ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 22 أكتوبر 2025 06:22 مساءً -
دعت مجموعة من الشخصيات البارزة، بما في ذلك خبراء الذكاء الاصطناعي والآباء المؤسسون وعرابو التكنولوجيا، إلى إنهاء الجهود الرامية إلى خلق «الذكاء الخارق» - وهو شكل من أشكال الذكاء الاصطناعي الذي من شأنه أن يتفوق على البشر في جميع المهام المعرفية بشكل أساسي.
وقّع أكثر من 850 شخصاً، بما في ذلك قادة التكنولوجيا، مثل مؤسس مجموعة فيرجن ريتشارد برانسون، وأبل، وستيف وزنياك المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت، بياناً نُشر يوم الأربعاء، يدعو فيه إلى وقفة مؤقتة في تطوير الذكاء الفائق، وفق ما نشرته «سي إن بي سي».
تصدر قائمة الموقعين روادٌ بارزون في مجال الذكاء الاصطناعي، منهم عالما الحاسوب، يوشوا بينجيو وجيف هينتون، اللذان يُعتبران على نطاق واسع «عرابَي» الذكاء الاصطناعي الحديث. كما انضمّ إلى الموقع باحثون رائدون في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل ستيوارت راسل من جامعة كاليفورنيا في بيركلي.
أصبح مصطلح «الذكاء الخارق» مصطلحاً شائعاً في عالم الذكاء الاصطناعي، حيث تتنافس شركاتٌ، بدءاً من شركة xAI التابعة لإيلون ماسك، ووصولاً إلى شركة OpenAI التابعة لسام ألتمان، على إصدار نماذج لغوية كبيرة أكثر تطوراً. وقد ذهبت شركة ميتا إلى حد تسمية قسم الماجستير في القانون التابع لها باسم «مختبرات ميتا للذكاء الخارق».
لكن الموقعين على حال الخليج الأخير، يحذرون من أن احتمال ظهور الذكاء الخارق «أثار مخاوف تتراوح بين التقادم الاقتصادي البشري وفقدان التمكين، وفقدان الحرية والحريات المدنية والكرامة والسيطرة، إلى مخاطر الأمن القومي، وحتى الانقراض البشري المحتمل».
وطالبت اللجنة بحظر تطوير الذكاء الفائق، حتى يتوفر دعم شعبي قوي لهذه التكنولوجيا، وإجماع علمي على إمكانية بنائها والتحكم فيها بأمان.
وبالإضافة إلى شخصيات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، جاءت الأسماء وراء حال الخليج من تحالف واسع النطاق، يضم أكاديميين وشخصيات إعلامية وزعماء دينيين، ومجموعة من السياسيين والمسؤولين الأمريكيين السابقين من الحزبين.
ومن بين المسؤولين المتقاعدين، رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق، مايك مولن، ومستشارة الأمن القومي السابقة، سوزان رايس.
وفي الوقت نفسه، ظهر ستيف بانون وجلين بيك - وهما من حلفائه الإعلاميين المؤثرين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب - بشكل بارز في القائمة.
ومن بين الموقعين البارزين الآخرين، أفراد العائلة المالكة البريطانية، الأمير هاري وزوجته ميغان ماركل، بالإضافة إلى رئيسة إيرلندا السابقة، ماري روبنسون. وحتى يوم الأربعاء، كانت القائمة لا تزال في ازدياد.
لقد كان هناك انقسام متزايد في مجال التكنولوجيا، بين أولئك الذين يرون الذكاء الاصطناعي كقوة عظيمة من أجل الخير، وتستحق التطوير غير المقيد، وأولئك الذين يعتقدون أنه أمر خطير، ويحتاج إلى المزيد من التنظيم.
ومع ذلك، وكما أشار الموقع الإلكتروني للموقع الإلكتروني المسمى «بيان حول الذكاء الفائق»، فإن حتى قادة شركات الذكاء الاصطناعي الرائدة في العالم، مثل ماسك وألتمان، حذروا في الماضي من مخاطر الذكاء الفائق.
قبل أن يصبح الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، كتب ألتمان في منشور على مدونته عام 2015، أن «تطوير الذكاء الآلي الخارق (SMI)، ربما يكون التهديد الأكبر لاستمرار وجود البشرية».
وفي الوقت نفسه، قال إيلون ماسك، في إحدى حلقات البودكاست في وقت سابق من هذا العام، إن هناك «احتمالات بنسبة 20 % فقط للفناء»، عند مناقشة مخاطر تفوق الذكاء الاصطناعي المتقدم على الذكاء البشري.
واستشهد «بيان الذكاء الخارق» باستطلاع رأي أجراه معهد مستقبل الحياة مؤخراً، أظهر أن 5 % فقط من البالغين في الولايات المتحدة، يؤيدون «الوضع الراهن للتطور السريع وغير المنظم للذكاء الفائق».
ووجد الاستطلاع، الذي شمل 2000 بالغ أمريكي أيضاً، أن الأغلبية تعتقد أنه لا ينبغي إنشاء «الذكاء الاصطناعي الخارق»، حتى يثبت أنه آمن أو قابل للسيطرة، ويريدون تنظيماً قوياً للذكاء الاصطناعي المتقدم.
في بيان نُشر على الموقع، صرّح عالم الحاسوب بينجيو، بأنّ أنظمة الذكاء الاصطناعي قد تتفوق على معظم الأفراد في معظم المهام المعرفية، خلال بضع سنوات. وأضاف أنّه على الرغم من أنّ هذه التطورات قد تُسهم في حلّ التحديات العالمية، إلا أنها تنطوي أيضاً على مخاطر كبيرة.
وقال «من أجل التقدم بأمان نحو الذكاء الخارق، يتعين علينا أن نحدد علمياً، كيفية تصميم أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تكون غير قادرة بشكل أساسي على إيذاء الناس، سواء من خلال سوء التوافق أو الاستخدام الخبيث».
وأضاف «نحن بحاجة أيضاً إلى التأكد من أن الجمهور لديه رأي أقوى بكثير في القرارات التي ستشكل مستقبلنا الجماعي».
أخبار متعلقة :