ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 19 أكتوبر 2025 12:06 صباحاً - تواصل دبي ترسيخ موقعها إحدى أبرز الوجهات العالمية للاستثمار في قطاع بيوت العطلات، مع تسجيل سوق التأجير قصير المدى أداءً قوياً ومتنامياً. فقد ارتفع عدد الوحدات المتاحة في الإمارة إلى أكثر من 26.5 ألف وحدة نشيطة، لتتبوأ المركز التاسع عالمياً والأول على مستوى المنطقة بين المدن من حيث حجم المعروض.
وكشفت بيانات أن دبي تضم نحو 26.55 ألف وحدة سجلت معدل إشغال بلغ 70 % خلال الفترة من يونيو 2024 إلى مايو 2025، ومتوسط سعر يومي بلغ 609 دراهم، متقدمة على الرياض التي جاءت في المرتبة الثانية إقليمياً بـ10083 وحدة، لكن بمعدل إشغال وصل 39 % ومتوسط سعر يومي 341 درهماً.
أما مراكش المغربية، التي تستفيد من مرونة تشريعية، فقد حققت إشغالاً عند 65 % بمتوسط يومي 308 دراهم، في حين سجلت القاهرة معدلات إشغال لم تتجاوز 50 % وسط سوق لا يزيد على 5294 وحدة نشيطة.
وتشير البيانات إلى قدرة دبي على تحقيق معادلة متوازنة بين قوة التشريعات المنظمة وتنوع بنيتها التحتية السياحية، ما يجعلها أكثر جاذبية للمستثمرين والضيوف الدوليين مقارنةً ببقية المدن في المنطقة.
ووفقاً لبيانات «Airbnb»، تشير التقديرات إلى أن العائد الشهري من الاستثمار في وحدة مخصصة للتأجير القصير المدى غالباً ما يتجاوز ضعفي العائد من الإيجار التقليدي طويل الأجل، ما يعزز من جاذبية هذا النموذج للمستثمرين الباحثين عن تدفقات نقدية مرتفعة.
ويتميز سوق بيوت العطلات في دبي بتنوع قاعدة الزوار، إذ أظهرت الإحصاءات أن 88.5 % من النزلاء هم من السياح الدوليين، يتصدرهم القادمون من الولايات المتحدة كأكبر شريحة مستخدمة لهذه الخدمات. كما تعكس أنماط الإشغال موسمية واضحة، حيث يسجل شهرا فبراير وأبريل ذروة الطلب بدعم من اعتدال الطقس وتزامن الفعاليات الثقافية والسياحية الكبرى.
وتفرض دبي إطاراً تنظيمياً صارماً على نشاط التأجير القصير المدى، يتضمن تسجيل العقارات لدى الجهات المختصة تضمن المحافظة على حقوق صاحب العقار والمستأجر، ورغم هذه الصرامة، فإن السوق يشهد فرصاً مجزية تتفاوت بحسب المناطق.
فعلى سبيل المثال، سجلت منطقة الثنية الرابعة أعلى الإيرادات السنوية بمتوسط 330523 درهماً مع إشغال 71 % وسعر يومي 1266 درهماً، بينما حققت إيرادات سنوية قدرها 282211 درهماً مع معدل إشغال بلغ 74 %، وهو الأعلى بين المناطق الرئيسية، وبسعر يومي 1034 درهماً، أما منطقة الوصل فقد سجلت 244260 درهماً، بمعدل إشغال 67 % وسعر يومي 990 درهماً.
وتدل هذه المؤشرات على تنوع الخيارات أمام المستثمرين، سواء عبر استهداف المناطق الفاخرة ذات العوائد المرتفعة مثل نخلة جميرا، أو المناطق الأكثر مرونة من حيث الأسعار مثل الوصل، ما يمنح السوق عمقاً وتنوعاً استثنائياً.
وتجمع مختلف البيانات على أن سوق بيوت العطلات في دبي ما زال في مرحلة نمو مستدام، مدعوماً بالطفرة السياحية التي تشهدها الإمارة، واستضافتها لفعاليات عالمية كبرى، إضافة إلى بنية تحتية سياحية وفندقية متطورة تعزز مكانتها كإحدى أبرز العواصم العالمية للسفر والسياحة. وأكدت دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي أن دورها يتمثل في تخطيط وتطوير المنظومة السياحية الشاملة ومتابعة مؤشرات الأداء بما يضمن استدامة التنمية وتحقيق الأهداف الطموحة لرؤية القيادة الرشيدة، وفي مقدمتها أجندة دبي الاقتصادية (D33).
أخبار متعلقة :