كايل وول.. مهندس الصفقات الخاطفة لعائلة ترامب

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 20 أكتوبر 2025 09:22 صباحاً - من الطابقين 22 و23 في برج ترامب، يبني كايل وول إمبراطوريته الخاصة خطوة بخطوة، مستفيداً من الاسم الذي لا يزال يثير الجدل في عالم السياسة والمال على حد سواء.

Advertisements

وبينما يرى البعض في قصته مثالاً على الجرأة والطموح، يعتبرها آخرون دليلاً على أن المال والنفوذ يلتقيان دائماً في المكان نفسه بـ«قمة برج ترامب»، فمن داخل برج ترامب الشهير في مدينة نيويورك، يطلّ بنك استثماري ناشئ يدعى «دوميناري هولدينغز»، ليصبح أحد أبرز المستأجرين الجدد في البرج، وعلى بعد طابقين فقط من مقر «مؤسسة ترامب».

هذا القرب الجغرافي لم يكن مصادفة، بل يعكس علاقة مالية وشخصية آخذة في التوسع بين مؤسس البنك كايل وول وعائلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبحسب مؤشر بلومبرغ للمليارديرات، تقدر ثروة عائلة ترامب، بأكثر من 7 مليارات دولار.

يقول وول، إن وجود شركته في المبنى الذي يحمل اسم ترامب «مصدر فخر»، لكنه في الواقع أصبح أكثر من مجرد جار؛ فقد تحول خلال العامين الماضيين إلى شريك مالي مقرب لعائلة ترامب، خصوصاً لابني الرئيس الأكبرين، دونالد ترامب الابن وإريك ترامب، اللذين وجدا في وول وسيطاً مالياً يجيد توظيف الاسم التجاري للعائلة في صفقات مربحة داخل أسواق المال، بحسب «بلومبرغ».

علاقات سريعة

كايل وول، الذي أسس «دوميناري» قبل أعوام قليلة، أمضى سنوات في بناء صلات مع دوائر الأعمال والسياسة المقربة من ترامب، ومع انتخاب عام 2024 بدأت هذه العلاقات تتحول إلى شراكات مالية فعلية، إذ أبرم وول سلسلة من الصفقات الاستثمارية، التي ربطت بين شركات صغيرة مدرجة في الأسواق وأفراد من عائلة ترامب، ما أدى في كثير من الأحيان إلى قفزات كبيرة في أسعار الأسهم بمجرد الإعلان عن هذه الصفقات.

عند دخول البنك في برج ترامب تجد رفوف مليئة بجوائز «لوسايت»، التي توثق نجاحات البنك في جمع تمويلات لشركات ناشئة.

ورغم أن بعض هذه الشركات لا يتجاوز حجمها بضعة ملايين من الدولارات، فإنها غالباً ما تشهد تذبذبات حادة في أسهمها، ما يجعلها بيئة مثالية لجذب الانتباه الإعلامي والمضاربين على السواء.

بداية الصعود

أولى القصص التي لفتت الأنظار إلى «دوميناري» كانت صفقة شركة الطائرات المسيّرة «أنيوجوال ماشينز» في أورلاندو بولاية فلوريدا، فبعد ثلاثة أسابيع فقط من انتخابات 2024، أعلنت الشركة أن دونالد ترامب الابن انضم إليها مستشاراً يتقاضى أجراً، إلى جانب كونه مستثمراً فيها، في صفقة رتّبها كايل وول، وأدى هذا الإعلان إلى ارتفاع سعر السهم إلى أكثر من 20 دولاراً، ما دفع استثماره ليرتفع 30 ضعفاً لفترة وجيزة.

الجدير ذكره أنه تم إدراج الشركة بسعر 4 دولارات للسهم العام الماضي، وانخفض السهم إلى دولارين فقط.

النتيجة كانت مذهلة، حيث ارتفعت أسهم الشركة بأكثر من 300% خلال ثلاثة أيام، ما أدى إلى مكاسب دفترية بلغت نحو 4.4 ملايين دولار لترامب الابن، وفقاً لإفصاحات هيئة الأوراق المالية الأمريكية.

اسم ترامب

يرى محللون أن ما فعله وول هو استثمار مباشر في قوة العلامة التجارية لاسم ترامب، ليكون أداة تسويقية مؤثرة في عالم المال، فمجرد ذكر اسم العائلة كافٍ لإشعال اهتمام المستثمرين ووسائل الإعلام بالشركات المرتبطة بها، حتى لو كانت صغيرة الحجم أو محدودة الأرباح.

نجحت بعض هذه الصفقات في تحقيق أرباح لافتة، لكنها في المقابل أثارت تساؤلات حول الشفافية وتضارب المصالح، خصوصاً أن بعض الشركات التي دعمتها «دوميناري» تعمل في مجالات تتقاطع مع سياسات اقتصادية، تتبناها إدارة ترامب، مثل تعدين العملات المشفرة والطائرات المسيّرة والذكاء الاصطناعي.

ووفقاً لتقارير أمريكية، بلغت قيمة حصة إريك ترامب في إحدى شركات تعدين «بتكوين» نحو 450 مليون دولار، فيما تجاوزت قيمة استثمارات دونالد الابن وأسهمه في مشاريع أخرى عبر «دوميناري» أكثر من 17 مليون دولار. بحسب بلومبرغ.

وسيط مغمور

نشأ وول في كاندور، وهي بلدة في ريف شمال ولاية نيويورك يسكنها نحو 5000.

بعد دراسته الجامعية انضم إلى قطاع الوساطة، وسرعان ما بات يدير أموال أفراد أثرياء في شركات مثل «أوبنهايمر آند كو» و«مورغان ستانلي»، قبل أن يؤسس شركته الخاصة.

ومع انتقاله إلى برج ترامب انفتح الباب أمام شبكة علاقات جديدة مع رجال أعمال وإعلاميين وممولين مقربين من العائلة.

وقد ساعدته شخصيته الجريئة وطموحه الكبير في إقناع أبناء ترامب بالانضمام إلى مشاريعه، الأمر الذي حوّله خلال وقت قصير من مصرفي مغمور إلى شخصية مؤثرة في «وول ستريت».

أخبار متعلقة :