ابوظبي - ياسر ابراهيم - الجمعة 31 أكتوبر 2025 10:21 صباحاً - يشهد سعر الذهب حالياً صراعاً قوياً عند مستوى 4.000 دولار للأوقية، والذي يمثل حاجزاً نفسياً وتاريخياً بعد موجة صعود قياسية دفعت المعدن الأصفر لتخطي هذا المستوى لأول مرة. وتظهر التداولات الأخيرة أن الذهب يكافح للتمسك بهذا الدعم في ظل تضارب العوامل الاقتصادية والجيوسياسية. فيما يحتمي الذهب كملاذ آمن بمشتريات الصين الضخمة التي تضمن له ثباتاً سعرياً. بحسب The Economic Times.
بينما تغذي المخاطر الجيوسياسية المستمرة وتوقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية صعود الذهب كملاذ آمن، فإن أي تفاؤل بشأن التوافق التجاري بين الولايات المتحدة والصين أو قوة مفاجئة للدولار الأمريكي تدفع المستثمرين نحو جني الأرباح والتراجع دون هذا المستوى الحاسم.
يعد الاتجاه الحالي لزيادة مشتريات البنوك المركزية من الذهب، خصوصاً من قبل الصين، هو العامل الأساسي الذي يمنح الأسعار دعماً طويل الأجل ويبرر التوقعات الصعودية القوية لعام 2026.
إن تراكم الذهب من قبل المؤسسات السيادية ليس مجرد طلب سوقي، بل هو تحول استراتيجي عميق له آثار دائمة على نظام الاحتياطي العالمي وقيمة الذهب المستقبلية.
تعد الصين في طليعة مشتريات الذهب، حيث استأنفت عمليات شراء شهرية قياسية ومستمرة.
تنويع الاحتياطيات
الهدف الأكبر هو تنويع الاحتياطيات والتقليل من الاعتماد على الدولار الأمريكي وسندات الخزانة الأمريكية. هذا التحول ينبع من المخاوف الجيوسياسية ومخاطر العقوبات، خصوصاً بعد تجميد احتياطيات روسيا.
زيادة حيازة الصين من الذهب تزيد من مصداقية اليوان (الرنمينبي) كعملة احتياط محتملة، ما يقلل من هيمنة الدولار.
الصين ليست فقط مشترياً حكومياً، بل هي أكبر مستهلك للذهب في العالم (ما يقرب من 40% من الناتج العالمي). هذا المزيج من الطلب الحكومي (كميات ضخمة) والطلب الخاص/الاستهلاكي (المستمر) يخلق أرضية سعرية صلبة تمنع الذهب من الانخفاضات الحادة، حتى في أوقات التصحيح.
توقعات طويلة الأجل
تزيد شهية الصين غير المشروطة تقريباً، بغض النظر عن ارتفاع السعر، من احتمال أن يظل الذهب أصلاً مرغوباً فيه على مدى السنوات المقبلة، ما يدعم التوقعات ببلوغ مستويات 4.000 وأعلى في 2026.
أما البنوك المركزية على مستوى العالم (بما في ذلك الهند وتركيا والعديد من الاقتصادات الناشئة) تشتري الذهب بكميات قياسية، متجاوزة 1.000 طن سنوياً في السنوات الأخيرة.
إن ضغط الشراء المستمر والثابت من البنوك المركزية، والذي تقوده الصين، يمثل دعماً هيكلياً يقلل من مخاطر الهبوط الكبيرة ويجعل التصحيحات السعرية الأخيرة (مثل تلك التي حدثت حول 4.000) فرصاً للشراء بدلاً من إشارات بيع.
هذا الاتجاه هو السبب الرئيسي وراء قيام بيوت الاستثمار الكبرى (مثل JPMorgan و Goldman Sachs) برفع توقعاتها إلى مستويات قياسية لعام 2026 وما بعده.
أخبار متعلقة :