هل يمكن إطفاء حرارة الأرض؟.. اختبار تقنية جديدة لتبريد الكوكب

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 29 أكتوبر 2025 12:06 صباحاً - يُجري باحثون من جامعة كولومبيا دراسة معمقة حول فكرة تبريد الأرض عبر نشر جسيمات عاكسة لأشعة الشمس في الغلاف الجوي العلوي، في محاولة لمحاكاة تأثيرات الثورات البركانية التي تُخفّض حرارة الكوكب مؤقتًا.

Advertisements

تُعرف هذه التقنية باسم حقن الهباء الجوي الستراتوسفيري (SAI)، وهي إحدى أبرز أفكار الهندسة الجيولوجية الشمسية لمواجهة الاحتباس الحراري المتسارع وفق sustainability-times.

تقوم الفكرة على نثر جسيمات دقيقة تعكس جزءاً من أشعة الشمس إلى الفضاء، مما يقلل من كمية الطاقة التي تمتصها الأرض.

لكن الدراسة الجديدة تؤكد أن هذه العملية أكثر تعقيداً من مجرد "نشر الجسيمات في السماء"، إذ تعتمد فعاليتها على عوامل دقيقة مثل الارتفاع، وخط العرض، والتوقيت، ما يجعل أي تطبيق عملي يحتاج إلى تنسيق عالمي محكم لتجنّب اضطرابات مناخية كبيرة.

على سبيل المثال، قد يؤدي الحقن قرب القطبين إلى تغيّر في الرياح الموسمية أو التيارات النفاثة، بينما يمكن أن يؤثر في توزيع الأمطار على نطاق واسع.

تُشير الدراسة إلى أن هذا التباين المناخي قد يجعل بعض المناطق أكثر جفافاً أو أكثر برودة، في حين تعاني أخرى من آثار معاكسة.

تُعد الثورات البركانية مثل ثوران جبل بيناتوبو عام 1991 نموذجاً طبيعياً لتأثيرات SAI؛ إذ خفّضت حرارة الأرض نحو درجة مئوية واحدة، لكنها تسببت في اضطراب الرياح الموسمية الهندية وانخفاض الأمطار في جنوب آسيا، إضافة إلى استنفاد طبقة الأوزون.

لهذا السبب يسعى العلماء إلى استخدام مواد بديلة مثل كربونات الكالسيوم وأكسيد الألومنيوم والزركونيا بدل الكبريتات، لكنها تواجه تحديات تتعلق بالتكلفة والندرة وصعوبة التشتت المنتظم.

ويحذر الباحثون من أن عملية الحقن قد تكون سيفاً ذا حدين؛ فهو من جهة قادر على تقليل درجات الحرارة مؤقتاً، ومن جهة أخرى قد يفتح الباب أمام آثار جانبية غير متوقعة على النظم البيئية والمناخ العالمي.

أخبار متعلقة :