وطنية كبرى، من أجل بناء بنية تحتية رقمية متكاملة، تُعدّ من الأقوى على مستوى المنطقة والعالم، فعلى سبيل المثال، تعمل مايكروسوفت مع شركاء استراتيجيين، منهم G42 و«خزنة داتا» على تطوير مشاريع متقدمة في مجالات السحابة السيادية والذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وإدارة البيانات.

وهذه المشاريع لا تعزز فقط أمن البيانات وسيادتها بالإمارات، بل تُرسّخ أيضاً مكانة الدولة مركزاً عالمياً لتقنيات المستقبل، ووجهة موثوقاً بها للشركات العالمية التي تبحث عن بيئة تكنولوجية آمنة ومتقدمة.

وقد لمسنا عن قرب حجم الشراكة والتكامل بين مايكروسوفت والإمارات، عبر مبادرات تمتد لقطاعات متعددة، من التعليم إلى الصحة إلى الاقتصاد الرقمي».

التعليم والذكاء الاصطناعي

وتابع: «في القطاع التعليمي، نرى مؤسسات رائدة، تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي، لتمكين المعلمين من تخصيص تجربة التعلم للطلاب، وتحليل أداء الطلبة بشكل فوري، ما يساعد على تحسين جودة التعليم، وتسريع التطوير الأكاديمي. وفي القطاع الصحي، تشهد الإمارات مستوى متقدماً من تبنّي الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة الرعاية الطبية.

حيث تُستخدم تقنيات مايكروسوفت في تحليل الصور الطبية، وتشخيص الأمراض بدقة أعلى، وإدارة بيانات المرضى، ما يسهم في رفع كفاءة الخدمات، وتحسين تجربة المريض بشكل عام.

ولذا، يعد مستوى تبنّي الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي الإماراتي، من بين الأعلى في المنطقة، وهو ما يعكس ثقة المؤسسات المحلية بالتكنولوجيا الحديثة».

وأضاف: أما على الصعيد الاقتصادي فليس هناك شك في أن الذكاء الاصطناعي سيصبح محرّكاً رئيساً للناتج المحلي الإجمالي خلال السنوات العشر المقبلة، ونحن نرى اليوم تحولاً واضحاً في الإمارات نحو اقتصاد رقمي قائم على الابتكار، حيث يشكل الذكاء الاصطناعي عاملاً محورياً في تعزيز الكفاءة والإنتاجية، وخلق فرص عمل جديدة، تعتمد على المعرفة والتحليل والبرمجة.

ولقد مضت ثلاثة أعوام منذ انطلاق موجة الذكاء الاصطناعي التوليدي، وخلال هذه الفترة القصيرة، أصبح هذا المجال قوة حقيقية، تُعيد تشكيل الصناعات، والاقتصادات، والمجتمعات حول العالم. واليوم، يظهر جيل جديد من وكلاء الذكاء الاصطناعي القادرين على اتخاذ القرارات، والعمل بشكل مستقل مع تقليل الحاجة إلى التدخل البشري المباشر، ما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الإنتاجية والابتكار.

الكفاءات الإماراتية

وأردف عمرو كامل قائلاً: «لا يقتصر دور مايكروسوفت على تطوير التكنولوجيا، بل يمتد ليشمل الاستثمار في الإنسان، وتحديداً تدريب الكفاءات والمواهب الإماراتية، لتكون في طليعة قيادة الثورة الرقمية، فنحن نؤمن بأن رأس المال البشري هو الركيزة الأساسية لأي نهضة تكنولوجية، وأن تمكين الأفراد بالمعرفة والمهارات التقنية، هو السبيل لضمان استدامة الابتكار.

ومن هذا المنطلق، أطلقت مايكروسوفت سلسلة من البرامج والمبادرات التدريبية، بالتعاون مع الجهات الحكومية والمؤسسات الأكاديمية في الدولة، بهدف تأهيل الكفاءات الوطنية على أحدث أدوات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وتحليل البيانات، وتشمل هذه الجهود مبادرات بارزة، مثل: برنامج «مهارات المستقبل»، الذي يهدف إلى تدريب آلاف الشباب الإماراتيين على مهارات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته العملية.

إضافةً إلى التعاون مع الجامعات الإماراتية لتطوير مناهج حديثة تدمج الذكاء الاصطناعي في تخصصات الهندسة والإدارة والعلوم التطبيقية، وتنظيم ورش عمل وبرامج تطوير للموظفين الحكوميين، لرفع جاهزيتهم في أعمالهم اليومية.

وكل هذه الجهود تتكامل مع «رؤية الإمارات 2031»، التي تضع بناء الإنسان في قلب التنمية الاقتصادية، ونحن نؤمن بأن الاستثمار في الكفاءات المحلية، لا يقل أهمية عن الاستثمار في البنية التحتية الرقمية، بل هو الضمان الحقيقي لاستمرار التقدم، وأن تمكين الشباب الإماراتي من أدوات الذكاء الاصطناعي، يعني تمكينهم من الابتكار والريادة والمنافسة العالمية في المستقبل القريب».

أخبار متعلقة :