180 مليار دولار.. كيف تلاشت ثروة أغنى عائلة في العالم بسبب وصية؟

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الجمعة 31 أكتوبر 2025 08:36 صباحاً - في القرن التاسع عشر، كانت عائلة فاندربيلت رمزاً للثراء والنجاح في الولايات المتحدة، إذ امتلكت واحدة من أكبر الإمبراطوريات المالية في التاريخ الأمريكي، قبل أن تنتهي بعد ستة أجيال إلى عائلة بلا ثروة.

Advertisements

بدأت القصة مع كورنيليوس "العميد" فاندربيلت، المولود في جزيرة ستاتن عام 1794، والذي ترك المدرسة في سن مبكرة ليعمل في نقل الركاب. وبقرض بسيط من والدته قدره 100 دولار، أسس مشروع عبّارات عام 1810 تحول لاحقاً إلى إمبراطورية ضخمة في النقل البحري ثم السكك الحديدية.

وبفضل شركته "نيويورك سنترال"، امتدت خطوطه عبر الولايات المتحدة، مانحاً نفسه احتكاراً شبه كامل للنقل من وإلى نيويورك. وعند وفاته عام 1877، بلغت ثروته نحو 100 مليون دولار، أي ما يعادل أكثر من 180 مليار دولار اليوم، وفقا لما نشرته مجلة فوربس.

تولى ابنه ويليام هنري "بيلي" إدارة الأعمال، وضاعف الثروة إلى 200 مليون دولار. لكنه خالف وصية والده التي أوصت بترك معظم المال لوريث واحد، فوزّع الأسهم بين ابنيه كورنيليوس الثاني وويليام كيسام، وهو القرار الذي فتح الباب أمام تفكك الثروة.

مع الجيل الثالث، بدأت ملامح الانحدار. انشغل ويليام كيسام باليخوت والخيول والترف، بينما أنفق شقيقه جورج مبالغ هائلة على قصره "بيلتمور" في ولاية كارولاينا الشمالية. وبرغم أعمالهما الخيرية السخية، من بينها التبرع لجامعة كولومبيا وجامعة فاندربيلت، فإن الإنفاق المفرط أوقف نمو الثروة.

في الجيل الرابع، برز ريجينالد "ريجي" فاندربيلت، الذي عاش حياة بذخ بلا حدود، وهو والد مصممة الأزياء الشهيرة غلوريا فاندربيلت وجدّ الإعلامي أندرسون كوبر. أما شقيقه كورنيليوس الثالث فأنفق ثروات ضخمة للحفاظ على مكانته الاجتماعية، قائلاً ذات مرة: "كل أبناء فاندربيلت زادوا ثرواتهم… إلا أنا".

في الوقت نفسه، كانت إمبراطورية السكك الحديدية تتهاوى. فقد تراجعت أهمية القطارات بعد الحرب العالمية الثانية، وحلّت محلها وسائل النقل الحديثة. وبحلول عام 1970، أعلنت شركة "نيويورك سنترال" إفلاسها، ليتولى القطاع العام إدارة خدمات الركاب من خلال "أمتراك".

تفرقت الثروة بين عشرات الورثة، وتلاشت معها القصور التي كانت تزيّن الجادة الخامسة في نيويورك. وبحلول عام 1947، هُدمت جميع منازل العائلة في المدينة، وتحولت بعض آثارها، مثل بوابات القصور الحديدية، إلى أجزاء من حدائق سنترال بارك.

في مقابلة إذاعية عام 2014، قال أندرسون كوبر إن والدته أوضحت له أنه "لا يوجد أي صندوق عائلي أو إرث مالي"، مؤكداً أن العائلة لم تحتفظ سوى باسمها العريق.

وهكذا تحولت فاندربيلت من أسطورة للثراء الأمريكي إلى درس تاريخي في زوال الإمبراطوريات العائلية حين يغيب عنها الانضباط المالي والإدارة الحكيمة.

أخبار متعلقة :