الإمارات تدعم جهود منظمة التعاون الإسلامي لتعزيز التكامل الاقتصادي

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الثلاثاء 4 نوفمبر 2025 04:06 مساءً - ترأس معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري، المبعوث الخاص لسمو وزير الخارجية إلى الجمهورية التركية، وفد الدولة المشارك في اجتماعات الدورة الـ 41 للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري لمنظمة التعاون الإسلامي (الكومسيك) على المستوى الوزاري ولجنة كبار المسؤولين، والتي عقدت في مدينة إسطنبول بجمهورية تركيا خلال الفترة من 3 إلى 4 نوفمبر الجاري، وذلك بحضور عبدالله أحمد آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد والسياحة؛ وسعيد الظاهري، سفير الدولة لدى الجمهورية التركية؛ وسعيد المهيري، قنصل الدولة لدى إسطنبول.

Advertisements

وناقش الاجتماع مجموعة من الملفات، من بينها تعزيز الجهود الإسلامية المشتركة لزيادة نمو التجارة البينية بين الدول الأعضاء، ودعم العمل المشترك لتطوير قطاع سياحي مستدام ومنافس، وكذلك التركيز على الدور الحيوي للقطاع الخاص في تعزيز التعاون الاقتصادي، بالإضافة إلى سبل زيادة إنتاجية القطاع الزراعي، وضمان استمرارية الأمن الغذائي، وتحسين البنية التحتية لقطاعي النقل والاتصالات.

وأكد معالي سلطان بن سعيد المنصوري في كلمته خلال الاجتماع، أن دولة بتوجيهات قيادتها الرشيدة، ملتزمة بدعم جهود الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي واللجان التابعة لها، بما يسهم في زيادة التدفقات التجارية والاستثمارية بين الدول الإسلامية، ويعزز تحقيق التكامل الاقتصادي في كافة القطاعات الحيوية.

وقال معاليه: «يواجه العالم اليوم العديد من المتغيرات الاقتصادية والجيوسياسية على المستويين الإقليمي والعالمي، ونحن ندرك بشكل واضح مدى تأثير تلك التحولات على اقتصادات دول المنظمة، لذلك يمثل الاجتماع فرصة ثمينة للنقاش والحوار حول فرص التعاون وتطوير المبادرات والاستراتيجيات بين الدول الإسلامية في مختلف المجالات، وفي مقدماتها الاقتصادية والاستثمارية والتجارية».

وأضاف معاليه: «تولي دولة الإمارات أهمية كبيرة للمبادرات والملفات المدرجة على جدول أعمال منظمة التعاون الإسلامي، خاصة تلك المتعلقة بتطوير وتحسين استراتيجيات التصدير في الدول الأعضاء، نظراً لدورها الحيوي في إزالة المعوقات التي تحد من تنشيط حركة الصادرات بين الدول الإسلامية، وتعزيز قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية، وكذلك دعم جهود المنظمة في الحفاظ على استمرارية واستدامة الأمن الغذائي، وبرنامجها المعني بالتحول الرقمي، باعتباره إطاراً عملياً يدعم تسريع وتيرة التحول للدول الأعضاء نحو الاقتصاد الرقمي وتطوير المهارات والكفاءات الرقمية والاستفادة من حوكمة البيانات، بما يسهم في تمكين دول الكومسيك من مواكبة التحولات العالمية نحو الاقتصاد الرقمي المستدام».

وأكد معاليه أهمية تعزيز التعاون بين الدول الإسلامية لنمو وتنافسية القطاع السياحي، إذ يعد أحد الركائز الحيوية للنمو الاقتصادي المستدام، إلى جانب تعزيز تبادل الخبرات وأفضل الممارسات في هذا القطاع الحيوي، لا سيما أن دول الكومسيك تتمتع بخبرات قوية، وبنى تحتية متقدمة، ومقومات ومعالم سياحية فريدة ومتميزة. كما تطرق معاليه إلى تعزيز العمل المشترك في مجال ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتشجيع الاستثمار في الابتكار والمشاريع الريادية الناشئة، نظراً لدور هذا المجال في دعم التنويع الاقتصادي وتوفير فرص عمل جديدة.

وتابع معاليه: «يعد نظام الأفضليات التجارية بين الدول الأعضاء، إحدى أهم المبادرات الاقتصادية للمنظمة، كونه يشكل أداة استراتيجية لتعزيز التكامل الاقتصادي ورفع مستوى التبادل التجاري بين دول المنظمة، واستكشاف الفرص الواعدة في قطاع الخدمات والاستثمار الأجنبي المباشر، وفتح آفاق جديدة أمام السلع والخدمات المنتجة».

وفي هذا السياق، أكد معاليه أن دولة الإمارات حريصة على دعم هذا النظام وحث الدول الأعضاء على الانضمام إليه، لما يمثله ذلك من دعم مباشر لتعزيز الانفتاح التجاري وتوسيع الشراكات الاقتصادية، وصولاً إلى تحقيق التنمية المستدامة والازدهار المشترك في دول المنظمة.

واستعرض معاليه أبرز الأرقام التي تعكس النمو المتزايد في التجارة بين دولة الإمارات ودول منظمة التعاون الإسلامي ومنها، ارتفاع التجارة الخارجية غير النفطية لدولة الإمارات مع دول الكومسيك لتصل إلى 163.2 مليار دولار خلال النصف الأول من العام 2025، محققة نمواً نسبته 19.1% مقارنة مع الفترة ذاتها من عام 2024، ونسبة نمو بلغت 5.6% بالمقارنة مع النصف الثاني من عام 2024، وبلغت قيمة التجارة البينية بين الإمارات ودول المنظمة 292 مليار دولار خلال عام 2024 وبنسبة زيادة بلغت 19.2% مقارنة مع عام 2023، كما أن 48% من صادرات دولة الإمارات غير النفطية تتجه إلى دول الكومسيك، و57.2% من عمليات إعادة التصدير الإماراتي تكون وجهتها إحدى دول الكومسيك، وفي المقابل تستحوذ دول الكومسيك على ما نسبته أكثر من 36% من تجارة الإمارات غير النفطية.

ولفت معاليه إلى أن دولة الإمارات، تبنت نهجاً استشرافياً قائماً على تعزيز الانفتاح الاقتصادي على العالم وبناء الشراكات التجارية والاستثمارية مع الأسواق الحيوية، حيث وقعت الإمارات اتفاقيات شراكة اقتصادية شاملة مع 31 دولة ذات أهمية استراتيجية إقليمياً وعالمياً على خريطة التجارة الدولية، والتي تضمنت دولاً إسلامية عديدة منها تركيا وإندونيسيا وماليزيا وأذربيجان، مؤكداً حرص الدولة على دعم جهود اللجنة في توسيع الشراكات الاقتصادية والتجارية بين دول المنظمة، بما يسهم في تعزيز نمو التجارة والصادرات بين الدول الأعضاء.

وفي ختام كلمته جدد معاليه التأكيد على دعم دولة الإمارات لتحقيق مستهدفات اللجنة، الرامية إلى تحقيق نقلة جديدة في التنمية الاقتصادية، والتعاون التجاري على مستوى الدول الإسلامية، كما أعرب عن تطلعه أن تسفر اجتماعات اللجنة عن مبادرات ومشاريع جديدة تعزز مكانة الدول الأعضاء على خريطة الاقتصاد العالمي، مؤكداً ثقته بأن مخرجات اللجنة ستشكل إضافة نوعية لمسيرة الشراكة والتنمية والازدهار بين الدول الإسلامية.

أخبار متعلقة :