هل فقد الذهب بريقه؟ الدولار يشدد الخناق والـ«فيدرالي» يصعب المهمة


ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 2 نوفمبر 2025 05:21 مساءً - شهدت أسواق الذهب العالمية تصحيحاً حاداً وغير متوقع خلال الفترة الماضية، حيث تراجعت العقود الآجلة للمعدن الأصفر من ذروتها، متأثرة بعاصفة مثالية من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية المتغيرة. ويأتي هذا التراجع ليثير التساؤلات حول مدى استدامة الارتفاعات القياسية الأخيرة، مع توجيه أصابع الاتهام الرئيسية إلى العملة الخضراء القوية والنهج المتشدد الذي يتبناه البنك المركزي الأمريكي.

Advertisements

سطوة الدولار الأمريكي تضعف الإغراء

يسعر الذهب بالدولار الأمريكي، وهذه العلاقة غالباً ما تكون عكسية. عندما يكتسب الدولار قوة أي يرتفع مؤشر الدولار، يصبح الذهب أغلى ثمناً لحاملي العملات الأخرى، ما يقلل من الطلب عليه ويضغط على أسعاره.على الرغم من تراجع التوترات الجيوسياسية نسبياً، يظل الدولار هو الملاذ الآمن الأكثر سيولة في العالم.

تستمر أسعار الفائدة في الولايات المتحدة في البقاء مرتفعة نسبياً، ما يدعم عوائد السندات الحكومية. هذا يرفع من جاذبية الأصول الدولارية مقارنة بالذهب، الذي يعتبر أصلاً غير منتج للعائد.

رؤية الفيدرالي

يعتبر الذهب تحوطاً كلاسيكياً ضد التضخم وانخفاض أسعار الفائدة. عندما يخفف الاحتياطي الفيدرالي سياسته النقدية (أي يخفض الفائدة)، يصبح الذهب أكثر جاذبية. ولكن الإشارات الأخيرة من قيادات البنك المركزي الأمريكي جاءت «متشددة» بشكل حذر، حيث أشار رئيس الاحتياطي الفيدرالي إلى أن قرارات تخفيض أسعار الفائدة المستقبلية ليست مؤكدة، وأنها ستعتمد بشكل كامل على «البيانات الاقتصادية الواردة»، وخصوصاً بيانات التضخم وسوق العمل.

أبقت هذه التصريحات التوقعات ببدء تخفيضات مبكرة لأسعار الفائدة في حالة ترقب، ما رفع من تكلفة الفرصة لحيازة الذهب بدلاً من الأصول ذات العائد المرتفع مثل السندات.

تراجع التوترات الجيوسياسية

ساهمت التهدئة النسبية في بعض النزاعات الإقليمية، والتقدم المحدود في المفاوضات التجارية بين القوى العظمى، في إضعاف طلب «الملاذ الآمن» التقليدي على الذهب. عندما يرتفع التفاؤل الاقتصادي والجيوسياسي، يميل المستثمرون إلى التحول نحو الأصول ذات المخاطر الأعلى والأكثر إنتاجية.

وقعات مستقبلية
لقد تسبب هذا الثلاثي الضاغط – الدولار القوي، والفيدرالي المتشدد، وتراجع التوتر – في دفع أسعار الذهب إلى منطقة التصحيح النفسية عند مستوى 4.000 دولار للأونصة، ومع ذلك، يشدد المحللون على أن العوامل الداعمة للذهب على المدى الطويل لا تزال قائمة.

فيما تواصل البنوك المركزية العالمية، وعلى رأسها بنوك الأسواق الناشئة، تعزيز احتياطياتها من الذهب كجزء من استراتيجيات تنويع الاحتياطي بعيداً عن الدولار.

كما لا تزال مستويات الدين الفيدرالي الأمريكي والضغوط التضخمية الكامنة تدعم القيمة الجوهرية للذهب كتحوط.

الذهب يخضع حالياً لعملية «تنقية» صحية لإزالة المضاربات قصيرة الأجل، ولكنه يستعد لمعركة طويلة الأمد بين جاذبية العائد في الدولار وضرورة التحوط من عدم اليقين العالمي.

أخبار متعلقة :