المعدن الخارق.. الصين تكتشف كنزاً مقداره 35 مليون طن

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 26 أكتوبر 2025 01:58 مساءً - كشفت الصين عن مخزون ضخم من معدن الكوارتز عالي النقاء، يصل إلى أكثر من 35 مليون طن، في منطقتي تشينلينغ بمقاطعة خنان وألتاي في شينجيانغ، ويعد هذا الاكتشاف أحد أكبر الاكتشافات المعدنية في البلاد، ويملك القدرة على إعادة تشكيل سلسلة الإمداد العالمية للتكنولوجيا لسنوات مقبلة، وربما يقلل اعتماد الدول الكبرى على الموردين التقليديين.

Advertisements

ويُعتبر الكوارتز عالي النقاء مادة أساسية لتصنيع رقائق السيليكون، التي تُستخدم في إنتاج الحواسيب، والخلايا الشمسية، والألياف البصرية، والمكونات البصرية الدقيقة للهواتف الذكية والأقمار الصناعية.

وبنقاء يصل إلى 99.995% من ثاني أكسيد السيليكون، يُعد هذا المعدن العمود الفقري للصناعات التكنولوجية المتقدمة، ويتميز بمقاومته الحرارية العالية ووضوحه البصري وقدرته على تحمل التآكل، مما يجعله مادة لا غنى عنها عالمياً، ويتيح إمكانيات كبيرة لتطوير صناعات المستقبل، وفقا لموقع leravi.org.

لطالما اعتمدت الصين على واردات الكوارتز عالي النقاء، حيث يأتي نحو 80% من احتياجاتها من منجم سبروس باين في ولاية كارولاينا الشمالية الأمريكية، وكانت هذه الاعتمادية مصدر ضعف استراتيجي للصين، خصوصاً في ظل التوترات التجارية وقيود التصدير الأمريكية.

الاكتشاف الجديد يتيح لبكين توطين الإنتاج وتوفير نحو 1.5 مليار دولار سنويا كانت تُنفق على الكوارتز المستورد، بما يعزز السيطرة الوطنية على الموارد التكنولوجية الحيوية.

وقد بدأت المؤسسات البحثية والمصانع الصينية بالفعل اختبار الكوارتز بمستويات نقاء أعلى تصل إلى 99.998%، ما يقترب من إنتاج مواد كانت حكراً على الموردين الغربيين، ويؤكد قدرة الصين على المنافسة عالميا في صناعات متقدمة تعتمد على مواد فائقة النقاء.

وأكدت وزارة الموارد الطبيعية الصينية إدراج الكوارتز عالي النقاء ضمن قائمة المعادن الاستراتيجية، مع خطط لإنشاء مركز وطني للهندسة والابتكار لتسريع البحث في مجال معالجة وتكرير الكوارتز، وجمع الجيولوجيين وعلماء المواد والمهندسين الصناعيين لتعزيز الاستدامة والكفاءة في استخراج المعدن. كما تُجرى دراسة وطنية لتحديد الاحتياطيات الكاملة، وتشغيل مشاريع تجريبية لتطوير تقنيات تنقية متقدمة.

ويُتوقع أن يكون لهذا الاكتشاف تأثيرات عالمية كبيرة، حيث قد يعيد ترتيب التجارة الدولية للكوارتز، ويحد من اعتماد بعض الدول على مصادر خارجية. وفي المقابل، حذر محللون من أن أي تركيز مفرط على مصدر واحد قد يخلق اعتماديات جديدة مستقبلا.

ويبقى الاكتشاف الصيني علامة على تحول محتمل في التوازن التكنولوجي العالمي، ويمثل خطوة استراتيجية مهمة لبكين في مجالات أشباه الموصلات والطاقة الشمسية والبصريات المتقدمة، وهو ما قد يغير قواعد صناعة التكنولوجيا العالمية في المستقبل القريب، ويضع الصين في موقع أكثر قوة واستقلالية على الساحة التكنولوجية.

أخبار متعلقة :